نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 29

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 29

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قال: يا أمير المؤمنين - جاءت الأخبار عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
"ترون
ربكم يوم القيامة كما ترون القمر - لا
تضامون في رؤيته"، وحدثني سفيان بحديث
رفعه "أن
قلب ابن آدم المؤمن بين أصبعين من أصابع
الرحمن يقلبه"، وكان النبي صلى الله عليه
وسلم
يدعو: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك،
فقال الواثق لمن حوله: ما تقولون فيه؟!
فقال
عبد الرحمن بن إسحاق: هو حلال الدم، وقال
بعض أصحاب ابن أبي دؤاد: اسقني دمه،
وقال ابن أبي دؤاد: هو كافر يستتاب لعل به
عاهة أو نقص عقل، وكان كارهاً لقتله، فقال
الواثق: إذا رأيتموني قد قمت إليه فلا
يقومن أحد، فإني أحتسب خطاي إليه، ودعا
بالصمصامة ومشى إليه وهو في وسط الدار على
نطع، فضربه على حبل عاتقه ثم ضربه
على رأسه، ثم ضرب سيما الدمشقي عنقه وطعنه
الواثق بطرف الصمصامة في بطنه،
وصلب عند بابك وحمل رأسه إلى بغداد فنصب
بها، وكتب في أذنه رقعة: هذا رأس
الكافر المشرك الضال أحمد بن نصر، وتتبع
أصحابه فجعلوا في الحبوس هذا ما حكاه ابن
الأثير في تاريخه الكامل.
وقد حكى الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن
ثابت خبر مقتله، فذكر ما تقدم وذكر
زيادات أخرى بأسانيد رفعها، قد رأينا أن
نثبت منها طرفاً، فقال بسند رفعه إلى محمد
بن
يحيى الصولي: إنه لما حمل أحمد بن نصر
وأصحابه إلى الواثق بسر من رأى جلس لهم
الواثق، وقال لأحمد بن نصر: دع ما أخذت له -
قال: ما تقول في القرآن؟ قال: كلام الله،
قال: أمخلوق هو؟ قال: كلام الله، قال:
أفترى ربك في يوم القيامة؟ قال: كذا جاءت
الرواية،
قال: ويحك!! كما يرى المحدود المتجسم
ويحويه مكان ويحصره الناظر!! أنا أكفر برب
هذه صفته، ما تقولون فيه؟ فذكر من كلام
عبد الرحمن بن إسحاق ما تقدم، وقال جماعة
من الفقهاء كما قال، فأظهر ابن أبي دؤاد
أنه كاره لقتله فقال للواثق: يا أمير
المؤمنين - شيخ
مختل لعله به عاهة أو تغير عقل، يؤخر أمره
ويستتاب، فقال الواثق: ما أراه إلا مؤدياً
لكفره،
قائماً بما يعتقد منه، وذكر من قيام
الواثق إليه نحو ما تقدم، إلا أنه قال إن
الواثق ضرب
عنقه.
ثم قال بسند آخر رفعه إلى جعفر بن محمد
الصائغ أنه قال: بصر عيناي - وإلا فعميتا -
وسمع أذناي - وإلا فصمتا - أحمد بن نصر
الخزاعي حيث ضربت عنقه يقول رأسه: لا
إله إلا الله.
وقال بسند آخر إلى العباس بن سعيد: نسخة
الرقعة المعلقة في أذن أحمد بن نصر -
بسم الله الرحمن الرحيم هذا رأس أحمد بن
نصر بن مالك دعاه عبد الله الإمام هارون -
وهو الواثق بالله أمير المؤمنين - إلى
القول بخلق القرآن ونفي التشبيه فأبى إلا
المعاندة،
فجعله الله إلى ناره.
وكتب محمد بن عبد الملك الزيات قال: ولما
جلس المتوكل دخل عليه عبد العزيز بن يحيى
المكي فقال: يا أمير المؤمنين - ما رئي
أعجب من أمر الواثق قتل أحمد بن نصر وكان
لسانه
يقرأ القرآن إلى أن دفن، قال: فوجد
المتوكل من ذلك وساءه ما سمعه في أخيه، إذ
دخل
عليه محمد بن عبد الملك الزيات، فقال له:
يا ابن عبد الملك - في قلبي من قتل أحمد بن
نصر، فقال له: يا أمير المؤمنين - أحرقني
الله بالنار إن قتله أمير المؤمنين الواثق
إلا كافراً،
ودخل عليه هرثمة فقال: يا هرثمة - في قلبي
من قتل أحمد بن نصر، فقال: يا أمير
المؤمنين -
قطعني الله إرباً إرباً إن قتله أمير
المؤمنين الواثق إلا كافراً، قال: ودخل
عليه أحمد بن أبي
دؤاد، فقال: يا أحمد - في قلبي من قتل أحمد
بن نصر، فقال: يا أمير المؤمنين - ضربني
الله
بالفالج إن قتله أمير المؤمنين الواثق
إلا كافراً، قال المتوكل: فأما ابن الزيات
فأنا أحرقته بالنار،
وأما هرثمة فإنه هرب وتبدى، واجتاز
بقبيلة خزاعة فعرفه رجل في الحي فقال: يا
معشر
خزاعة - هذا الذي قتل ابن عمكم أحمد بن
نصر، فقطعوه إرباً إرباً، وأما ابن دؤاد
فقد
سجنه الله في جلده.
وقال أحمد بن كامل القاضي عن أبيه أنه وكل
برأس أحمد بن نصر من يحفظه بعد أن

/ 97