نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 23

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 23

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ذكرت ذلك له فقال: " إني بعثت لأهل البقيع
لأصلّى عليهم ". وعنها رضي الله عنها
قالت: افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم من
الليل فتبعته فإذا هو بالبقيع فقال: "
السلام
عليكم دار قومٍ مؤمنين أنتم لنا فرطٌ،
وإنا بكم لاحقون، اللهم لا تحرمنا أجرهم
ولا تفتنا
بعدهم " قالت: ثم التفت إليّ فقال: " ويحها
لو تستطيع ما فعلت ". وعنها رضي الله عنها
قالت: وثب رسول الله صلى الله عليه وسلم من
مضجعه من جوف الليل، فقلت: إلى أين
بأبي أنت وأمي يا رسول الله ؟ قال: " أمرت
أن أستغفر لأهل البقيع " قالت: فخرج وخرج
معه مولاه أبو رافع، وكان أبو رافع يحدّث
قال: اسغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم
لهم
طويلاً ثم انصرف، وجعل يقول: " يا أبا رافع
إني خيرت بين خزائن الدنيا والخلد ثم
الجنة،
وبين لقاء ربي والجنة فاخترت لقاء ربي ".
وعن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال قال لي رسول الله صلى الله
عليه وسلم من جوف الليل: " يا أبا مويهبة
إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق
معي " فخرج وخرجت معه حتى جاء البقيع
فاستغفر لأهله طويلاً، ثم قال: " ليهنئكم
ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه، أقبلت
الفتن
كقطع الليل المظلم يتبع بعضها بعضاً،
يتبع آخرها أولها، الآخرة شر من الأولى "
ثم أقبل
عليّ فقال: " يا أبا مويهبة إني قد أوتيت
مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم
الجنة،
فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة "
فقلت: بأبي أنت وأمي، فخذ مفاتيح خزائن
الدنيا
والخلد فيها ثم الجنة، فقال: " لا يا أبا
مويهبة لقد اخترت لقاء ربي والجنة " ثم
استغفر
لأهل البقيع وانصرف. والجمع بين هذه
الأحاديث كلها غير مناف؛ لأن رسول الله
صلى
الله عليه وسلم ربما استغفر لأهل البقيع
ليالي، ويؤيد هذا ويعضده ما رواه عطاء بن
يسار
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم كلما كانت ليلتها
منه يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: "
السلام عليكم دار قوم مؤمنين، أتانا
وإياكم ما
توعدون، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون،
اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ". وعن عطاء بن
يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي
فقيل له: اذهب فصلّ على أهل البقيع، ففعل
ذلك ثم رجع فرقد، فقيل له اذهب فصلّ على
الشهداء، فذهب إلى أحدٍ فصلّى على قتلى
أحد، فرجع معصوب الرأس، فكان بدوّ الوجع
الذي مات فيه رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
وعن عقبة بن عامر الجهنيّ: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلى على قتلى أحد
بعد ثمان سنين كالمودع للأحياء والأموات،
ثم طلع المنبر فقال: " إني بين أيديكم فرط
وأنا
عليكم شهيد، وإن موعدكم الحوض، وإني
لأنظر إليه وأنا في مقامي هذا، وإني لست
أخشى عليكم أن تشركوا ولكن أخشى عليكم
الدنيا أن تنافسوها ".
وفاة الرسول
وجعه
واستئذانه نساءه أن يمرض في بيت عائشة رضي
الله عنها
كان ابتداء وجع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في يوم الأربعاء، قيل: لإحدى عشر
بقيت من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة.
وقيل: لليلة بقيت من صفر.
روى عن ابن شهاب، وعبيد الله بن عتبة بن
مسعود - دخل حديث أحدهما في حديث
الآخر - عن عائشة رضي الله عنها قالت: بدا
برسول الله صلى الله عليه وسلم شكوه
الذي توفي فيه وهو في بيت ميمونة، فخرج في
يومه ذلك حتى دخل عليّ، قال ابن مسعود
عنها: رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من
البقيع فوجدني وأنا أجد صداعاً في
رأسي، وأنا أقول: وارأساه، فقال: " بل أنا
يا عائشة وارأساه " قالت ثم قال: " وما ضرّك
لو مت قبلي فقمت عليك وكفنتك وصليت عليك
ودفنتك " قالت قلت: والله لكأنى بك
لو قد فعلت لرجعت إلى بيتي فأعرست فيه
ببعض نسائك. قالت: فتبسم رسول الله صلى
الله عليه وسلم، وتتامّ به وجعه وهو يدور
على نسائه، حتى استعزّ به وهو في بيت
ميمونة،
فدعا نساءه فاستأذنهن أن يمرض في بيتي
فأذنّ له، قالت فخرج يمشي بين رجلين من
أهله،
أحدهما الفضل بن العباس ورجل آخر، عاصبٌ
رأسه تخط قدماه حتى دخل بيتي، قال

/ 95