نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 15

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 15

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

به إلى باب الجنة وأخرج رجله اليمنى وبقيت
اليسرى، نودي: يا جبريل قف به على باب
الجنة حتى يخرج معه أعداؤه الذين حملوه
على أكل الشجرة لكي يراهم ويرى ما يفعل
بهم.
فوقفه هنالك، فناداه الرب: يا آدم إنما
خلقتك لتكون عبداً شكوراً، لا لتكون عبداً
كفوراً.
قال: يا رب أسألك أن تعيدني إلى تربتي التي
خلقتني منها لأكون تراباً كما كنت أول مرة.
قال: يا آدم، كيف أعيدك إلى تربتك وقد سبق
علمي أن أملأ من ظهرك الجنة والنار.
وأخرج آدم حواء وقد استتر ت بورقة من ورق
الجنة بإذن الله تعالى، فلما رأت آدم
صاحت وقالت: يالها من حسرة؟ فوقفت خارج
الجنة، ثم أتي بالطاوس وقد طعنته
الملائكة حتى قطعت ريشه، وجبريل يجره
ويقول: اخرج من الجنة خروج الأبد، فإنك شؤم
أبداً ما بقيت؛ ثم أتي بالحية وقد جذبتها
الملائكة جذباً شديداً، وهي ممسوخة
مبطوحة،
على بطنها لا قوائم لها، وصارت ممدودة
مشوهة، ومنعت النطق فصارت خرساء،
مشقوقة اللسان، فقالت لها الملائكة: لا
رحمك الله ولا رحم من يرحمك.
ثم حجبت حواء عن آدم من هناك، ومر به جبريل
في طرائق السموات، ونظرت إليه
الملائكة عرياناً ففزعت منه، وقالت:
إلهنا، هذا آدم بديع فطرتك أقله عثرته.
وآدم قد ترك يده اليمنى على رأسه، واليسرى
على سوأته، ودموعه تجري على خديه،
وكلما مر على ملإ من الكلائكة يوبخونه على
نقض عهد الله وميثلقه، وأكثروا عليه في
الملامة والتوبيخ؛ فقال لهم: يا ملائكة
ربي، ارحموني ولا توبخوني، فالذي جرى علي
بقضاء
ربي، حيث قال: " إني جاعل في الأرض خليفة
"الآية.
سؤال إبليس
قال: وقال إبليس: يا رب أضللتني وأغويتني
وأبلستني، وكان ذلك في سابق علمك "
فانظرني إلى يوم يبعثون، قال فإنك من
المنظرين، إلى يوم الوقت المعلوم " وهي
النفخة الأولى،
" قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك
المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن
خلفهم
وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم
شاكرين ".
قال الله تعالى: " اخرج منها مذءوماً
مدحوراً لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم
أجمعين
".
قال إبليس: أنظ رتني فأين سيكون مسكني؟
قال: إذا هبطت إلى الأرض فمسكنك
المزابل.
قال: فما قراءتي؟ قال: الشعر والغناء. قال:
فما مؤذني؟ قال: المزمار. قال: فما
طعامي؟ قال: ما لم يذكر إسمي عليه. قال: فما
شرابي؟ قال: الخمور. قال: فما بيتي؟
قال: الحمامات؛ قال: فما مجلسي؟ قال:
الأسواق. قال: فما مصايدي؟ قال: النساء.
قال:
فوعزتك لا أخرجت محبة النساء من قلوب بني
آدم حتى يتغرغر بالموت، قيل له: يا ملعون،
فإن ربك لا ينزع التوبة من ولد آدم حتى
يتغرغر بالموت، " فاخرج منها فإنك رجيم وإن
عليك لعنتي إلى يوم الدين ".
سؤال آدم
قال: فعند ذلك قال آدم: يا رب هذا إبليس قد
أعطيته النظرة، وقد أقسم بعزتك أنه يغوي
أولادي، فبماذا أحترز من مكايده؟ فنودي،
يا آدم، إني قد مننت عليك بثلاث خصال،
واحدة لي، وهي أن تعبدني لا تشرك بي
شيئاً، وواحدة لك، وهي ما عملت من صغيرة
أو كبيرة من الحسنات فلك بالحسنة عشر وإن
عملت سيئة فواحدة بواحدة، وإن
استغفرتني غفرتها لك وأنا الغفور الرحيم،
وواحدة بيني وبينك، وهي أن منك المسألة
ومني
الإجابة، فابسط يدك وادعني فإني قريب
مجيب.
فصاح إبليس حسداً لآدم وقال: كيف أكيد ولد
آدم الآن؟ فنودي: يا ملعون " واستفزز
من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك
ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد
وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ".
قال إبليس: زدني يا رب؛ قال لا يولد لآدم
ولد إلا يولد لك سبعة: قال: رب زدني، قال:
زدتك أن تجري منهم مجرى الدم في عروقهم،
وتسكن في صدورهم.
فقال: يا رب حسبي؛ ثم قال علام أهبط إلى
الأرض؟ قال: على الإياس من رحمتي.
قال: ثم نظر آدم إلى الحية وقال: رب هذه
اللعينة هي التي أعانت عدوي علي، فبماذا
أتقوى عليها؟ فقيل له: قد جعلت مسكنها
الظلمات، وطعامها التراب فإذا رأيتها
فاشدخ
رأسها.
وقيل للطاوس: مسكنك أطراف الأنهار، ورزقك

/ 93