أدب العربی فی المیزان نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أدب العربی فی المیزان - نسخه متنی

شوقی عبد الحلیم حمادة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عدا الرافعي؛ وكانوا يسمونه رجعيا)، وكل
ما عرضه هؤلاء الكتاب من الأدب العربي
القديم إنما كان محاولة لتصوير الأدب
بصورتين:

أ- صورة الشعر الهابط، ممثلا في أبي نواس
وبشار ومجموعة الزنادقة الذين شغل بهم
البعض، أو الشعر الجاهلي الوثني.

ب- أدب السجع والمحسنات اللفظية الذي لم
يكن من الأدب العربي الأصيل، والذي جاء به
الفرس والوثنيات القديمة.
وكانت النظرية الشائعة إبعاد (ابن تيمية
وابن القيم الجوزية) - وكل هؤلاء وغيرهم -
عن مجال الأدب، ووصفهم بأنهم فقهاء، وذلك
حتى يتحرك الشباب المسلم في دائرة مغلقة .
ولقد ظل عمل هؤلاء مقطوع الصلة بالأدب
العربي في امتداده يركز على المناهج
الفرنسية أو المناهج الإنجليزية.
إن هناك مفازة واسعة وقف عندها هؤلاء
الرواد ولم يجاوزها إلا بين حين وحين؛
عندما كتبوا عن المتنبي أو ابن الرومي،
أما من حيت قيام دراسة متصلة شاملة تربط
حلقات الأدب كلها فلم يكن هناك غير
الأسلوب المدرسي الذي يقسم الأدب إلى
عصور.
3- لقد كانت، هذه التجزئة في الأدب مساوية
تماما للتجزئة السياسية التي وجدت بعد
الحرب العالمية الأولى، حيث الدعوة إلى
الإقليمية والوطنية الضيقة، وبذلك أغلقت
الأبواب دون الفهم الصحيح للروابط
الاجتماعية والسياسية والفكرية بين الأمة
العربية من ناحية وبين العرب والمسلمين من
ناحية أخرى، ودعا بعضهم إلى إغلاق الأبواب
في وجه كل ما يسمى عروبة أو إسلاما.
في هذه الفترة الحرجة من تاريخ أمتنا
يتسائل الكثيرون عن (اختفاء الفكر العربي
الأصيل)، ويردونه إلى عجز الأدب (إبان
النكسة والنكبة، وخلال مرحلة 1948م إلى 1967م)
عن العطاء.
وقد أجاب البعض إجابات جانبية وعجزوا عن
أن يفهموا أعماق هذه الظاهرة.
إن الأزمة أكبر من الأدب نفسه، فالقضية قد
انتقلت إلى مجال الفكر الإسلامي بعد أن فشل
الأدباء في الاستجابة الحقيقية للأمة،
وكان أغلب ما قدموه لا يمثل حقيقة هذه
الأمة ولا جوهر فكرها ولا مضمون روحها،
وإنما كان مترجمات ضالة من الفكر الوثني
والمادي.
ولقد حجب في هذه الفترة كل كتّاب الأصالة
حتى ماتوا كمدا بعد أن حجبت آثارهم ومنع
إنتاجهم، وكثيرون غيرهم اعتقدوا أن راية
الإسلام هي المظلة الحقيقية.
إن الأدباء كانوا تابعين لمدارس
وأيديولوجيات ومفاهيم موزعة بين المذاهب
المادية والبشرية، وكانوا يحاولون أن
يتخذوا من القصة وسيلة إلى هدم المقومات،
ويتخذوا من النظْم وسيلة إلى هدم عمود
الشعر، ويتخذوا من البرامج الإذاعية
وسيلة إلى هدم الفصحى وتغليب العامية بما
تحمله من مفاهيم فاسدة.
وكان هذا النتاج كله يدور حول الأحقاد
التي يحملها الشيوعيون والشعوبيون
للإسلام والعرب ولغتهم ودينهم وفكرهم
وتاريخهم، وكانوا يدورون في دائرة ضيقة هي
الهدم والصراع الطبقي.
وكيف يمكن أن يكون هذا أدبا أصيلا؟..
لقد فشل الأدب نتيجة أنه تخلى عن رسالته
وعن أصالته، وعن موقعه الصحيح بالنسبة
للفكر الإسلامي؛ ولذلك فقد كان لابد وأن
يسقط، وأن يقدم الفكر الإسلامي نفسه ليحمل
الأمانة.
إن حركة اليقظة الإسلامية منذ ظهورها
بدأت تعمل على تحرير الحركة الوطنية من
الإقليمية، والأدب من التبعية، وظلت تفتح
الطريق لهذه الأمة إلى الأصالة في منابعها
الثلاث:

1- أسلوب تربية إسلامي بديلا للمناهج
التعليمية الواحدة.

2- الشريعة الإسلامية بديلا للقانون
الوضعي.

3- بناء المجتمع الإسلامي على أساس
الأخلاق والعقيدة .

ولقد كانت كل محاولات الغزو الثقافي
متمثلة في ضرب هذا التيار الإسلامي وحربه
والقضاء عليه؛ لعلمهم بأن ذلك يعنى عظمة
الأمة ومجدها وعزها وكرامتها وحريتها.
أجل! إن الذوق الإسلامي أقرب إلى الحقيقة
وأحلى للسمع وأوسع في المحتوى والمضمون.
إذن يجب علينا - نحن الأدباء العرب
المسلمين - أن نعود من ذوق علماني إلى ذوق
الإسلامي، من ذوق مادي هابط إلى ذوق روحي
شفاف؛ إن الذوق فسد فكيف ننشئ هذا الذوق في
الجيل المعاصر؟..
ومن أين نأتي به؟.. هل نأتي به عن طريق
المؤتمرات والدراسات والمناقشات، أو عن
طريق التربية والتعليم، أو عن طريق
الإعلام ووسائل التبصير والتثقيف ؟..
إن هذه الأساليب طبيعية لابد منها في صوغ
الأفكار والميول والاتجاهات، وفي إثارة
الأشواق والأذواق، بشرط أن تركز هذه
الوسائل كلها على نقطة واحدة هي نقطة

/ 3