أزمنة فی اللغة العربیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أزمنة فی اللغة العربیة - نسخه متنی

فرید الدین آیدن

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الأزمنة في اللغة العربية

تأليف

فريد الدين آيدن
Feriduddin AYDIN

البريد الألكتروني للمؤلّف
دار العِبَر للطباعة والنشر
Al-Ibar Publishing

إسطنبول - 1997

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على سيّدنا محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.
أما بعد: فإنَّ الأزمنةَ ذاتُ أهمّيّةٍ
بالغةٍ من حيث علاقة الفعل بها، وإنْ لم
تكن من المسائل الأساسية للّغةِ . فإنَّ
علماءَ العربيةِ وإنْ كانوا قد خاضوا
مثارَ البحثِ والجدلِ في دقائقِ علومِ
اللغةِ، إلاّ أنّهم لم يكترثوا لهذا
الأمرِ أو لم ينـتبهوا له بكلِّ ما
يستحقُّهُ من اهتمامٍ. ولعلّ التقليدَ قد
حجبهم عن اكتشافهِ، وقد يكون ذلك ناشئاً
من أسبابٍ أُخرىَ.
هذا، ولا نقولُ أنّ علماءَ العربيةِ لم
يَفْطَنُوا إلى حقيقةِ الزمانِ من حيث
علاقة الفعل به، إذ لا يجوز أن يكون قد
التبس عليهم الفرقُ بين معاني الفعلِ
الخاليِ عن القيودِ الزمانية، وبين الفعل
المقيَّدِ بها مثل (طَلَبَ) و(سَبَقَ أنْ
طَلَبَ) و (يَكُونُ قَدْ طَلَبَ)
و(لَوْلاَهُ لَمَا طَلَبَ). فإنّ الفرقَ
بين هذه التراكيبِ المختلفةِ واضحةٌ
بيّنةٌ. ولابدّ أن يكونوا قد أدركوا هذا
الفرقَ، إلاّ أنّهم لم يدخلوا في تفاصيلها
ولم يجعلوا لكلٍّ من الصِّيَغِ الزمنية
باباً خاصاً كما قد تَّم ذلك في كثيرٍ من
اللّغات.
ويغلبُ أنْ يكونَ هذا ناشِئاً من عدمِ
علمِهم بِلُغاتٍ أجنبيّةٍ ، إذْ أنَّ
كثيراً من المفاهيمِ والحاجاتِ
وَالْمُقْتَضَيَاتِ لا يتبادَرُ إلى
الذهنِ تلقائياً وبسهولةٍ إلاَّ بعد
ظهورِ سببٍ يذكِّرُهُ أو ضرورةٍ تستدعيه،
فهذه المنجزاتُ الحضاريةُ والتقنيةُ
الضخمةُ التي نلمُِسُهَا في مجالاتٍ
مختلفةٍ من حياتنا، تُبَرْهِنُ على هذه
الحقيقةِ، إذْ ليس من القليلِ ما قد كشفه
العلماءُ والخبراءُ وما عَثَرَ عليها
الباحثون وأَبْدَعَهَا أهلُ الذّوقِ
والفنِّ من صناعاتٍ وعلومٍ وآلاتٍ
وأجهزةٍ بقرينةٍ بسيطةٍ في بداية الأمرِ،
أو بالقياس بين شيئين اِسْتَحَسُّوا
المكنوناتِ في أَحَدِهِمَا بفضلِ مَا فيِ
الآخَرِ من أَمْثَالِهَا.
هذا، لابدَّ وأنْ نؤكِّد بأنَّ للفعلِ
علاقةٌ عُضْوِيَّةٌ بمفهومِ الزّمانِ،
وما من فعلٍ إلاَّ ولِحُدوُثِهِ وقتٌ؛
والوقتُ قِسطٌ من الزمان.
أما الزّمانُ فإنّه مفهوم معقَّد لم
يتمكن العلماءُ من الوصولِ إلى حقيقته
بعد. وهو ناشئ من دورانِ الكرة الأرضية حول
محورها وعلى مدارٍ مُعَيَّنٍ مرتبطةً
فيهما بالشمس، يعني أن الأرض تجري في ذات
الوقت حول الشمس على مدارٍ مُعَيَّنٍ،
إضافةً إلى جريانها حولَ محورِها
فيتمخَّضُ عن الأول المواسمُ الأربعةُ،
وعن الثاني اللّيلُ والنهارُ المتعاقبان.
والوحدة القياسية للزمان هي الساعة ولا
يسع المقام لحصر ما يدخل في هذا الباب من
تفاصيلَ جانبيةٍ.

أما الزّمانُ بالنسبة للفعل، فإنّه جديرٌ
بالإهتمام؛ ذلك أن للفعل مراتبُ زمنيةٌ
مختلفةٌ. ولهذا فإن علاقة الفعل بالزمان
أشمل بكثير من القدر الذي حصرها علماء
العربية في صِيَغٍ ثلاثٍ. وربما لم يكن
غَرَضُهُمُ الوقوفَ على مفهوم الزّمانِ
مباشرةً، وإنما أرادوا أن يتوصّلوا إلى
تعريفٍ للفعل يميّزُهُ عن الإسمِ
والحرفِ، فاقتصروا في هذه المحاولة على
تقسيمه إلى الماضي والحال والإستقبال
فحسب. وقد سمّىَ بعضُهُمْ الصِّيَغَ
بالأزمنة الثلاثة. لذا، فإنّ المسئلةَ
غيرُ واضحةٍ؛ حيث أن طالب اللّغةِ
العربيةِ قد يكون متردِّداً حول هذه
القضية، فيتسائل عما إذا كانت هذه
التسميةُ تعبيراً عن الصِّيَغِ الفعليةِ
أم المراتبِ الزمنيةِ؟
نعم إنّ الفعلَ بوقوعه حقيقة، لا ينفكُّ
عن الزّمانِ على الإطلاق، وهذا لا يدخل في
نطاق دراستنا. إذ أنّ الفعلَ حاليٌّ عند
وقوعه البتة، ويصبح ماضياً بعد وقوعه
حقيقة. وهو مستقبل ما لم يقع. فهذه لا
تتعدَّى عن تصورات منطقية بحتة.
وإنما نحن بصدد الصّيغةِ الزّمنيّةِ
الموضوعةِ للفعل. فالصيغة الزّمنـيّةُ
لها دلالات مقرونة بأحد الأزمنة المطلقة؛
وهي الماضي والحال والإستقبال؛ كبناء
الماضي على الفتح، واستهلال المضارع بأحد
حروف المضارعة، ودخول السين وسوف على
المستقبل. فإذا كانت هذه القرائن تدلُّ

/ 6