امام علی الرضا (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امام علی الرضا (ع) - نسخه متنی

عقیف النابلسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تاريخية بحتة ليس لها ربط بالإطار العام
والمضمون الفكري بل نقدم شرحاً مبسطاً
يتلاءَم مع حجم الكتاب ليستفيد القارئ
ولنلفت أنظار الناشئين إلى العطاء الفكري
الكبير الذي قدمه أهل البيت (عليهم السلام)
للمسلمين.
وكلّي أمل ورجاء أن يتقبل الله منّا هذا
الجهد المتواضع ويدّخره لنا ليوم يفر
المرء من أخيه وأمّه وأبيه ويشفع فينا
إمامنا الإمام علي بن موسى الرضا وأهل
البيت جميعاً.
‌‌‌‌‌وكلي أمل أن يكون هذا الكتاب
طليعة ثمارنا وبداية تحوّل في فكرنا
وسلوكنا والله أسأل أن يمنّ علينا بالصبر
على الجهد والجد على العمل وأن يوفقنا
لنشر تعاليم الفكر الرائد والمدرسة
المربية في سلوك أهل البيت وعلومهم.
مولد النور
لقدا اهتم الإسلام اهتماماً كبيراً
بصيانة العلاقة بين الرجل والمرأة وحرص كل
الحرص أن تكون هذه العلاقة على أسس متينة
من الطهارة والعفة والشرف وركّز كل
التركيز على تهيئة المرأة الصالحة لأنّه
يرى أنّ المرأة السيئة والماجنة لا تنشئ
جيلاً هادفاً ورائداً وبما أنّ الإسلام ذو
نظرة مستقبلية هادفة شجب كل أعمال الرذيلة
والفحشاء ورمى من وراء ذلك إلى وضع
النظريات التربوية الصالحة في خلق جيل
إسلامي واعٍ.
والشيء الطبيعي أنّ المرأة الصالحة
بمثابة الأرض الطيبة إذا زرعت بها زرعاً
صافياً من الزؤان، وحرثتها الحراثة
الصحيحة، وتهيأ لها الجو والمناخ
الطبيعي، سوف يحصد منها الإنسان أفضل،
محصول، وكذلك المرأة الصالحة إذا كان
زوجها صالحاً وكانت العلاقة بينهما
قائمةً على أساس من ذكر الله حتى في ساعة
الخلوة بينهما سوف تكون نتيجة اللقاح
الجنسي وجود الثمرات الإنسانية الرائعة.
ولم يكتف الإسلام بإيجاد هذه النظريات في
الذهن والتصوّر بل خرج بل إلى عالم
الحقيقة من خلال سلوك القادة المبدئيين من
الأئمة من أهل بيت العصمة والطهارة من علي
(عليه السلام) حتى آخر الأئمة، فهم نهجوا
هذا النهج من أجل خلق جيل إسلامي طاهر بعيد
عن كل معاني الفحش والرذيلة. وقد كانت
(حميدة البربرية) زوجة الإمام الصادق (عليه
السلام) منعوتة من قبله (عليه السلام)
بأنّها عالمة غير معلّمة وهي أم أبي الحسن
موسى بن جعفر (عليه السلام) هذه المرأة
الفاضلة المهذبة كانت قد اشترت جارية
مولدة من أشراف العجم واسمها (تكتم) (1)
وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها
وإعظامها لمولاتها (حميدة) حتى إنّها ما
جلست بين يديها منذ ملكتها إخلالاً لها
ويروي الشيخ المفيد قصة لطيفة في شأنها
والرواية عن هشام بن أحمد قال:
قال لي أبو الحسن الأول أي الكاظم (عليه
السلام): هل علمت أحداً من أهل المغرب قدم؟
قلت: لا، قال: بلى، قدم رجل من أهل المغرب
المدينة. فانطلق بنا فركب وركبت معه حتى
انتهينا إلى الرجل، فإذا رجل من أهل
المغرب معه رقيق، فقلت له: أعرض علينا،
فعرض علينا سبع جوار كل ذلك يقول أبو
الحسن: لا حاجة لي فيها، ثم قال: أعرض
علينا، فقال: ما عندي إلاّ جارية مريضة،
فقال: ما عليك أن تعرضها! فأبى عليه وانصرف.
ثم أرسلني من الغد فقال لي: قل كم غايتك
فيها؟ فإذا قال لك كذا وكذا، فقل له: قد
أخذتها. فأتيته فقال: ما كنت أريد أن
أنقصها من كذا وكذا! فقلت: قد أخذتها، قال:
هي لك، ولكن أخبرني من الرجل الذي كان معك
بالأمس؟ قلت: رجل من بني هاشم قال: من أي
بني هاشم؟ قلت: ما عندي أكثر من هذا. فقال:
أخبرك إنّي لما اشتريتها من أقصى المغرب
فلقيتني امرأة من أهل الكتاب، فقالت: ما
هذه الوصيفه معك؟ قلت: اشتريتها لنفسي
فقالت: ما ينبغي أن تكون هذه عند مثلك، إنّ
هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل
الأرض فلا تلبث عنده إلاّ قليلاً حتى تلد
غلاماً، لم يولد بشرق الأرض، ولا غربها
مثله، قال: فأتيته فلم تلبث عنده إلاّ
قليلاً حتى ولدت الرضا (عليه السلام) (2).
فإذا أخذنا هذه الحقائق التي أجمع
المؤلفون على صحتها وهي أنّ هذه الجارية
من أفضل النساء عقلاً وأدباً وتمسكاً
بتعاليم الدين مع اقتران الإمام الزاهد
العابد الراكع الساجد الذي لم يعرف
التاريخ أكثر منه زهداً وورعاً في الحياة
صاحب هذه النفس الطاهرة التي لم تتلوث
بمعصية من معاصي الله حتى في عالم التصوّر

/ 47