نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 17

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

هذا. فقال الملك: كيف نسجد لغير إلهنا!. قال
شمعون: ألم تخبرني أنه لا يبصر ولا يسمع
ولا يضر ولا ينفع، فما قدرته عليك إن سجدت
لغيره! قال: صدقت. وسجد الملك
وسجد قومه لسجوده. ثم قال شمعون ليوحنا
وبولس: إني أسألكما عن أمر، فإن قدر
عليه إلهكما فالحجة إذاً لكما والقول
قولكما. قالا: سل عما بدا لك. قال: تسألان
ربكما
أن يحيي لنا ميتاً حتى يكلمنا ويخبرنا ما
خبره، ويعلمنا ما كان فيه وما لقي بعدنا.
قالا:
نعم، إن الذي سألت يسير على الله وهين
عليه. فوضع شمعون يده على رأسه كالمعظم
والمنكر لما قالا. ثم خلا بالملك وقال: إنك
قد رميت بأمر عظيم، وإني أخاف إن أحيا
إلههما الموتى أن يميل الناس إليهما. قال
الملك: إنا نرجو ألا يأتيا بشيء إلا أتيت
أنت
بمثله. قال شمعون: إني لا أغركم، إن إلهي
لا يحيي الموتى، ولا أعلم في الأرض من يقدر
على ذلك. قال الملك: فهل تدعهما يدعاننا
وندعهما، فإن أبيا قاتلناهما؟. قال شمعون:
كيف نقاتل من لهما إله يحيي الموتى! ولكن
أرجو أن أدعو الإله الذي صنع ما رأيتم
فيعيننا على ما نريد. قال شمعون: هل يقدر
إلهكما على أن يحيي الموتى؟ قالا نعم. قال
الملك: إن عندنا ميتاً قد مات منذ سبعة
أيام وهو ابن دهقان مدينتنا، فدعا به
الملك
فأحضر في نعش، وقد تغير لونه وأروح، فقال:
دونكما ادعوا أن يحييه إلهكما. فدعوا
الله،
فالبث أن تفتقت عنه أكفانه ورد الله إليه
روحه. فسألوه متى مات وماذا لقي. فقال: مت
منذ سبعة أيام، ثم عرضت على عملي فقذفت في
سبعة أودية من نار، وذكر ما في الأودية
من العذاب والحيات وغير ذلك. قال: فلما صرت
إلى الوادي السابع خفف عني العذاب.
قالوا: فمن أين خفف عنك العذاب؟ قال:
أحياني الله ورد علي روحي، فجاءني شيء
مثل الريح فدخل في رأسي، فلما صار في جسدي
حييت، ثم قيل لي: انظر فوقك،
فشخصت ببصري وفتحت أبواب السماء، فنظرت
فإذا برجل شاب حسن الوجه نحيف
الجسم أبيض يخالطه حمرة متعلق بالعرض
يشفع لهؤلاء الرهط الثلاثة، يعني عيسى بن
مريم. فقال له الملك: أي رهط تعني؟. قال:
هذا الشيخ الأجلخ، وهذا الكهل الأنزع،
وهذا الفتى الرجل. فما زالوا مجتهدين في
الدعاء حتى شفعوا، والشافع لهم مصغ إليهم
بأذنه كأنه يسمع ما يقولون ثم يرفعه إلى
الله فيدعو به. فلما فرغ من كلامه قال: إني
أحذركم
أيها القوم مثل ما كنت فيه، فإنه لا إله
إلا إله عيسى بن مريم وشمعون وبولس ويوحنا.
قال
شمعون: اعتصمنا بالله وتوكلنا عليه، ثم
اخبر الملك بخبره وخبر أصحابه ودعاهم إلى
الله،
فمنهم من آمن، ومنهم من تولى. وكان الملك
ممن آمن به في عصبة يسيرة. وأرسل الله على
من تولى منهم صيحة من السماء فإذا هم
خامدون.
قال: وكان قد نعى إلى الدهقان ابنه، وكان
اسم الدهقان حبيباً النجار، ثم لم يلبث أن
جاءته البشارة بحياة ابنه، ولم يكن له ولد
غيره، وأخبر خبر الحواريين، فآمن بهم قبل
أن
يراهم، فأقبل مسرعاً. فلم قص عليه ابنه
قصته ازداد أيماناً ويقيناً. قال وهب:
فيقال: -
والله أعلم - إن هذا هو الذي ذكره الله
تعالى في قوله: "وجاء من أقصى المدينة رجل
يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين" الآية.
فأوجب الله له بكلامه الجنة، وخير أن يعمر
هو
وابنه مائة عام أو يجعل بهما إلى الجنة،
فاختارا الجنة؛ وهو قوله تعالى: "أأتخذ من
دونه آلهة
إن يردن الرحمن بضر" الآية. قال: ولم يزل
يجاهد قومه قبل أن تأخذهم الصيحة ويدعوهم
إلى الله حتى قتلوه، فقيل له: ادخل الجنة
"قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي
وجعلني
من المكرمين".
توما الحواري
مع ملك الهند وإيمانه به
قال الكسائي قال وهب: وجاء توما إلى أرض
الهند والسند. فبينما هو يتردد على
ساحلهم إذا هو بغلام لملك الهند يقال له
حيان، وكان تاجراً. فأتاه توما فقال له: هل
لك
أن تبتاعني للملك؟ فقال له حيان: من أنت
أيها الرجل الكريم؟. قال له توما: إني كنت
عبداً مملوكاً فاعتقني سيدي وأمرني
بالطلب لنفسي، فلم أصادف من الحرية ما كنت
أظن،
وكان حالي يوم كنت عبداً خير منه اليوم
وأحسن. فقال له حيان: ما أرى عليك ميسم

/ 102