نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 21

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 21

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا
والله بكل شىء عليم."
قال: وعمل المسلمون فيه حتى أحكموه. روى
محمد بن سعد بسند يرفعه إلى سهل بن
سعد قال: جاءنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ونحن نحفر الخندق وننقل التراب على
أكتافنا، فقال صلى الله عليه وسلم: "لا عيش
إلا عيش الآخرة، فأغفر للأنصار والمهاجرة.
وعن البراء بن عازب قال: كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يوم الأحزاب ينقل معنا
التراب، وقد وارى التراب بياض بطنه، وهو
يقول:
لاهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا
صلينا
فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن
لاقينا
إن الأولى لقد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة
أبينا
أبينا يرفع بها صوته صلى الله عليه وسلم.
وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في
حفر الخندق معجزات نذكرها إن شاء الله
تعالى عند ذكرنا لمعجزاته، ومنها ما
يتعين ذكره هاهنا، وهو ما حكاه محمد بن
إسحاق
عن جابر بن عبد الله قال: اشتدت على الناس
في بعض الخندق كدية، فشكوها إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فدعا بإناء من
ماء فتفل فيه، ثم دعا بما شاء الله أن
يدعو، ثم
نضح ذلك الماء على تلك الكدية، فيقول من
حضرها: فو الذي بعثه بالحق لآنهالت حتى
عادت كالكثيب، لاترد فأسا ولا مسحاة.
قالوا: وفرغوا من حفر الخندق في ستة أيام،
وكانوا يعلمون فيه نهارا وينصرفون ليلا،
ورفع
رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء
والصبيان في الآطام، وخرج رسول الله صلى
الله
عليه وسلم يوم الآثنين لثمان مضين من ذي
القعدة، وكان يحمل لواء المهاجرين زيد بن
حارثة، ويحمل لواء الأنصار سعد بن عبادة.
وأقبلت قريش ومن شايعها وتابعها، وآجتمع
إليها بعد فراغ الخندق، فصار الخندق بين
رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهم،
وظهور
المسلمين إلى سلع، وخرج حي ابن أخطب حتى
أتى كعب بن أسد القرظى، صاحب
عقد بنى قريظة، وكان قد وادع رسول الله
صلى الله عليه وسلم على قومه وعاقده،
فأغلق كعب دون حي باب حصنه، وأبى أن يفتح
له، فناداه حي: ويحك يا كعب! افتح
لي. قال: ويحك! إنك آمرؤ مشئوم، وإني قد
عاهدت محمدا فلست بناقض ما بيني وبينه،
ولم أر منه إلا وفاء وصدقا. فعاوده مرارا،
وهو يأبى عليه حتى قال له حي: والله إن
أغلقت دونى إلا عن جشيشتك أن آكل معك.
فأحفظه ذلك، ففتح له، فقال: ويحك ياكعب!
جئتك بعز الدهر وببحر طارم، جئتك
بقريش على قادتها وسادتها، حتى أنزلتهم
بمجتمع الأسيال، ومن دونه غطفان على
قادتها
وسادتها حتى أنزلتهم بذنب نقمى على جانب
أحد، وقد عاهدونى وعاقدونى على ألا
يبرحوا حتى نستأصل محمدا ومن معه. فقال له
كعب: جئتنى والله بذل الدهر، وبجهام قد
هراق ماءه، يرعد ويبرق، ليس فيه شئ، ويحك
يا حي! فدعنى وما أنا عليه، فإني لم أر
من محمد إلا صدقا ووفاء. فلم يزل به حي حتى
سمح له، أن أعطاه عهدا من الله وميثاقا
لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمدا
أدخل معك في حصنك حتى يصيبنى ما
أصابك. فنقض كعب بن أسد عهده، وبرئ مما كان
بينه وبين رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فلما أنتهى الخبر إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم وإلى المسلمين وصح ذلك
عنده كبر، وقال: "حسبنا الله ونعم الوكيل"
قال: ونجم النفاق وفشل الناس، وعظم
البلاء،
وأشتد الخوف، وخيف على الذرارى والنساء،
وكانوا كما قال الله تعالى: "إذ جاءوكم من
فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار
وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله
الظنونا"
قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يبعث سلمة بن اسلم في مائتى رجل، وزيد بن
حارثة في ثلثمائة يحرسون المدينة ويظهرون
التكبير، وذلك أنه كان يخاف على الذرارى من
بنى قريظة، وكان عباد بن بشر على حرس قبة
رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع غيره
من الأنصار يحرسونه كل ليلة، ورسول الله
صلى الله عليه وسلم والمسلمون وجاه العدو
لايزولون يعتقبون خندقهم ويحرسونه،
والمشركون يتناوبون بينهم، فيغدو أبو
سفيان بن حرب
في أصحابه يوما، ويغدو خالد بن الوليد
يوما، ويغدو عمرو بن العاص يوما، ويغدو
هبيرة بن
أبى وهب يوما، ويغد ضرار بن الخطاب الفهرى
يوما، فلا يزالون يجيلون خيلهم، ويجتمعون
مرة ويتفرقون أخرى، ويناوشون أصحاب رسول

/ 95