نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 31

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 31

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إلى ثلاثين. ولم يقدم إلا شاباً قويّاً.
فعبأ الناس طول ليلته والشمع حوله وبين
يديه. فعبأ في
تلك الليلة خمسة آلاف دارع وخمسة آلاف
نابل. وأصبح وقدّم للقتال. وكسرت العرب
جفون سيوفها. والتقوا واقتتلوا. ولزم
الرجال الأرض وجثوا على الرّكب فانكسرت
ميسرة
العرب وميسرة البربر ثم كرت ميسرة العرب
على ميمنة البربر. فكانت الهزيمة على
البربر.
وقتل عبد الواحد وأتي حنظلة برأسه فخر
ساجداً لله. وقيل: إنه ما علم في الأرض
مقتلة
أعظم منها قتل فيها من البربر مائة
وثمانون ألفاً. وكانوا صفرية يستحلون
الدماء وسبي
النساء. ثم أتي بعكاشة أسيراً فقتله
حنظلة. وكتب بذلك إلى هشام. فكان الليث بن
سعد يقول: ما غزوة كنت أحب أن أشهدها بعد
غزوة بدر أحب إلى من غزوة القرن
والأصنام.
أخبار عبد الرحمن بن حبيب
وتغلبه على إفريقية ورجوع حنظلة إلى
المشرق
كان عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن
عقبة بن نافع الهري قد هرب إلى الأندلس
عند هزيمة كلثوم. فلم يزل يحاول أن يغلب
على الأندلس، وهو لا يمكنه ذلك، إلى أن
وجّه
حنظلة بن صفوان أبا الخطار بن ضرار الكلبي
إلى الأندلس وأطاعه الناس ودانت له
البلاد. فخاف عبد الرحمن على نفسه. فخرج
مستتراً وركب في البحر إلى تونس. فنزل
بها في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين
ومائة. ودعا الناس إلى نفسه فأجابوه.
وسار حتى نزل سمنجة. فأراد أصحاب حنظلة
الخروج لقتاله فمنعهم حنظلة كراهة
لهراقة دماء المسلمين، وكان رجلاً ورعاً
زاهداً لا يرى بذل السيف إلا في الكفرة
والصّفرية
الذي يستبيحون دماء المسلمين. فوجه حنظلة
إلى عبد الرحمن جماعة من وجوه أهل
إفريقية يدعوه إلى مراجعة الطاعة والرجوع
عما هو عليه. فلما قدموا عليه أوثقهم في
الحديد. وقال: إن رماني أحد من أوليائهم
بحجر قتلتهم فبلغ ذلك من الناس كل مبلغ.
فلما
رأى حنظلة ذلك دعا القاضي وجماعة من أهل
الدين والفضل. وفتح بيت المال بحضرتهم
وأخذ منه ألف دينار وترك الباقي. وقال: ما
آخذ منه إلا بقدر ما يكفيني يبلغني ثم
شخص عن إفريقية في جمادى الآخرة سنة سبع
وعشرين ومائة.
وأقبل عبد الرحمن بن حبيب ودخل القيروان
ونادى مناديه ألا يخرج أحد إلى حنظلة ولا
يشيعه. وكان حنظلة مجاب الدعوة فقال:
اللهم لا تهنّ عبد الرحمن بن حبيب هذا
الملك
ولا أهله، واسفك دماءهم بأيديهم، وابعث
عليهم شرار خلقك. ودعا على أهل إفريقية.
فوقع الوباء والطاعون بها سبع سنين لا
يكاد يرتفع إلا وقتاً في الشتاء ووقتاً في
الصيف.
قال: ولما ولي عبد الرحمن، ثار عليه جماعة
من العرب والبربر ثم ثار عليه عروة بن
الوليد
الصّدفي واستولى على تونس. ثم ثار عليه
عرب الساحل. وقام ابن عطّاف الأزدي حتى
نزل بطبيناس. وثارت البربر من الجبال.
وثار ثبات الصنهاجي بباجة فأخذها. وخرج
بناحية طرابلس رجلان يقال لأحدهما عبد
الجبار والآخر الحارث، وهما من البربر على
دين الخوارج. فقاتل كل من خرج عليه، طائفة
بعد أخرى بنفسه وبجيوشه، حتى دوّخ
المغرب كله، وأذلّ من به من القبائل. ولم
ينهزم له عسكر ولاردّت له راية. وخافه جميع
أهل
المغرب.
وكتب إلى مروان بن محمد، وأهدى له هدية،
وتقوّل على حنظلة ، ونسب إليه ما لم يقع
منه. فكتب إليه مروان بولاية إفريقية
والمغرب كله والأندلس.
ثم قتل مروان وانقرضت الدولة الأموية
وقامت الدولة العباسية. فكتب عبد بالرحمن
إلى
أبي العباس السفاح بطاعته، وأقام الدعوة
العباسية. فلما صار الأمر إلى أبي جعفر
المنصور كتب إلى عبد الرحمن يدعوه إلى
الطاعة. فأجابه وكتب بطاعته، وأرسل إليه
بهدية نزرة كان فيها بزاة وكلاب. وكتب
إليه: إن إفريقية اليوم إسلامية كلها، وقد
انقطع
السبي منها. فلا تسألني ما ليس قبلي. فغضب
أبو جعفر المنصور وكتب إليه يتوعده.
فلما وصل كتابه إليه غضب غضباً شديداً. ثم
نادى: الصلاة جامعة. فاجتمع الناس في
المسجد الجامع. ثم خرج عبد الرحمن في مطرف
خزّ، وفي رجليه نعلان. فصعد المنبر.
فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على محمد نبيه

/ 95