نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 32

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 32

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وسار حتى مر بهراة فلم يعرض لمن بها، وسار
عنها. وسرّح نصر ابن سيار سلم بن
أحوز في طلب يحيى. فلحقه بالجوزجان فقاتله
قتالاً شديداً. فرمى يحيى بسهم فأصاب
جبهته: رماه رجل من عذوه يقال له عيسى.
وقتل أصحاب يحيى من عند آخرهم.
وأخذوا رأس يحيى وسلبوه قميصه.
فلما بلغ الوليد بن يزيد قتل يحيى، كتب
إلى يوسف بن عمر: خذ عجل أهل العراق فأنزله
من جذعه - يعني زيداً - وأحرقه بالنار ثم
انسفه في اليم نسفاً. فأمر به يوسف فأحرق
ثم
رضّه وحمله في سفينة. ثم ذراه في الفرات.
وأما يحيى فإنه لما قتل صلب بالجوزجان. فلم
يزل مصلوباً حتى ظهر أبو مسلم الخراساني
واستولى على خراسان، فأنزله وصلى عليه
ودفنه. وأمر بالنياحة عليه في خراسان.
وأخذ أبو مسلم ديوان بني أمية، وعرف منه
أسماء من حضر قتل يحيى. فمن كان حياً قتله،
ومن كان ميتاً خلفه في أهله بسوء.
وكانت أم يحيى بن زيد ريطة بنت عبد الله بن
محمد بن الحنفية. وكان مقتل يحيى في
سنة خمس وعشرين ومائة.
هذا ما كان من خبر زيد وابنه يحيى، ثم ظهر
عبد الله بن معاوية فكان من خبره ما
نذكره إن شاء الله تعالى.
عبد الله بن معاوية
بن عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب
كان ظهوره بالكوفة في سنة سبع وعشرين
ومائة، في أيام مروان بن محمد الحمار بن
مروان،
ودعا إلى نفسه. وكان سبب ذلك أنه قدم على
عبد الله بن عمر بن عبد العزيز والي
الكوفة فأكرمه وأجازه، وأجرى عليه وعلى
إخوته كل يوم ثلاثمائة درهم. فكانوا كذلك
حتى هلك يزيد بن الوليد وبعده عبد العزيز
بن الحجاج بن عبد الملك. فلما بلغ خبر
بيعتهما إلى الآفاق، فجاءته البيعة. ثم
بلغه امتناع مروان بن محمد من البيعة
ومسيره من
الشام إليهما، فحبس عبد الله بن معاوية
عنده، وزاده فيما كان يجريه عليه، وأعده
لمروان
بن محمد إن هو ظفر بإبراهيم بن الوليد،
ليبايع له ويقاتل به مروان. فماج الناس
وورد
مروان الشام وظفر بإبراهيم. فانهزم
إسماعيل بن عبد الله القسري إلى الكوفة
مسرعاً،
وافتعل كتاباً على لسان إبراهيم بإمرة
الكوفة، وجمع اليمانية وأعلمهم ذلك
فأجابوه. وامتنع
عبد الله بن عمر بن عبد العزيز عنه وقاتله.
فلما رأى إسماعيل الأمر كذلك، خاف أن
يظهر أمره ويفتضح ويقتل، فقال لأصحابه:
إني أكره سفك الدماء فكفوا أيديكم. فكفوا
وظهر أمر إبراهيم وهربه.
ووقعت العصبية بين الناس. وكان سببها أن
عبد الله بن عمر كان قد أعطى مضر
وربيعة عطايا كثيرة. ولم يعط جعفر بن نافع
بن القعقاع بن شور الذهلي وعثمان بن
الخيبري من تيم اللات ابن ثعلبة شيئاً،
وهما من ربيعة، فكانا مغضبين. وغضب لهما
ثمامة بن حوشب بن رويم الشيباني. وخرجوا
من عند عبد الله بن عمر وهو بالحيرة إلى
الكوفة، فنادوا: يا آل ربيعة فاجتمعت
ربيعة وتنمروا. وبلغ الخبر عبد الله بن عمر
فأرسل
إليهم أخاه عاصماً. فأتاهم وهم بدير هند.
فألقى نفسه بينهم وقال: هذه يدي لكم
فاحكموا. فاستحيوا ورجعوا وعظّموا عاصماً
وشكروه. فلما كان المساء، أرسل عبد
الله بن عمر إلى عمر بن الغضبان بن
القبعثري بمائة ألف، فقسمها في قومه بني
همام بن مرّة
بن ذهل الشّيباني، وإلى ثمامة بن حوشب
بمائة ألف، فقسمها في قومه. وأرسل إلى جعفر
بن نافع بمال، وإلى عثمان بن الخيبري
بمال.
فلما رأى الشيعة ضعف عبد الله بن عمر،
طمعوا فيه ودعوا إلى عبد الله بن معاوية.
واجتمعوا في المسجد، ودعوا إلى عبد الله
ابن معاوية، وأخرجوه من داره، ثم أدخلوه
القصر. ومنعوا عاصم ابن عمر عن القصر فلحق
بأخيه بالحيرة. وجاء ابن معاوية
الكوفيون وبايعوه، فيهم عمر بن الغضبان
ومنصور بن جمهور وإسماعيل بن عبد الله
القسري أخو خالد. وأقام أياماً يبايعه
الناس وأتته البيعة من المدائن وفم النيل.
واجتمع إليه الناس، فخرج إلى عبد الله بن
عمر بالحيرة.
فقيل لابن عمر: قد أقبل ابن معاوية في
الخلق. فأطرق رأسه علياً. وأتاه رئيس
خبازيه
فأعلمه بإدراك الطعام. فأمر بإحضاره،
فأكل هو من معه وهو غير مكترث، والناس
يتوقعون أن يهجم عليهم ابن معاوية. وفرغ
من طعامه وأخرج المال وفرقه في قواده. ثم
دعا
مولى له كان يتبرك به ويتفاءل باسمه، كان

/ 104