نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 27

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 27

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قال: فتجهز لها، فأنفق مالاً كثيراً؛ فقال
بحير لأمية: إن أتى طخارستان خلعك، وحذره
فلم يوله.
وفيها استعمل عبد الملك حسان بن النعمان
الغساني على إفريقية، وسيذكر ذلك إن شاء
الله في أخبار إفريقية.
وحج بالناس في هذه السنة الحجاج بن يوسف.
وفيها توفي بشر بن مروان بالبصرة،
واستخلف قبل وفاته خالد ابن عبد الله بن
خالد على
البصرة، وكان خليفته على الكوفة عمرو ابن
حريث؛ فكانوا على ذلك إلى أن قدم الحجاج
بن يوسف الثقفي أميراً سنة خمس وسبعين.
ولاية الحجاج بن يوسف العراق وما فعله عند
مقدمه
وفي هذه السنة استعمل عبد الملك بن مروان
الحجاج بن يوسف الثقفي على العراق دون
خراسان وسجستان، وأرسل إليه بعهده وهو
بالمدينة، فسار في اثني عشر راكباً على
النجائب حتى دخل الكوفة حين انتشر
النهار، فبدأ بالمسجد، فصعد المنبر وهو
متلثم
بعمامة خزٍ حمراء، فقال: علي بالناس،
فحسبوه خارجياً، فهموا به وهو جالس على
المنبر
ينتظر اجتماعهم، فاجتمع الناس وهو ساكت
قد أطال السكوت، فتناول عمير بن ضابيء
البرجمي حصىً وقال: ألا أحصبه لكم !
فقالوا: أمهل حتى ننظر. وقيل: إن الذي هم
بحصبه محمد بن عمير وقال: قاتله الله ما
أعياه وأدمه، والله إني لأحسب خبره
كرؤياه.
فلما تكلم الحجاج جعل الحصى ينتثر من يده
وهو لا يعقل، فلما رأى عيون الناس إليه
حسر الثام عن وجهه ونهض فقال:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع
العمامة تعرفوني
أما والله إني لأحمل الشر محمله، فآخذه
بفعله، وأجزيه بمثله، وإني لأرى رءوسا قد
أينعت
وحان قطافها، وإني لصاحبها، وإني لأنظر
إلى الدماء بين العمائم واللحي قد شمرت عن
ساقها تشميراه.
هذا أوان الشدّ فاشتدّى زيم قد لفّها
الليل بسوّاقٍ حطم
ليس براعي إبلٍ ولا غنم ولا بجزّارٍ على
ظهر وضم
مهاجرٍ ليس بأعرابي
قد شمّرت عن ساقها فشدّوا وجدّت الحرب بكم
فجدّوا
والقوس فيها وترٌ عردّ مثل ذراع البكر أو
أشدّ
ليس أوان يكره الخلاط جاءت به والقلص
الأعلاط
يهوى هوىّ سابق الغطاط
إني والله يأهل العراق ما يقعقع لي
بالشنان، ولا يغمز جانبي تغماز التين،
ولقد فررت عن
ذكاءٍ، وفتشت عن تجربةٍ، وجريت إلى
الغاية القصوى. ثم قرأ: وضرب الله مثلاً
قريةً كانت
آمنةً مطمئنة يأيتها رزقها رغداً من كل
مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس
الجوع
والخوف بما كانوا يصنعون. فأنتم أولئك
وأشباه أولئك. إن أمير المؤمنين عبد الملك
نثر
كنانته فعجم عيدانها عودا عوداً، فوجدني
أمرها عوداً، وأصلبها مكسرا، فوجهني
إليكم،
ورمى بي في نحوركم، فإنكم أهل بغي وخلاف
وشقاق ونفاق، طالما أوضعتم في الشر،
واضطجعتم في الضلالة، وسننتم سنن الغي،
فاستوثقوا واستقيموا، فوالله لأذيقنكم
الهوان
ولأمرينكم حتى تدروا، ولألحونكم لحو
العود، ولأعصبنكم عصب السلم، حتى تذلوا،
ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل حتى تذروا
العصيان وتنقادوا، ولأقرعنكم قرع المروة
حتى تلينوا. إني والله ما أعد إلا وفيت،
ولا أهم إلا أمضيت، ولا أخلق إلا فريت،
فإياي
وهذه الجماعات، فلا يركبن رجلٌ إلا وحده،
أقسم بالله لتقبلن على الإنصاف، ولتدعن
الإرجاف، وقيلاً وقالاً، وما يقول فلان،
وأخبرني فلان، أو لأدعن لكل رجلٍ منكم
شغلا في
جسده، فيم أنتم وذاك، والله لتستقيمن على
الحق أو لأضربنكم بالسيف ضرباً يدع
النساء أيامى والولدان يتامى، وحتى تذروا
السمهى وتقلعوا عن هاوها، ألا إنه لو ساغ
لأهل المعصية معصيتهم ما جبى فيءٌ ولا
قوتل عدو، ولعطلت الثغور، ولولا أنهم
يغزون
كرهاً ما غزوا طوعاً، ولقد بلغني رفضكم
المهلب وإقبالكم على مصركم عاصين مخالفين
وإني أقسم بالله لا أجد أحداً من عسكره
بعد ثالثةٍ إلا ضربت عنقه، وأنهبت داره.
ثم أمر بكتاب عبد الملك فقريء، فلما قال
القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم. من عبد

/ 94