نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 35

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 35

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ملك عماد الدين قلعة كواشي وهي من أحسن
قلاع الموصل.
ثم مات ناصر الدين محمود بعد مدة يسيرة،
واستقر بدر الدين لؤلؤ بملك الموصل، وتلقب
بالملك الرحيم ودامت أيامه إلى أن توفي في
سنة سبع وخمسين وستماية، فكانت مجة ملكه
نحو أربعين سنة، وملك بعده أولاده، فكان
الذي استقل بملك الموصل من أولاده الملك
الصالح ركن الدين إسماعيل، قتله التتار
في سنة تسع وخمسين وستماية، وملك ولده
الملك
المجاهد سيف الدين إسحاق بلاد الجزيرة؛
وملك الملك المظفر علاء الدين على سنجار.
ولما استولى التتار على هذه الممالك وصل
هؤلاء إلى الديار المصرية المحروسة في
أيام
السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس،
وجهزهم صحب الخليفة المستنصر بالله؛ فكان
من أمره وأمرهم ما ذكرناه ونذكره إن شاء
الله تعالى؛ فلنرجع إلى ذكر أخبار عماد
الدين
زنكي بن مودود.
عماد الدين زنكي
بن قطب الدين مودود بن عماد الدين زنكي بن
اقسنقر
استقر ملكه بسنجار بعد وفاة أبيه
واستقلال أخويه سيف الدين غازي ثم عز
الدين
مسعود بملك الموصل، ثم تعوض عماد الدين
بحلب عن سنجار كما قدمنا ذكره في أخبار
عز الدين مسعود. ثم أخذ الملك الناصر يوسف
منه حلب، وعوضه عنها بسنجار
وربض الخابور والرقة، على ما نبينه إن شاء
الله في أخبار الملك الناصر فاستقر ملكه
أخيراً بسنجار وما معها في سنة تسع وسبعين
وخمسماية ولم يزل بها إلى أن توفي في
المحرم
سنة أربع وتسعين وخمسماية وكان عادلاً
حسن السيرة في رعيته عفيفاً عن أموالهم،
كثير
التواضع، يحب أهل العلم والدين، ويجلس
معهم، ويرجع إلى آرئهم إلا أنه كان شديد
البخل.
ولما مات ملك بعده ولده قطب الدين محمد بن
عماد الدين زنكي وتولى تدبير دولته مجاهد
الدين برنقش مملوك أبيه، وكان ديناً
خيراً عادلاً حسن السيرة. واستمر ملك قطب
الدين
بسنجار إلى سنة ست عشرة وستماية، فتوفي في
ثامن صفر منها. وكان كريماً حسن
السيرة في رعيته كثير الإحسان إليهم. وكان
قد سلم الأمور إلى نوابه.
ولما مات ملك بعده ابنه عماد الدين شاهان
شاه بن محمد. ولما ملك سار بعد شهور إلى
تلعفر، وهي في مملكته فدخل عليه أخوه عمر
بن محمد في جماعة فقتلوه.
وملك عمر بن محمد - وهو فروخ شاه - فبقي
بسنجار إلى أن أخذها الملك الأشرف في
سنة سبع عشرة وستماية، وعوضه عنها الرقة.
وهو آخر من ملك سنجار من البيت
الأتابكي، فكانت مدة ملكهم لها أربعاً
وتسعين سنة. وتوفي بعد أخذها منه بقليل.
فلنذكر أخبار أولاد غازي.
معز الدين سنجر شاه
ابن سيف الدين غازي بن مودود بن زنكي
ملك جزيرة ابن عمر بعد وفاة والده في صفر
سنة ست وسبعين وخمسماية. وكان كثير
الأذى لعمه عز الدين مسعود، فحاصر مسعود
في سنة سبع وثمانين أربعة أشهر، واستقرت
القاعدة بينهما على أن يكون لكل منهما نصف
أعمال الجزيرة، وتكون الجزيرة بيد سنجر
شاه في جملة النصف. ودام ملكه بالجزيرة
إلى أن قتل.
ذكر مقتله وملك ولده معز الدين محمود
كان قتله في سنة خمس وستماية على يد ولده
غازي. وسبب ذلك أن سنجر شاه كان
سيئ السيرة في رعيته وأولاده وجنده
وغيرهم، فكان من جملة ما اعتمده مع أولاده
أنه
بعث ابنيه محموداً وسودوداً إلى قلعة فرح
من بلد الزوزان وأخرج ابنه غازي إلى دار
بالمدينة أسكنه بها ووكل به من يمنعه من
التصرف وكانت الدار إلى جانب بستان لبعض
الرعية فكان يدخل إليها من البستان
الحيات والعقارب وغير ذلك من الحشرات،
فاصطاد
غازي حية وسيرها إلى أبيه لعله يرق له
ويعطف عليه، فلم يزده إلا تمادياً
وإصراراً.
فعندها أيس من خيره وأعمل الحيلة حتى نزل
من الدار، ووضع إنساناً كان يخدمه أظهر
أنه
غازي، وخرج من بلاد الجزيرة وقصد الموصل.
فشاع الخبر أن غازي قد توجه إلى الموصل
وهو مختلف بالجزيرة ما خرج منها، ثم أعمل
الحيلة وتسلق فنزل إلى دار أبيه، فستر
عليه
سرارى والده لبغضهم في أبيه. ثم اتفق أن
والده شرب في بعض الأيام وسكر ودخل
الخلاء، فضربه ابنه غازي هذا بسكين

/ 100