آداب المعنویة للصلاة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آداب المعنویة للصلاة - جلد 2

الإمام روح الله الموسوی الخمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وعند أهل المعرفة قد صدر هذا الكتاب الشريف من الحق تعالى بمبدئّية جميع الشؤون الذاتية والصفاتية والفعلية، وبجميع التجليات الجمالية والجلالية، وليست لسائر الكتب السماوية هذه المرتبة والمنزلة.

وأما عظمته بواسطة محتوياته ومقاصده ومطالبه فيستدعي ذلك عقد فصل على حدة، بل فصول وأبواب ورسالة مستقلة وكتاب مستقل حتى يسلك نبذة منها في سلك البيان والتحرير، ونحن نشير بطريق الإجمال بفصل مستقل إلى كلياته، وفي ذلك الفصل نشير إلى عظمته من حيث النتائج والثمرات إن شاء الله.

وأما عظمة رسول الوحي وواسطة الإيصال فهو جبرائيل الأمين والروح الأعظم الذي يتصل بذاك الروح الأعظم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم بعد خروجه عن الجلباب البشري وتوجيه شطر قلبه إلى حضرة الجبروت وهو أحد أركان دار التحقق الأربعة بل هو أعظم أركانها وأشرف أنواعها لان تلك الذات النورانية ملك موكل للعلم والحكمة وصاحب الأرزاق المعنوية والطاعة الروحانية، ويستفاد من كتاب الله والأحاديث الشريفة تعظيم جبرائيل وتقديمه على سائر الملائكة.

وأما عظمة المرسل إليه ومتحمّـله، فهو القلب التقي النقي الأحمدي الأحدي الجمعي المحمدي الذي تجلى له الحق تعالى بجميع الشؤون الذاتية والصفاتية والأسمائية والأفعالية وهو صاحب النبوة الختمية والولاية المطلقة وهو أكرم البرية وأعظم الخليقة وخلاصة الكون وجوهرة الوجود وعصارة دار التحقق واللبنة الأخيرة وصاحب البرزخية الكبرى و الخلافة العظمى.

وأما حافظه وحارسه فهو ذات الحق جلّ جلاله، كما قال في الآية الكريمة المباركة: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر - 9).

وأما شارحه ومبينه فالذوات المطهرة المعصومون من رسول الله إلى حجّة العصر عجّل الله فرجه الذين هم مفاتيح الوجود ومخازن الكبرياء ومعادن الحكمة والوحي وأصول المعارف والعوارف وأصحاب مقام الجمع والتفصيل.

وأمّا وقت الوحي فليلة القدر أعظم الليالي وخير من ألف شهر وأنور الأزمنة، وهي في الحقيقة وقت وصول الوليّ المطلق والرسول الخاتم صلى الله عليه وآله.

وأما كيفية الوحي وتشرقاته فهي خارجة عن نطاق البيان في هذا المختصر وتحتاج إلى فصل مستقل قد صرفت النظر عنه لطوله.

الفصل الثاني في بيان مقاصد الكتاب الشريف الإلهي ومطالبه ومشتملاته بطريق الإجمال والإشارة.

اعلم أن هذا الكتاب الشريف كما صرّح هو به كتاب الهداية وهادي سلوك الإنسانية ومربيّ النفوس وشافي الأمراض القلبية ومنير طريق السير إلى الله.

وبالجملة، فإن الله تبارك وتعالى لسعة رحمته إلى عبادة أنزل هذا الكتاب الشريف من مقام قربه وقدسه وتنزل به على حسب تناسب العوالم حتى وصل إلى هذا العالم الظلماني وسجن الطبيعة وصار على كسوة الألفاظ وصورة الحروف لاستخلاص المسجونين في سجن الدنيا المظلم وخلاص المغلولين بأغلال الآمال والأماني، وإيصالهم من حضيض النفس والضعف والحيوانية إلى أوج الكمال والقوة الإنسانية، ومن مجاورة الشيطان إلى مرافقة الملكوتيين بل الوصول إلى مقام القرب وحصول مرتبة لقاء الله التي هي أعظم مقاصد أهل الله ومطالبهم، فمن هذه الجهة إن هذا الكتاب هو كتاب الدعوة إلى الحق والسعادة.

وبيان كيفية الوصول إلى هذا المقام ومندرجاته إجمالا ما له دخل في هذا السير والسلوك الإلهي أو عين السالك والمسافر إلى الله، وعلى نحو كلّي أحد مقاصده المهمّة الدعوة إلى معرفة الله وبيان المعارف الإلهية من الشؤون الذاتية والأسمائية والصفاتية والأفعالية وأكثرها في هذا المقصود هو توحيد الذات والأسماء والأفعال، قد ذكر مستقصي بعضه بالصراحة وبعضه بالإشارة.

وليعلم أن المعارف من معرفة الذات إلى معرفة الأفعال قد ذكرت في هذا الكتاب الجامع الإلهي على نحو تدركه كل طبقة على قدر استعدادها، كما أن علماء الظاهر والمحدثين والفقهاء رضوان الله عليهم يبيّنون ويفسّرون آيات التوحيد الشريفة وخصوصا توحيد على نحو يخالف ويباين ما يفسّرها أهل المعرفة وعلماء الباطن.

والكاتب يرى كلا التفسيرين صحيحا في محله لان القرآن هو شفاء الأمراض الباطنية ويعالج كل مريض على نحو خـاص، كما أن كريمـة {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} (الحديد - 3).

وكريمة {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.

(النور - 35) وكريمة {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} (الزخرف - 84).

وكريمة {وَهُوَ مَعَكُمْ} (الحديد- 4).

وكريمة

/ 77