نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 25

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 25

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عبد مناه، وكثروا حولها، فقالت: من أنتم؟
قالوا: بنو عدي خالصنا إخواننا، فأقاموا
رأس
الجمل، وضربوا ضرباً ليس بالتعذير، ولا
يعدلون بالتطريف، حتى إذا كثر ذلك وظهر في
العسكريين جميعاّ راموا الجمل، وقالوا:
لا يزول القوم أو يصرع الجمل.
وصارت مجنبتا علي إلى القلب، وفعل ذلك أهل
البصرة، وكره القوم بعضهم بعضاً.
وأخذ عميرة ابن يثربي رأس الجمل، وكان
قاضي البصرة، فقال علي: من يحمل على
الجمل؟ فانتدب له هند بن عمرو الجملي
المرادي، فاعترضه ابن يثرب، فاختلفا
ضربتين،
فقتله ابن يثربي، وقتل سيحان ابن صوحان،
وارتث صعصعه، فنادى عمار بن ياسر ابن
يثربي: لقد عذت بحريز وما إليك من سبيل فإن
كنت صادقاً فاخرج من هذه الكتيبة إلي.
فترك الزمام في يد رجل من بني عدي وخرج،
حتى إذا كان بين الصفين تقدم عمار، وهو
ابن تسعين سنة، وقيل أكثر من ذلك، وعليه
فروٌ قد سد وسطه بحبلٍ من ليف، وهو
أضعف من بارزه، فاسترجع الناس وقالوا: هذا
لاحقٌ بأصحابه! فضربه ابن يثربي، فاتقاه
عمار بدرقته، فنشب سيفه فيها، فعالجه فلم
يخرج، وأسف عمار لرجليه فضربه فقطعهما،
فوقع على استه وأخذ أسيراً، فأتي به إلى
علي، فقال: استبقني! فقال: أبعد ثلاثة
تقتلهم؟
وأمر به فقتل، وقيل إن المقتول عمرو بن
يثربي وإن عميرة بقي حتى ولي قضاء البصرة
من
قبل معاوية.
قال: ولما قتل ابن يثربي ترك العدوي
الزمام بيد رجل من بني عدي، وبرز، فخرج
إليه ربيعة
العقيلي، فاقتتلا، فأثخن كل واحد منهما
صاحبه، فماتا جميعا.
وقام مقام العدوي الحارث الضبي، فما رؤي
أشد منه، وجعل يقول:
نحن بني ضبة أصحاب الجمل
نبارز القرن إذا القرن نزل
ننعى ابن عفّان بأطراف الأسل
الموت أحلى عندنا من العسل
ردّوا علينا شيخنا ثمّ بجل
وارتجز غير ذلك.
فلم يزل الأمر كذلك حتى قتل على خطام
الجمل أربعون رجلاً، قالت عائشة: ما زال
جملي
معتدلاً حتى فقدت أصوات بني ضبة. قال: وأخذ
الخطام سبعون رجلاً من قريش، كلهم
يقتل وهو آخذٌ بخطام الجمل.
وكان محمد بن طلحة ممن أخذ بخطامه، وقال:
يا أماه مريني بأمرك. قالت: آمرك أن تكون
كخير ابني آدم إن تركت.
فجعل لا يحمل عليه أحدٌ إلا حمل وقال: "حم
لا ينصرون" واجتمع عليه نفرٌ كما ادعى
قتله، فأنفذه بعضهم بالرمح، ففي ذلك يقول:
وأشعث قوّامٍ بآيات ربّه قليل الأذى فيما
ترى العين مسلم
هتكت له بالرمح جيب قميصه فخرّ صريعاً
لليدين وللفم
يذكّرني حاميم والرمح شاجرٌ فهلاّ تلا
حاميم قبل التقدّم
على غير شيءٍ غير أن ليس تابعاً علياً،
ومن لا يتبع الحقّ يندم
قال: وأخذ الخطام عمرو بن الأشرف، فجعل لا
يدنو منه أحدٌ إلا خبطه بالسيف، فأقبل
إليه الحارث بن زهير وهو يقول:
يا أمّنا يا خير أمّ نعلم
أما ترين كم شجاعٍ يكلم
وتختلى هامته والمعصم
فاختلفا ضربتين، فقتل كل واحد منهما
صاحبه. وأحدق أهل النجدات والشجاعة
بعائشة، فكان لا يأخذ الخطام أحدٌ إلا
قتل، وكان لا يأخذه والراية إلا معروفٌ،
فينتسب:
"أنا فلان بن فلان"، فإن كانوا ليقاتلون
عليه وإنه للموت لا يوصل إليه إلا بطلبة!
وما رامه
أحدٌ من أصحاب علي إلا قتل أو أفلت ثم لم
يعد، وحمل عدي بن حاتم عليهم ففقئت
عينه. وجاء عبد الله بن الزبير ولم يتكلم،
فقالت عائشة: من أنت؟ قال ابنك وابن
أختك. قالت: واثكل أسماء! فانتهى إليه
الأشتر فضربه الأشتر على رأسه، فجرحه
جرحاً شديداً، وضربه عبد الله ضربةً
خفيفة، واعتنق كل واحد منهما صاحبه، وسقطا
على الأرض يعتركان، فقال عبد الله بن
الزبير: "اقتلوني ومالكاً" فلو يعلمون من
"مالكٌ"
لقتلوه، إنما كان يعرف بالأشتر، فحمل
أصحاب علي وعائشة فخلصوهما.
قال: وأخذ الخطام الأسود بن أبي البختري
القرشي فقتل، وأخذه عمرو بن الأشرف
الأزدي فقتل، وقتل معه ثلاثة عشر رجلاً من
أهل بيته، وجرح عبد الله بن الزبير سبعاً
وثلاثين جراحة من كعنة ورمية وضربة، وجرح
مروان بن الحكم.
فنادى علي: اعقروا الجمل فإنه إن عقر

/ 95