الأدب القصصي في العراق - أدب القصصی فی العراق نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أدب القصصی فی العراق - نسخه متنی

عبد الإله أحمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الأدب القصصي في العراق

الدكتور عبد الإله أحمد

مــنذ الحــرب العالميـــة الثانيـــة

اتجاهاته الفكرية وقيمه الفنية

* الجزء الأول *

إلى كل من أسهم في تيسير سبل إنجاز هذا

البحث ونشره

المقدمـــــة

يقوم هذا البحث على أسس سبق أن أرساها بحث سابق، مهد له الطريق، ورسم لـه المنهج، تناول الأدب القصصي في العراق، منذ نشأته- وقد كانت بدايتها، لأسباب وقف عندها البحث السابق، عام 1908- وتابع مسار تطور هذا الأدب، حتى انتهى به إلى عام 1939- لأسباب وضحها أيضاً- ومن هنا فإن هذا البحث يعد، بشكل أو بآخر، تكملة لسابقه، لا غنى لقارئ هذا البحث، عن قراءة ذاك. وإذا كان هذا الواقع يحدد بداية الفترة الزمنية التي يدرسها هذا البحث كما يوضح المادة التي يتناولها، وهي الأدب القصصي في العراق، بأنواعه المختلفة، وطبيعة المنهج الذي يعتمده فيها- وهو منهج يحاول أن يجمع بين المنهج التاريخي والمنهج النقدي الذي يقيم هذا الأدب، ويضعه في مكانه الملائم من سلم التطور، وهو في هذا المنهج يقف موقفاً حذراً، فيحاول أن ينظر جهده إلى النتاج القصصي، نظرة نسبية، تسعى إلى أن تستوعب واقع الفترة الزمنية التي كتب فيها، ومستوى ثقافة كتابه، الذين تحكمت فيهم إلى حد بعيد طبيعة الظروف الموضوعية التي أحاطت بهم- فإن تحديد نهاية الفترة الزمنية التي يدرسها هذا البحث كانت منذ البداية، مشكلة واجهها الباحث وكان عليه أن يستقر بشأنها على حال محدد.

ولقد كان واضحاً، للباحث، أن هناك في تاريخ العراق الحديث، منذ الحرب العالمية الثانية- بداية البحث- من الأحداث السياسية الحاسمة في هذا التاريخ، ما يمكن جعلها نهاية للفترة الزمنية التي يقف عندها البحث. لعل أبرزها ثورة الرابع عشر من تموز 1958، التي قوضت النظام الملكي المرتبط بالاستعمار البريطاني، وأرست دعائم نظام جديد وطني، هو النظام الجمهوري. إلا أن هذه الثورة، رغم التغيرات الكبيرة التي أحدثتها، لم تغير كثيراً من واقع الأدب بمجرد قيامها. لما تحتاجه الثورات عادة- وهو أمر تفرضه طبيعتها- من مدى زمني، لكي تتضح طبيعة المتغيرات التي تحدثها في المجتمع، وبالتالي لتتضح طبيعة المتغيرات، التي تصيب الفكر والأدب فيه نتيجة لذلك. بل إن الأدب في العراق الذي نشر بعد الثورة، يمكن اعتباره، لأسباب عديدة سنوضحها في التمهيد، امتداداً بشكل أو بآخر، لما كتب قبلها. لذلك لم يكن ممكناً اعتماد هذا التاريخ نهاية للفترة الزمنية التي يتوقف عندها هذا البحث، وكان لزاماً على الباحث أن يتابع الأدب القصصي بعدها، حتى تاريخ آخر، يمكن أن يجد فيه ما يبرر الوقوف عنده. ولقد كان سهلاً على الباحث، أن يطمئن بعد ذلك إلى تاريخ حدث كبير آخر، أعقب ثورة تموز الأولى، فيجعله نهاية للفترة الزمنية التي يقف عندها البحث، وهو ثورة عام 1963. إلا أن جعل هذا التاريخ عاماً حاسماً، يبرر الوقوف عنده، باعتباره نهاية لفترة أدبية، وبداية لأخرى، يخلو من الدقة على نحو من الأنحاء، كما يبدو للباحث. ذلك أن اعتماد هذا التاريخ، ينطوي فيما ينطوي عليه، على تحميل هذا الحدث مسؤولية كاملة لما أصاب الحركة الأدبية من شلل وتوقف، استمر واضحاً حتى منتصف الستينات، حين بدأ جيل جديد من الأدباء الشباب، كثير الصخب والادعاء، يكتب لوناً من الأدب يختلف عن سابقه. وهو أمر ليس صحيحاً تماماً. ذلك أن بدايات هذا الشلل والتوقف في الحياة الأدبية في العراق، يمكن لمسها في الواقع منذ أوائل الستينات، وعلى وجه الدقة منذ عام 1961، واستمرت متعاظمة خلال عام 1962 وما أعقبها من أعوام. ويعود سبب ذلك في الأساس إلى واقع التمزق الذي عانت منه الحركة الوطنية في العراق، إثر فترة قصيرة من قيام ثورة تموز الأولى، وخيبة الأمل الشديدة التي أصابت الأدباء، على اختلاف مواقفهم الفكرية، من هذه الثورة التي قابلوها بحماس جارف في البداية، آملين أن تحقق لهم الأحلام. مما سنوضحه بالتفصيل في التمهيد. ومن هنا فإن الفترة الزمنية للبحث، تبدأ كما أشرنا منذ الحرب العالمية الثانية، وعلى وجه الدقة، منذ بداية عام 1940،- لأن البحث السابق وقف عند نهاية عام 1939- وتستمر طوال الأربعينات والخمسينات، وتتوقف عند أوائل الستينات. وإذا كان هذا يعني، في حقيقة الحال، أننا نترك تاريخ توقف البحث مفتوحاً على نحو من الأنحاء، فإنه أمر في تقديرنا، أقرب إلى الدقة العلمية، من حصره في نطاق تاريخ محدد حاسم. ولا سيما أن هذا الحصر في الأساس، ليس له من أهمية، إلا تحديد دائرة البحث، لكي يكون الباحث أقدر على بحثه.

وإذا كان الباحثون في ميدان الأدب القصصي في العالم العربي، قبل سنوات، يجدون مبرراً لدراستهم هذا الأدب، في كونه لم يدرس بعد، وفي كونه يقف على قمة الفنون الأدبية الحديثة في العالم العربي، فإننا لا نحتاج إلى أن نبرر اختيارنا لهذا الأدب ميداناً لدراساتنا، بما كانوا يبررون، خاصة بعد هذه الدراسات العديدة التي نشرت في العالم العربي عنه، وبعد هذا الاهتمام الكبير الذي أخذت توليه الجامعات له، بحيث أخذ يحظى بالكثير الجدير به، بعد سني الامتهان والزراية والرفض التي ووجه بها، وعلى الأخص في الجامعات التي احتضنت، لفترات طويلة، اتجاهات فكرية محافظة، لم تكن ترى هذا الأدب جديراً بدرس أو اهتمام. وإنما يأتي تبريرنا لهذا الاختيار- بالإضافة إلى العوامل الذاتية الخاصة: ارتباط مبكر بالأدب القصصي، قراءة مستديمة له، حب وتعلق به- من كوننا وقد اخترنا لدراستنا في الماجستير، هذا الأدب موضوعاً لها، فدرسنا مرحلة النشأة والتطور الأولى للأدب القصصي في العراق، أصبحنا مهيئين لأن نتابع دراسة واقع هذا الأدب في العراق في الفترات اللاحقة.

/ 142