فقه الصادق (ع) ج 26
السيد محمد صادق الروحانيتأليف فقيه العصر سماحة آية الله العظمى السيد محمد صادق الحسيني الروحاني مد ظله
الجزء السادس والعشرون مواصفات الكتاب: الكتاب فقه الصادق ج / 26 المؤلف السيد محمد صادق الحسيني الروحاني الطبعة الثالثة 1414 ه، ق المطبعة فروردين الكمية 1000 نسخة
الناشر مؤسسة دار الكتاب، قم المقدسة تليفون 24568 السعر 200 تومان
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على ما اولينا من التفقه في الدين، والهداية إلى الحق المبين، وأفضل صلواته وأكمل تسليماته على رسول صاحب الشريعة الخالدة الكفيلة باسعاد المجتمع ومعالجة مشاكله، وعلى آله العلماء بالله الامناء على حلاله وحرامه سيما بقية الله في الارضين أرواحنا له الفداء. وبعد: فهذا هو الجزء السادس والعشرون من كتابنا " فقه الصادق " وهو آخر أجزاء هذه الموسوعة الفقهية المشتمل على كتابي القصاص والديات وقد من الله تعالى علي بالتوفيق لاتمام هذا السفر الجليل إنه ولي التوفيق.[ كتاب القصاص ] كتاب القصاص (كتاب القصاص) بالكسر مصدر وهو، والمقاصة، والمعاوضة، والمبادلة نظائر وأصله التلو من قص الاثر، وهو تلو الاثر. والمراد به هنا الاخذ من الجاني مثل ما جنى فكان المقتص يتبع أثر الجاني فيفعل مثل فعله، وهو إما في النفس، أو الطرف، فالكلام في موضعين. الاول: في القصاص في النفس، والاصل فيه الكتاب والسنة، والاجماع، أما الكتاب فآيات، لاحظ: قوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب لعلكم تتقون) (1) أكثر المفسرين على أن المراد بالقصاص هنا القصاص في القتل، والاية السابقة لهذه الاية تعين ذلك، وإنما فيه حياة، لانه إذا هم الانسان بالقتل فذكر القصاص ارتدع فكان ذلك سببا للحياة، وأيضا انه لا يقتل إلا القاتل دون غيره خلاف فعل الجاهلية الذين كانوا يتفانون بالطوائل، وفي الاية اشارة إلى حكمة التشريع. وحاصله: ان العفو والدية وإن كان فيهما تخفيف ورحمة إلا أن مصلحة المجتمع
(1) البقرة: آية 179.