نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 12

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 12

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

على إنجازه، ويُبرز قول الآخر بإشارة
يُستدلّ بها على إبرازه؛ وإلا فهو حاطب
ليلٍ لا يدري
أين يفجأه الصباح، وراكب سيل لا يعرف
الغدوّ من الرّواح.
وأما من ينسخ التاريخ - فإنه يحتاج إلى
معرفة أسماء الملوك وألقابهم ونعوتهم
وكُناهم،
خصوصاً ملوك العجم والترك والخوارزمية
والتتار فإن غالب أسمائهم أعجمية لا تُفهم
إلا
بالنقل، ويحتاج الناسخ إذا كتبها إلى
تقييدها بضوابط وإشارات وتنبيهات تدل
عليها؛
وكذلك أسماء المدن والبلاد والقرى
والقِلاع والرساتيق والكوَر والأقاليم،
فينبّه على ما
تشابه منها خطاً واختلف لفظاً وما تشابه
خطاً ولفظاً واختلف نِسبة، نحو مرْو
ومَرْو؛
إحداهما مرْو الروذ، والأخرى مرْو
الشاهجان؛ والقاهرة، والقاهرة؛ إحداهما
القاهرة
المعِزية، والأخرى القلعة القاهرة التي
هي بزوزن التي أنشأها مؤيد الملك صاحب
كرمان،
فإن الناسخ متى أطلق اسم القاهرة ولم
يميّز هذه بمكانها ونسبتها تبادر ذهنُ
السامع إلى
القاهرة المُعِزية لشهرتها دون غيرها،
وأما في أسماء الرجال، فمثل عبيد الله بن
زياد، وعبيد الله بن زياد، فالأول عبيد
الله بن
زياد بن أبيه، وزياد هذا، هو ابن سمية
الذي ألحقه معاوية بن أبي سفيان بأبيه،
واعترف
بأخوته، وكان عبيد الله هذا يتولى أمر
العراق بعد أبيه إلى أيام مروان بن الحكم؛
والثاني
عبيد الله بن زياد بن ظَبيان؛ وخبرهما
يشبه مسائل الدور، فإن عبيد الله بن زياد
بن أبيه
قتله المختار بن أبي عبيد الثقفي
والمختار بن أبي عبيد قتله مصعب بن
الزبير، ومصعب
بن الزبير قتله عبيد الله بن زياد بن
ظَبيان؛ فإذا لم يميز كل واحد منهما بجده
ونسبه أشكل
ذلك على السامع وأنكره ما لم تكن له معرفة
بالوقائع، واطلاع على الأخبار؛ فأمثال
ذلك
وما شاكله يتعين على الناسخ تبيينه،
وكذلك أسماء أيام العرب، نحو أيام الكُلاب
بضم
الكاف، وأيام الفِجار بكسر الفاء
وبالجيم، وغير ذلك، فينبه على ذلك كله،
ويشير إليه بما
يدل عليه.
وأما من ينسخ الشعر - فإنه لا يستغني عن
معرفة أوزانه، فإن ذلك يعينه على وضعه على
أصله الذي وُضع عليه؛ ويحتاج إلى معرفة
العربية والعَروض ليقيم وزن البيت إذا
أشكل
عليه بالتفعيل، فعلم هل هو على أصله وصفته
أو حصل فيه زِحاف من نقصٍ به أو زيادة،
فيثبته بعد تحريره، ويضعَ الضبط في
مواضعه، فإن تغييره يُخلّ بالمعنى
ويفسده، ويحيله عن
صفته المقصودة؛ فإذا عرف الناسخ هذه
الفوائد وأتقنها، وحرّر هذه القواعد
وفنّنها،
وأوضح هذه الأسماء وبيّنها، وسلسل هذه
النساب وعنعنها؛ ... ... والمرغوب في
علمه وكتابته، فليبسط قلمه عند ذلك في
العلوم، ويضع بن المنتور والمنظوم؛
ولنذكر كتابة
التعليم.
ذكر كتابة التعليم وما يحتاج من تصدي لها
إلى معرفته وكتابة التعليم تنقسم إلى
قسمين:
تعليم ابتداء، وتعليم انتهاء
فأما تعليم الابتداء - فهو ما يعلّمه
الصبيان في ابتداء أمرِهم؛ وأول ما يبدأ
به المؤدب من
تعليم الصبي أن يُكتبه حروف المعجم
المفردات؛ فإذا علمها الصبي وعرف كيف
يضعها،
وميّز بين المعجم والمهمل منها امتحنه
المؤدب بتقطيعها وسؤاله عنها على غير
وضعها، مثل
أن يسأله عن النون، ثم الجيم، والضاد ونحو
ذلك؛ فإذا أجابه عما فرّقه وعكسه عليه من
ذلك أنه أتقن هذه الحروف فيهنجيه الحروف
بعد ذلك حرفاً حرفاً، كل حرف وهجاءه في
المنصوب والمجرور والمرفوع والمجروم،
فإذا عرف هجاء هذه الحروف وأتقنه، وامتحنه
نحو
ما تقدّم جمع له بعد ذلك كل حرف إلى آخر
كتابه، من الباء والجيم والدال والراء
والسين

/ 95