أدب المقارن نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أدب المقارن - نسخه متنی

عبده عبود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

دمشق 1998
د. عبده عبود
1- 0- الجزء الأول نظرية الأدب المقارن
ومنهجه
1- 1- أهميّة الأدب المقارن
1- 2- الأدب المقارن والاتجاهات النقدية
الحديثة
1- 3- الأدب المقارن العربي: إلى أين؟
1- 1 أهميّة الأدب المقارن
يرى كلّ المؤلفين العرب الذين كتبوا في
الأدب المقارن أنّ هذا العلم هامّ، بل
خطير جدّاً. ولكن قلّ أن نجح أحد من هؤلاء
في أن يقنع الناس بأهميّة هذا العلم أو
خطورته. فالدكتور محمد غنيمي هلال، وهو
أبرز أعلام المقارنية العربية، صاحب كتاب
لم يحظَ مؤلَّف مقارني آخر بما حظي به من
سعة انتشار وتأثير، يعلن في كتابه هذا أنّ
الأدب المقارن قد صار "علماً من علوم
الآداب الحديثة، أخطرها شأناً، وأعظمها
جدوى" (1) . كما ينسب الدكتور هلال إلى الأدب
المقارن رسالة "خطيرة الشأن"، تجعل من
التوسّع في دراسته" حاجة ماسّة" (2) . تُرى
ماهي الأهمية التي يتمتّع بها الأدب
المقارن، وما كنه "الرسالة الخطيرة" التي
تُنسب إليه؟ وهل هي رسالة خطيرة حقّاً، أم
انساق الدكتور هلال وراء لهجة خطابية،
ومارس تهويلاً له فيه مصلحة مهنيّة غير
خافية على أحد؟
الطموح الكبير
في محاولة لتوضيح أهمية الأدب بالنسبة
للوطن العربي يلاحظ الدكتور هلال أنّ
تزايد الاهتمام بالدراسات المقارنة في
الجامعات العربية منذ مطلع الستينات "يدلّ
دلالة قاطعة على أننا بدأنا نستجيب إلى
نداء الوعي القومي العربي الحديث الذي لم
يكن أقوى مما هو عليه اليوم، وقد أخذ يبحث
في شتّى ميادين الحياة العلمية والفنيّة
عما يدعمه"(3) . فأهمية الأدب المقارن تنبع
إذاً، في رأي الدكتور هلال بالطبع، من أنّ
هذا العلم يدعم وعينا القوميّ، و "يغذي
شخصيتنا القومية". ذلك هو الشق الأول من
رسالة الأدب المقارن، كما يراها الدكتور
هلال. أمّا الشق الثاني من تلك الرسالة
فيتمثّل في "الكشف عن أصالة الروح القومية
في صلتها بالروح الإنسانية العامّة، وذلك
لأنّ تقويم الأدب القومي تقويماً سليماً
هو أمر غير ممكن إلاّ بالنظر إليه في نسبته
إلى التراث الأدب الإنساني جملة" (4) . ولكن
إذا دققنا في هذا القول نجد أنّ ما يدعوه
الدكتور هلال "رسالة إنسانية" هو في واقع
الأمر رسالة قومية. فالكشف "عن أصالة الروح
القومية" هو غاية قومية بلا ريب، وليس غاية
إنسانية، اللهمّ إلاّ إذا وضعنا علامة
تساوٍ بين القوميّ والإنساني، واعتبرنا
الكلمة الثانية مرادفة للأولى، وهذا ما لا
يقبل به أحد، ولا الدكتور هلال نفسه. ولذا
يمكننا القول إنّ الدكتور هلال ينوط
بالأدب المقارن رسالة قومية بالدرجة
الأولى، وأنّ الرسالة الإنسانية التي
يتحدّث عنها لا تتعدى كونها وسيلة تخدم
الرسالة القومية.
فكيف يؤدي الأدب المقارن رسالته في تدعيم
الوعي القومي وتغذية الشخصية القومية؟ لا
يقدّم الدكتور هلال إجابة موحّدة واضحة
ومقنعة عن هذا السؤال. فهو يرى تارة أنّ
"أقوى وسيلة لدعم نداء الوعي القومي هي أن
يتصل بالتيارات الفكرية والفنية العالمية
اتصالاً يغذي به أصالته ويواصل سيره في
مجالات التطوير والتجديد" (5) . ولكن من
الأفضل لنا أن نستبدل هنا عبارة "وعي قومي"
بعبارة "أدب قومي"، لأنّ الأدب هو ما يتجدد
عبر اتصاله بالتيارات الفكرية والفنية
العالمية. وعلى أيّة حال فإنّ الدكتور
هلال مايلبث أن يتحدّث عن أدوار قومية
أخرى للأدب المقارن، مثل "إظهار مقوّمات
قوميتنا في الحاضر"، وتوضيح "مدى امتداد
جهودنا الفنية والفكرية في التراث
الأدبيّ العالميّ" وجلاء "نواحي الأصالة
في الأدب القوميّ". (6)
مما تقدّم نستنتج:
1- أنّ الدكتور هلال يسعى لإيكال دور هامّ
ورسالة خطيرة إلى الأدب المقارن.
2- أنه لم يحدّد تلك الرسالة بالدّقة
المطلوبة، بل تحدّث عنها بطريقة فيها كثير
من المبالغة، وذلك بغرض إثارة الاهتمام
بالأدب المقارن.
3- أنّ هذه الرسالة ذات جوهر قوميّ بالدرجة
الأولى. ويبدو أنّ تحديد طبيعة تلك الرسالة
على هذا الشكل يرجع إلى أسباب عديدة، من
أبرزها تأثر الدكتور هلال بالمدّ القومي
الذي عمّ الوطن العربيّ في أواخر
الخمسينات ومطلع الستينات، أي الفترة
التي أعدّ فيها الدكتور هلال الطبعتين
الثانية والثالثة من كتابه "الأدب
المقارن"، ورغبة المؤلف في إظهار الأدب
المقارن في مظهر علم يماشي ذلك المدّ
ويخدمه. فمن الملاحظ أنّ الدكتور هلال لم
يؤكّد قومية رسالة الأدب القومي في مقدمة
الطبعة الأولى التي ترجع إلى عام 1953، بل في
مقدمة الطبعة الثالثة التي ترجع إلى عام

/ 60