[نقد الدکتور علی أحمد السالوس حول حدیث الثقلین] نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

[نقد الدکتور علی أحمد السالوس حول حدیث الثقلین] - نسخه متنی

السید علی الحسینی المیلانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة المؤلّف
هذا نقد علمي لما كتبه الدكتور علي أحمد
السالوس حول حديث الثقلين.
هذا الحديث الثابت صدوره عن رسول الله
صلّى الله عليه وآله وسلّم لدى المسلمين
كافّة.
فقد توافقوا على روايته بأسانيدهم
المعتبرة الكثيرة، وتسالموا على ثبوته
عنه، ولم نجد ـ خلال هذه القرون المتمادية
ـ من يشك في صحته إلاّ رجلاً واحداً... وهو
أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي... حيث أودعه
في روايةٍ واحدةٍ له كتاب (العلل
المتناهية في الأحاديث الواهية). وقد
خطّئه العلماء، وحذّروا من الاغترار
بفعله، ومنهم من أحسن الظنَّ به فحمل ذلك
منه على عدم استحضاره لسائر طرق الحديث...
لا سيّما وأنّه في صحيح مسلم... كما سترى
ذلك كلّه في هذا الكتاب.
والحق معهم... فأنّه لو جاز رمي مثل هذا
الحديث ـ الصحيحة أسانيده والكثيرة طرقه ـ
بالضّعف لَما بقي فيما بأيدينا من
الأحاديث النبوية ما نثق بصدوره عن
الرسّول الكريم إلاّ الشاذ النادر، وهذا
يؤدّي إلى سقوط السنّة النبويّة وهدم
أركان الشريعة المقدّسة.
ولهذه الأمور وغيرها... لم نعثر ـ وما كنّا
نظن العثور ـ على مقلّد لا بن الجوزي من
أهل العلم فيما قاله حول هذا الحديث، حتى
جاء دور «الدكتور».
***
و«للدكاترة» و «المشايخ» في الآونة
الأخيرة تحرّك واسع في شتى البلدان
الصفحة 6
الإسلامية للتأليف في المسائل العقدية،
وكثير منهم يتعرّضون لعقائد الشيعة
الإمامية الإثني عشرية، وخاصّة في
الإمامة والخلافة، لكنّها ـ في الأغلب ـ
حملات وتهجّمات مفعمة بالضغينة والحقد...
إلاّ أن الملفت للنّظر وقوع التناقضات
العجيبة فيما بين هؤلاء الكتّاب من جهةٍ،
وبينهم وبين علمائهم السابقين من جهةٍ
أخرى.
فالسّابقون منهم على أنّ «الخلافة عن
النبي» من فروع الدين لا من أصوله، فتكون
الإمامة من المسائل العمليّة الفرعية،
شأنها شأن الصلاة والزكاة ونحوهما، ولكلّ
مجتهدٍ رأيه... يقول القاضي عضد الدّين
الايجي وشارحه الجرجاني: «الإمامة
ومباحثها ليست من أصول الديانات والعقائد
ـ خلافاً للشيعة ـ بل هي عندنا من الفروع
المتعلّقة بأفعال المكلّفين»(1) ويقول سعد
الدين التفتازاني: «لا نزاع في أن مباحث
الإمامة بفروع الدين أليق، لرجوعها إلى أن
القيام بالإمامة ونصب الإمام الموصوف
بالصفات المخصوصة من فروض الكفايات... ولا
خفاء في أن ذلك من الأحكام العملية دون
الإعتقادية»(2) .
وإذا كان هذا حكم الإمامة عندهم، فلماذا
هذه الحملات والهجمات على الإماميّة ؟
ثم إنهم يقولون بأنّ الإمامة تنعقد
بالقهر والغلبة، فيجب إطاعة من تغلّب على
الأمر وتسلّط على المسلمين بالجور
والسّيف، وكان فاجراً وفاسقاً، وهذا ما
نصَّ عليه التفتازاني وابن تيمية وغيرهما.
وفي هذه الأُصول إنكار للحكومة الشرعية،
وتقرير لسلطنة الظالمين، وفصل بين الدنيا
والدين...
فهذا ما بنى عليه السابقون.
____________
(1) شرح المواقف 8/344.
(2) شرح المقاصد 5/232.
الصفحة 7
والكتّاب الحاضرون تناقضوا... فمنهم من
مشى على طريقة السّلف، وعلى هذا الأساس
ذهب إلى نفي أن يكون النبي صلى الله عليه
وآله وسلم قد قام بتأسيس دولة، وجعل من
الشريعة الإسلامية شريعةً روحية محضة، لا
علاقة لها بالحكم والتنفيذ في الدنيا، ثم
طعن في الخلفاء من بعده وأتباعهم بأنهم
كانوا يعملون من أجل الدنيا والفتح
والاستعمار، لا من أجل الدين، وأن أبا بكر
كان أول ملك في الإسلام، ثم تبعه الملوك
الآخرون، فهم جميعاً كانوا يخدعون الناس
باسم الدين، وأنّ التاريخ الإسلامي لم يكن
إلاّ قهراً وغلبةً وحكماً بالسيف، وكان
شراً وفساداً ونكبة للإسلام والمسلمين(1) .
وقد أثار القوم ضجّة كبيرةً على هذا
المؤلف وكتابه، وكتبت الردود عليه، حتى
كفّروه، واتّهموه بالتعاون مع السياسات
الأجنبية، وكانت النتيجة صدور حكم من هيئة
كبار العلماء في مصر ضّد الكتاب ومؤلفه(2) .
ونحن وإنْ كنّا نرى بطلان هذه الفكرة،
إلاّ أنا نقول بأنّ ما ذهب إليه هذا الشيخ
ليس إلاّ ردّ فعلِ للأسس التي بنيت عليه
دعائم مذهب القوم منذ صدر الإسلام، لكنّهم

/ 55