أئمة الاثنا عشر .. نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أئمة الاثنا عشر .. - نسخه متنی

جعفر سبحانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

والوجود، فلم تجد آنذاك كل قوى الشرّ
بدّاً من الإختباء في زوايا العتمة
والظلام تتحيّن الفرص السانحة والظروف
الملائمة للانقضاض على هذا البنيان الذي
بدأ يزداد شموخاً وعلوّاً مع تقادم
السنين.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يدرك عياناً أنّ نقطة ضعف هذه الأمّة
يكمن في تفرّقها وفي تبعثر جهودها ممّا
سيمكن من ظهور منافذ مشرعة في هذا البنيان
الكبير لا تتردد أركان الكفر وأعداء الدين
المتلوّنين والمتسترين من النفوذ خلالها
والتسلل بين أهلها، وفي ذلك الخطر الاكبر.
ولذا فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم كان يصرّح ويحذّر من افتراق أُمّته،
ويلوح للمفترقين بالنار والجحيم.
بيد أنّ ما حذّر منه صلى الله عليه وآله
وسلم وما كان يخشاه، بدت أوّل معالمه
الخطرة تتوضح في اللحظات الأولى لرحيله
صلى الله عليه وآله وسلم وانتقاله الى
عالم الخلود، وعندها وجد أعداء هذا الدين
الفرصة مؤاتية للولوج الى داخل هذا البناء
والعمل على هدمه بمعاول اهله لا بمعاولهم
هم.
فتفرّقت هذه الأُمّة فرقاً فرقاً وجماعات
جماعات، لا تتردد كل واحدة من أن تكفّر
الأخرى وتكيل لها التهم الباطلة
والافتراءات الظالمة، وانشغل المسلمون عن
أعدائهم بقتال إخوانهم والتمثيل
بأجسادهم، وحل بالأمّة وباء وبيل بدأ
يستشري في جسدها الغض بهدوء دون أن تنشغل
بعلاجه.
نعم بعد هذه السنين المرة من الفرقة
والتشتّت بدأ المسلمون في أخريات المطاف
يلعقون جراحاً خلّفتها سيوف إخوانهم لا
سيوف أعدائهم في حين ينظر اليهم أعداؤهم
بتشفّ وشماتة.
إنّ ما حلّ بالمسلمين من مصائب وتخلّف في
كافة المستويات اوقعتهم في براثن
المستعمرين أعداء الله ورسله يعود الى
تفرق كلمتهم وتبعثر جهودهم وتمزّق
وحدتهم، ولعل نظرة عاجلة لما يجري في بقاع
المعمورة المختلفة يوضّح لنا هذه الصورة
المؤلمة والمفجعة، فمن فلسطين مروراً
بلبنان وأفغانستان، والبوسنة والهرسك،
والصومال وغيرها وغيرها مشاهد مؤلمة
لنتائج هذا التمزّق والتبعثر.
وإن كان من كلمة تقال فإنّ للجهود المخلصة
الداعية إلى الالتفات إلى مصدر الداء لا
أعراضه فقط الثقل الأكبر في توقي غيرها من
المضاعفات الخطيرة التي تتولد كل يوم في
بلد من بلاد المسلمين لا في غيرها.
ولا نغالي إذا قلنا بأنّ للجمهورية
الإسلامية في إيران ومؤسّسها الإمام
الخميني _ رضوان الله تعالى عليه _ الفضل
الأكبر في تشخيص موضع الداء وتحديد موطنه.
ولعل الإستقراء المختصر لجمل توجيهات
الإمام _ رحمه الله _ طوال حياته ولسنين
طويلة يدلّنا بوضوح على قدرته التشخيصية
في وضع يده على موضع الداء ودعوته الى
الالتفات الى ذلك، لا إلى الإنشغال بما
عداه.
فمن نداء له _ رحمه الله _ إلى حجاج بيت
الله الحرام في عام ( 1399 هجري) قال: ومن
واجبات هذا التجمع العظيم دعوة الناس
والمجتمعات الإسلامية إلى وحدة الكلمة
وإزالة الخلافات بين فئات المسلمين، وعلى
الخطباء والوعّاظ والكتّاب أن يهتمّوا
بهذا الأمر الحياتي ويسعوا إلى إيجاد جبهة
للمستضعفين للتحرر بوحدة الجبهة ووحدة
الكلمة وشعار (لا إله إلاّ الله) من أسر
القوى الأجنبية الشيطانية والمستعمرة
والمستغلة، وللتغلب بالاخوة الإسلامية
على المشاكل.
يا مسلمي العالم، ويا أتباع مدرسة
التوحيد رمز كل مصائب البلدان الإسلامية
هو اختلاف الكلمة وعدم الإنسجام، ورمز
الانتصار وحدة الكلمة والإنسجام، وقد
بيّن الله تعالى ذلك في جملة واحدة:
{وُاعتَصِمُوا بِحَبلِ اللهِ جَمِيعاً
وَلا تَفَرَّقُوا} والاعتصام بحبل الله
تبيان لتنسيق جميع المسلمين من أجل
الإسلام وفي اتجاه الإسلام ولمصالح
المسلمين، والإبتعاد عن التفرقة
والإنفصال والفئوية التي هي اساس كل مصيبة
وتخلّف.
وقال _ رحمه الله _ في كلمة له مع وفد من
كبار علماء الحرمين الشريفين(1399 هجري): رمز
انتصار المسلمين في صدر الإسلام كان وحدة
الكلمة وقوة الإيمان.
لو كان ثمة وحدة كلمة إسلامية، ولو كانت
الحكومات والشعوب الإسلامية متلاحمة فلا
معنى لان يبقى ما يقارب مليارد إنسان مسلم
تحت سيطرة القوى الأجنبية، لو أنّ هذه
القدرة الإلهية الكبرى تقترن بقوة
الإيمان ويسيروا جميعاً متآخين على طريق
الإسلام فلا تستطيع أية قوة أن تتغلب
عليهم.
وأكّد _ رحمه الله _ على مغزى سر انتصار
المسلمين في صدر الإسلام الأوّل رغم قلّة

/ 51