نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 19

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 19

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قال ابن هشام: حدثني بعض أهل العلم
بالشعر؛اهذه الأبيات أول شعرٍ قيل في
العرب،
وانها وجدت مكتوبة في حجر باليمن، ولم يسم
لي قائلها.
قال ابن إسحاق: ثماغبشا من خزاعة وليت
البيت دون بني بكر ابن عبد مناة، وكا الذي
يليه منهم عمرو بن الحارث الغبشاني،
وقريش إذ ذاك حلول وصرم، وبيوتات متفرقون
في
قومهم من بني كنانة، فوليت خزاعة البيت
يتوارثون ذلك كابراً عن كابر، حتى كان
آخرهم
حليل بن حبشية بن سلول بن كعب ابن عمرو
الخزاعي. فخطب قصي بن كلاب إلى
حليل ابنته حبى، فرغب فيه حليل فزوجه،
فولدت له عبد الدار، وعبد مناف، وعبد
العزى، وعبدا.
فلما انتشر ولد قصي وكثر ماله، وعظم شرفه
هلك حليل، فرأى قصي انه أولى بالكعبة،
وبأمر مكة من خزاعة وبني بكر، وا قريشاً
فرعة إسماعيل بن إبراهيم وضريح ولده، فكلم
رجالاً من قريش وبني كنانة، ودعاهم إلى
إخراج خزاعة وبني بكر من مكة، فأجابوه.
وكا ربيعة بن حرام من عدرة بن سعد بن زيد
مناة قد قدم مكة بعد هلاك كلاب، فتزوج
فاطمة بنت سعد بن سيل - وزهرة يومئذ رجل،
وقصي فطيم - فاحتملها إلى بلاده،
فحملت قصياً معها وأقام زهرة، فولدت
لربيعة رزاحاً. فلما بلغ قصيٌ وصار رجلاً
أتى
مكة فأقام بها فلما أجابه قومه إلى ما
دعاهم إليه كتب إلى أخيه من أمه رزاح بن
ربيعة،
يدعوه إلى نصرته والقيام معه؛ فخرج رزاح
بن ربيعة ومعه إخوته: حن بن ربيعة، ومحمود
ابن ربيعة، وجلهمة بن ربيعة، وهم لغير
فاطمة، فيمن تبعهم من قضاعة في حاج العرب،
وهم مجمعون لنصرة قصي.
وكا الغوث بن مر بن أد بن طابخة بن الياس
بن مضر يلي الإجازة للناس بالحج من عرفة،
وولده من بعده، وكا يقال له ولولده صوفة.
وانما ولى الغوث ذلك لأن أمه كانت من بني
جرهم، وكانت لاتا فنذرت للهاهي ولدت رجل
ان اتصدق به على الكعبة عبداً لها
يخدمها ويقوم عليها؛ فولدت الغوث، فكان
يقوم على الكعبة في الدهر الأول مع أخواله
من
جرهم، فولى الإجازة بالناس من عرفة،
لمكانه الذي كان به من الكعبة، وولده من
بعده
حتى انقرضوا.
وكا الغوث بن مر إذا دفع بالناس قال:
لا همّ انى تابع تباعه ا كان إثم فعلى
قضاعه
قال ابن إسحاق: كانت صوفة تدفع بالناس من
عرفة، وتجيز بهم إذا نفروا من منًى، حتى
إذا كان يوم النفر أتوا لرمي الجمار، ورجل
من صوفة يرمي للناس، لا يرمون حتى يرمى،
فكان ذوو الحاجات المتعجلون يأتونه
فيقولون له: قم فأرم حتى نرمي معك؛ فيقول:
لا والله،
حتى تميل الشمس؛ فيظل ذوو الحاجات يرمونه
بالحجارة ويقولون له: ويلك ! قم فارم،
فيأبى
عليهم؛ حتى إذا مالت الشمس قام فرمى، ورمى
الناس معه.
فإذا فرغوا من رمي الجمار، وأرادوا النفر
من منًى أخذت صوفة بجانبي العقبة، فحبسوا
الناس وقالوا: أجيزي صوفة، فلم يجز أحد من
الناس حتى يمروا فإذا نفرت صوفة ومضت
خلى سبيل الناس فانطلقوا بعدهم؛ فكانوا
كذلك حتى انقرضوا فورثهم في ذلك بنو سعدٍ
بن زيد مناة، من تميم، وكانت من بني سعدٍ
في آل صفوا بن الحارث بن شجية؛ فكان
صفوا هو الذي يجيز الناس بالحج من عرفة،
ثم بنوه من بعده، حتى كان آخرهم الذي قام
عيلان لإسلام كرب بن صفوان؛ وفي ذلك يقول
أوس بن مغراء من قصيدة:
لا يبرح الناس ما حجّوا معرّفهم حتّى يقال
أجيزوا آل صفوانا
وكانت الإفاضة في عدوا يتوارثون ذلك
كابراً عن كابر، حتى كان آخرهم الذي قام
عيلان
لإسلام أبو سيارة عميلة بن الأعزل، وكا
أبو سيارة يدفع بالناس على أتا له، وبه ضرب
المثل: أصبر من عير أبى سيارة؛ لأنه دفع
بأهل الموسم عيلان ربعين عاماً.
نعود إلى أخبار قصي بن كلاب، فلما كان ذلك
العام، فعلت صوفة كما كانت تفعل، وقد
عرفت ذلك لها العرب، وهو دينٌ في انفسهم
من عهد جرهم وخزاعة وولايتهم، فأتاهم
قصي بمن معه من قومه من قريش وكنانة
وقضاعة عند العقبة فقال: لا تجر - لنحن أولى
بهذا منكم -، فقاتلوه، فاقتتل الناس
قتالاً شديدا ثم انهزمت صوفة، وغلبهم قصي
على ما
كان بأيديهم من ذلك.
وانحازت عند ذلك خزاعة وبنو بكر عن قصي،
وعرفوا انه سيحول بينهم وبين الكعبة

/ 99