نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 30

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 30

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خمساً، وتحدث الناس في ذلك فقال: هكذا
يصلى على الخلفاء! ودفن بالرصافة، ويقال:
إن
القادر بالله شيع جنازته إليها ورثاه
الشريف الرضي بقصيدته التي أولها:
ما بعد يومك ما يسلو به السالي ومثل يومك
لم يخطر على بالي
وكان مولده في سنة سبع عشرة وثلاثمائة،
وكان أبيض مربوعاً حسن الجسم، وكان أنفه
كبيراً جداً، وكان شديد القوة كثير
الإقدام، ولم يكن له من الحكم في ولايته ما
يعرف به حاله
ويستدل على سيرته.
خلافة القادر بالله
هو أبو العباس أحمد بن إسحاق بن المقتدر
بالله أبي الفضل جعفر بن المعتضد بالله
أبي
أحمد بن الموفق، وأمه أم ولد اسمها دمنة
وقيل تمنى، وهو الخليفة الخامس والعشرون
من
الخلفاء العباسيين وبويع له في يوم خلع
الطائع لثمان بقين من شعبان سنة إحدى
وثمانين
وثلاثمائة وكان يوم ذاك بالبطيحة عند
مهذب الدولة أميرها.
وكان سبب توجهه إليها أن إسحاق بن المقتدر
والد القادر لما توفي جرى بين القادر وبين
أخيه منازعة في ضيعة، وطال الأمر بينهما.
ثم إن الطائع لله مرض مرضاً شديداً أشفي
منه ثم أبل فسعت إليه بأخيها القادر
وقالت: إنه شرع في طلب الخلافة عند مرضك!
فتغير رأيه فيه، وأنفذ أبا السحن ابن حاجب
النعمان وغيره للقبض عليه وكان بالحريم
الطاهري، فأصعدوا في الماء إليه.
وكان القادر قد رأى في منامه كأن رجلاً
يقرأ عليه.. "الذين قال لهم الناس إن الناس
قد
جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا
حسبنا الله ونعم الوكيل" فهو يحكي هذا
المنام
لأهله ويقول: أنا خائف من طلب يطلبني!
ووصل أصحاب الطائع لله وقبضوا عليه،
فأراد لبس ثيابه فمنعوه ولم يمكنوه من
مفارقتهم
، فأخذه النساء منهم قهراً وخرج من داره
واستتر وذلك في سنة تسع وسبعين. ثم سار
إلى البطيحة فسار فنزل على مهذب الدولة،
فأكرم نزله ووسع وبالغ في خدمته، ولم يزل
عنده
حتى أفضي إليه الأمر فجعل علامته "حسبنا
الله نعم الوكيل".
قال: ولما قبض على الطائع ذكر بهاء الدولة
من يصلح للخلافة فاتفقوا على القادر
بالله،
فأرسل بهاء الدولة خواص أصحابه ليحضروه
إلى بغداد.
وشغب الجند والديلم ببغداد، ومنعوا من
الخطبة له، فقيل على المنبر: اللهم أصلح
عبدك
وخليفتك القادر بالله! ولم يذكر اسمه، ثم
أرضاهم بهاء الدولة.
قال: ولما وصل الرسول إلى القادر بالله
كان في تلك الساعة يحكي مناماً رآه في تلك
الليلة
هو ما حكاه عبد الله بن عيسى كاتب مهذب
الدولة قال: كنت أحضر عند القادر بالله
كل أسبوع مرتين، فكان يكرمني، فدخلت عليه
يوم فوجدته قد تأهب لم تجر به عادته، ولم
أر منه ما ألفت من كرامته فاختلفت بي
الظنون، فسألته عن سبب ذلك فإن كان لزلة
مني
اعتذرت عن نفسي فقال: بل رأيت البارحة في
منامي كأن نهركم هذا الصليق قد اتسع
فصار مثل دجلة دمغات على جانبه متعجباً
منه، ورأيت عليه قنطرة عظيمة فقلت من قد
حدث نفسه بعمل هذه القنطرة على هذا البحر
العظيم؟ ثم صعدتها - وهي محكمة -
فبينا أنا عليها أتعجب منها إذا رأيت
شخصاً يتأملني من ذلك الجانب فقال: أتريد
أن
تعبر؟ قلت: نعم، فمد يده حتى وصلت إلي
فأخذني وعبر بي فهالني، وتعاظمني فعله،
فقلت: من أنت؟ قال: علي بن أبي طالب وهذا
الأمر صائر إليك ويطول عمرك فيه
فأحسن إلى ولدي وشيعتي!
قال: فما انتهى القادر إلى هذا القول حتى
سمعنا صياح الملاحين وغيرهم فسألنا عن ذلك
فإذا هم الواردون إليه لإصعاده ليتولى
الخلافة، فخاطبته "يا أمير المؤمنين" وقال
مهذب
الدولة بخدمته أحسن قيام، وحمل إليه من
المال وغيره ما يحمله كبار الملوك إلى
الخلفاء
وشيعه، فسار القادر إلى بغداد، فلما وصل
جبل انحدر بهاء الدولة وأعيان الناس إليه
واستقبلوه وساروا في خدمته، فدخل دار
الخلافة في ثاني عشر شهر رمضان وبايعه
بهاء
الدولة والناس، وخطب له في ثالث عشر الشهر
المذكور.

/ 98