نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 2

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الأصيل طراز.

تترقرق الأمواج فيه كأنها عكن الخصور تهزها الأعجاز.

وقال إبراهيم بن خفاجة الأندلسي: لله نهر سال في بطحاء أشهى وروداً من لمى الحسناء! وغدت تحف به الغصون كأنها هدب تحف بمقلة زرقاء.

والريح تعبث بالغصون وقد جرى ذهب الأصيل على لجين الماء! وقال أبو القاسم بن العطار: مررنا بشاطئ النهر بين حدائق بها حدق الأزهار تستوقف الحدق.

وقد نسجت كف النسيم مفاضة عليه، وما غير الحباب لها حلق! وقال محمد بن سهل البلخي، شاعر "الذخيرة": راقنا النهر صفاءً بعد تكدير صفائه.

كان مثل السيف مدمى فجلوم من دمائه.

أو كمثل الورد غضا فهو اليوم كمائه.

وقال القاضي التنوخي، شاعر "اليتيمة": أحبب إلي بنهر معقل الذي فيه لقلبي من همومي معقل! عذب إذا ما عب فيه ناهل فكأنه من ريق حب ينهل.

متسلسل فكأنه لصفائه دمع بخدي كاعب يتسلسل.

فإذا الرياح جرين فوق متونه فكأنها درع جلاه الصيقل! وقال مؤيد الدين الطغرائي في الغدير: عجنا إلى الجزع الذي مد في أرجائه الغيم بساط الزهر.

حول غذير ماؤه المنتمي إلى بنات المزن يشكو الخصر.

لولاذه الريح سموماً به لانقلبت وهي نسيم السحر.

حصباؤه در ورضراضه سحالة العسجد حول الدرر.

وقد كسته الريح من نسجها درعا به يلقى نبال المطر.

وألبسته الشمس من صبغها نواراً به يخطف نور البصر.

كأنها المرآة مجلوة على بساط أخضر قد نشر.

وقال أيضاً: ملنا إلى النشر الذي ترتقي إليه أنفاس الصبا عاطره.

حول غدير ماؤه دراع والأرض من رقته حاسرة.

والشمس إن حاذته رأد الضحى حسناء في مرآتها ناظرة.

والهب إن حاذته جنح الدجى تسبح في لجته الزاخرة.

قد ركب الخضراء فيه فمن حصبائه أنجمها زاهرة.

يخضر إن مرت بأرجائه لفح سموم في لظى هاجره.

أنموذج الماء الذي جاءنا الوعد بأن نسقاه في الآخرة! ومما وصفت به البرك قال البحيري عفا الله عنه: يا من رأى البركة الحسناء رؤيتها والآنسات التي لاحت مغانيها! ما بال دجلة كالغيري تنافسها في الحسن طورا ، وأطوارا تباهيها؟ كأن جن سليمان الذين ولوا إبداعها فأدقوا في معانيها.

فلو تمر بها بلقيس عن عرض ، قالت: هي الصرح تمثيلاً وتشبيها.

تنصب فيها وفود الماء معجلة كالخيل خارجة من حبل مجريها .

كأنما الفضة البيضاء سائلة من السبائك تجري في مجاريها.

إذا علتها الصبا أبدت لها حبكاً مثل الجواشن مصقولاً حواشيها.

إذا النجوم تراءت في جوانبها ليلاً، حسبت سماء ركبت فيها.

لا يبلغ السمك المحصور غايتها لبعد ما بين قاصيها ودانيها.

يعمن فيها بأوساط مجنحة كالطير تنقض في جو خوافيها.

كأنها حين لجت في تدفقها يد الخليفة لما سال واديها! وقال ابن طباطبا: كم ليلة ساهرت أنجمها لدى عرصات أرض ماؤها كسمائها.

قد سيرت فيها النجوم كأنما فلك السماء يدور في أرجائها.

أحسن بها بحراً إذا التبس الدجى، كانت نجوم الليل من حصبائها! ترنو إلى الجوزاء وهي غريقة تبغي النجاء، ولات حين نجائها! تطفو وترسب في اصطفاق مياهها لا مستعان لها سوى أسمائها.

والبدر يخفق وسطها فكأنه قلب لها قد ريع في أحشائها.

وقال عبد الجبار بن حمديس، يصف بركة يجري إليها الماء من شاذروان من أفواه طيور وزرافات وأسود، من أبيات: والماء منه سبائك من فضة ذابت على دولاب شاذروان! فكأنما سيف هناك مشطب ألقته يوم الروع كف جبان!

/ 73