نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 18

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ما في المطامير من الأطعمة وقسمها في
الناس، وترك الاستئثار عنهم وتساوى بهم،
وأخبر
أهل الغنى والشرف، بكل مدينة وقرية، أنه
إن بلغه إنساناً مات جوعاً عاقب أهل تلك
المدينة أو الجهة التي يموت بها، وينكل
بهم أشد النكال. فقيل إنه لم يهلك في هذا
القحط
والمجاعة من رعيته إلا رجل واحد من رستاق.
قال: ثن أغاثه الله فأمطرت السماء، وجرت
الأنهار ونبعت العيون، وصلحت الأشجار،
وسمنت المواشي؛ فاستوثق له الملك، وأخذ
في غزو أعدائه وقهرهم. وبنى مدناً إحداها
بين جرجان وباب صول وأخرى بناحية
أذربيجان.
ثم سار بجنوده نحو خراسان لقصد حرب أخشوار
ملك الهياطلة لأشياء كانت في نفسه
ولأن الهياطلة كانوا يأتون الذكران
ويركبون الفواحش فسار إليهم؛ فلما بلغ
أخشنوار ملك
الهياطلة خبره خافه واشتد رعبه منه، وعلم
أنه لا طاقة له به، وأن جيشه كبير السن من
أهل بلاده وقال: أنا أفدي الملك وأهل
مملكته ينفسي، فليأمر الملك بقطع يدي
ورجلي ويؤثر
في جسدي آثار العقوبة بضرب السياط،
ويلقني في الطريق التي يمر فيروز بها،
ويحسن إلى
ولدي وعيالي الذين أخلفهم؛ ففعل له ذلك
وأمر بإلقائه في الطريق. فلما مر به فيروز
أنكر
حاله، فأخبره أن أخسنوار فعل به ذلك لأنه
أشار عليه بالانقياد إلى طاعة فيروز
والإقرار
بعبوديته، وأن يحمل إليه من الأموال
والتحف ما يرضيه؛ فرق له الملك فيروز
ورحمه وأمر
بحمله معه، فنهاه أكابر قومه عن تقريبه
فلم يرجع إليهم، ثم قال له ذلك الأقطع
كالمتنصح له:
أنا أدل الملك على طريق مختصر تدخل منه في
مفازة إلى بلاد أخشنوار، فتصادف غرته؛
وسأله أن يشفى له منه. فاغتر فيروز بذلك؛
وأخذ الأقطع بفيروز ومن معه وعدل بهم عن
الطريق الجادة وشرع يقطع بهم مفازة بعد
مفازة. فلما شكوا العطش مناهم بقرب الماء
وقطع المفازة. ولم يزل يتقدم بهم حتى بلغ
بهم موضعاً علم أنها لايقدرون فيه على
التقدم ولا
الرجوع، فتبين لهم أمره، فعندها سقط في
أيدي القوم وقالوا لفيروز: ألم ننهك عن هذا
الرجل
فلم تنته؟ فهلك أكثر أصحابه من العطش،
ومضى على وجهه بمن نجا معه؛ فوافى
أخشنوار وقومه؛ وهو من نجا معه على سوأ
حال، وقد أجهدهم العطش، فدعوا
أخشنوار إلى الصلح على أن يخلي سبيلهم
وينصرفوا إلى بلادهم، وعاهدوه على ألا
يغزوهم أبداً، فرضي أخشنوار بذلك وحصل
اتفاقهما على أن يجعلا بينهما حذاً لا
يتجاوزه واحد منهما، ووضع عند الحد حجر،
وحلفه أخشنوار أنه لا يتجاوز ذلك الحجر،
فحلف له وأخذ عليه العهود والمواثيق
وأطلقه أخشنوار، فعاد فيروز إلى بلاده.
فلما سار إلى مملكته داخلته الحمية
وحملته الأنفة على محاربة أخشنوار والغدر
به، فنهاه
أهل مملكته عن ذلك وقبحوا عليه نقض العهود
والمواثيق، فلم يرجع إلى أقوالهم وأبى إلا
غزوه. وسار بجيوشه حتى أتى الحد الذي
بينهما والحجر الذي حلف أنه لا يتجاوزه
إلى
بلاد الهياطلة، فأمر فيروز بالحجر أن
يصمد فيه خمسون فيلاً وثلثمائة رجل، فجره
أمامه
وأمر العسكر ألا يتجاوز ذلك الحجر ولا
يتقدم الفيلة، وزعم أنه يكون قد وفى
بيمينه ولم
يتجاوز ما عاهد عليه. فلما بلغ أخشنوار
ذلك أرسل إليه يقول: إن الله عز وجل لا
يخادع
ولا يماكر ونهاه عن الغدر وقبحه عليه، وهو
لا يكترث بقوله، وأحجم أخشنوار عن محاربة
فيروز وكرهها، ثم أعمل الفكرة وأخذ يفكر
في وجوه المكايد والمكر والخداع، فحفر حول
عسكره خندقاً عرضه عشرة أذرع، وعمقه
عشرون ذراعاً، وغطاه بخشب ضعيف وألقى
عليه التراب، ثم ارتحل بمن معه ومضى غير
بعيد، فبلغ فيروز رحيل أخشنوار بجنده من
معسكره، فما شك أنه انهزم ومضى غير بعيد،
فبلغ فيروز رحيل أخشنوار بجنده من
معسكره، فما شك أنه انهزم منه، فركب في
طلبه وأغذ السير بجنوده - وكان مسلكهم
على الخندق - فلما مروا عليه تردى فيروز
وعامة جنوده فيه فهلكوا عن آخرهم وعطف
عليهم أخشنوار واحتوى على كل شيء كان في
معسكر فيروز، وأسر موبذان موبذ
وجماعة من نساء فيروز منهن دخت ابنة
فيروز، فكان هذا عاقبة مكره. وكان ملكه
سبعاً وعشرين سنة.

/ 93