نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 16

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المقدسة، وهي الشام، وكان يسكنها
الكنعانيون الجبارون ووعدهم أن يهلكهم
ويجعل أرض
الشام مسكن بني إسرائيل؛ فلما استقرت
ببني إسرائيل الدار بمصر أمرهم الله تعالى
بالمسير
إلى أريحا.
" هكذا قال الثعلبي: بمصر ".
واليهود تنكر ذلك، ويقولون: إن نص التوراة
عندهم أن الله تعالى لما أغرق فرعون وقومه
ونجى موسى وبني إسرائيل، تنقلوا من مكان
إلى آخر. ويذكرون أسماء الأماكن
بالعبرانية -
وليست تعرف الآن - وكان في خلال مسيرهم خبر
التيه، وكل ما تقدم ذكره من الأخبار
يزعمون أنه في التيه؛ والله أعلم.
نعود إلى سياق الثعلبي.
قال: فأمرهم الله تعالى بالمسير إلى أريحا
وأرض الشام، وهي الأرض المقدسة وقال: يا
موسى، إني قد كتبتها لكم داراً وقراراً،
فاخرج إليها وجاهد من فيها من العدو، فإني
ناصركم عليهم، وخذ من قومك اثني عشر
نقيباً، من كل سبط نقيباً يكون كفيلاً على
قومه
بالوفاء منهم على ما أمروا به.
فاختار موسى - عليه السلام - النقباء.
قال: " وهذه أسماؤهم؛ " من سبط روبيل شامل
بن زكور. ومن سبط شمعون سافاط
بن حري. ومن سبط يهوذا كالب بن يوقنا. ومن
سبط أبين حامل بن بكر ابن سورا.
ومن سبط افرايم يوشع بن نون. ومن سبط
بنيامين قلطم بن رقوق. ومن سبط زبولون
خدي بن سوري. ومن سبط يوسف وهو سبط منشي بن
يوسف حنا بن وقشي. ومن
سبط دان جملائيل بن حمل. ومن سبط لاوي حولي
بن مليكا ".
قال: فسار موسى ببني إسرائيل حتى إذا دنوا
من أرض كنعان - وهي أريحا - بعث
هؤلاء النقباء إليها يتجسسون له الأخبار
ويعلمون علمها؛ فلقيهم رجل من الجبارين
يقال له:
عوج بن عوق، وكان طوله ثلاثة آلاف وعشرين
ألف ذراع وثلاثمائة ذراع وثلاثاً وثلاثين
ذراعاً.
قال ابن عمر - رضي الله عنهما -: وكان عوج
يحتجز بالسحاب ويشرب منه، ويتناول
الحوت من قرار البحر فيشويه بعين الشمس
يرفعه إليها، ثم يأكله.
ويروى أنه أتى نوحاً - عليه السلام - يوم
الطوفان فقال له: احملني معك في السفينة.
فقال
له: اذهب يا عدو الله فإني لم أؤمر بك؛
وطبق الماء ما على وجه الأرض من سهل وجبل
فما جاوز ركبتي عوج.
وعاش ثلاثة آلاف سنة حتى أهلكه الله على
يد موسى.
قال: وكان لموسى عسكر فرسخ في فرسخ، فجاء
عوج حتى نظر إليهم، ثم جاء إلى الجبل
وقور منه صخرة على قدر العسكر، ثم حملها
ليطبقها على العسكر، فبعث الله عليه
الهدهد ومعه الطيور، وجعلت تنقر
بمناقيرها حتى قورت الصخرة وانثقبت حتى
وقعت في
عنق عوج، فطوقته وصرعته، فأقبل موسى
وطوله عشر أذرع وطول عصاه عشر أذرع،
ونزا في السماء عشر أذرع، فما أصاب إلا
كعبه وهو مصروع بالأرض فقتله.
قالوا: وأقبلت جماعة كثيرة ومعهم الخناجر
حتى حزوا رأسه؛ فلما قتل وقع على نيل مصر
فسكره سنة.
قالوا: وكانت أم عوج يقال لها: عناق، وهي
إحدى بنات آدم لصلبه.
ويقال: إنها كانت أول من بغت على وجه
الأرض، وكان كل إصبع من أصابعها ثلاث أذرع
في ذراعين، في كل إصبع ظفران حادان مثل
المنجلين، وكان موضع مقعدها جريب من
الأرض، فلما بغت بعث الله تعالى إليها
أسوداً كالفيلة وذئاباً كالإبل، ونسوراً
كالحمر،
وسلطها عليها فقتلوها وأكلوها.
قالوا: فلما لقي عوج النقباء لقيهم وعلى
رأسه حزمة حطب، فأخذهم وجلهم في حزمته،
وانطلق بهم إلى امرأته، وقال: انظري إلى
هؤلاء الذين يريدون قتالنا.
فطرحهم بين يديها وقال: ألا أطحنهم برجلي؟
قالت امرأته: لا، بل خل عنهم حتى يخبروا
قومهم بما رأوا. ففعل؛ وجعلوا يتعرفون
أحوالهم.
وكان لا يحمل عنقود عنبهم إلا خمسة أنفس
بينهم في خيشة، ويدخل في قشر شطر الرمانة
إذا نزع حبها خمسة أنفس.
قال: فلما خرج النقباء قال بعضهم لبعض: يا
قوم إنكم إن أخبرتم بني إسرائيل خبر القوم
ارتدوا عن نبي الله، ولكن اكتموا وأخبروا
موسى وهارون فيكونا هما يريان رأيهما.
فأخذ
بعضهم على بعض الميثاق بذلك؛ ثم انصرفوا
إلى موسى - عليه السلام - وجاءوا بحبة
من عنبهم وقر رجل، ثم إنهم نكثوا العهد،
وجعل كل واحد منهم ينهى سبطه عن قتالهم،

/ 100