أطفالنا و شبابنا في ظل التربية الإسلامية نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أطفالنا و شبابنا في ظل التربية الإسلامية - نسخه متنی

مرکز آل البیت ( علیهم السلام ) العالمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

معرفة الأمور الكليّة ، مثل التوافق
والتباين والأنداد والأضداد ، فيعقل
الأمور الكليّة الضروريّة بواسطة إدراك
المحسوسات الجزئيّة .
ثمّ إذا استكمل الاستدلال عنده ، فإنه
يتمكن حينئذ من إدراك العلوم الكسبية
بواسطة العلوم الضروريّة .
فظهرمن هذا أن العلوم المكتسبة فرع على
العلوم الكلّية الضروريّة ، والعلوم
الكلّية الضروريّة فرع على المحسوسات
الجزئيّة .
فلهذا ، يتعيّن على الأبوين في ظلّ
التعاليم الإسلاميّة أن يبادروا إلى
تربية أطفالهم وتعليمهم منذ نشأتهم
الأولى .
ومن جهة أخرى ، فإنّ الطفل ـ كإنسان ـ وهبه
الله عزَّ وجلَّ العقل والذكاء ، وخلق فيه
موهبة التعلّم والاكتساب و التلقي .
فهو منذ أن يفتح عينيه على هذه الدنيا
يبدأ عن طريق أحاسيسه بالتعلّم واكتساب
السلوك والآداب والأخلاق ، ومختلف
العادات ، وكيفيّة التعامل مع الآخرين .
فنجد أنّ الأجواء المحيطة بالأسرة وطريقة
تعاملها ونمط تفكيرها ، كلّ ذلك يؤثر
تأثيراً مباشراً وعميقاً في تكوين شخصيّة
الطفل ، وبلورة الاتجاه الذي سوف يتخذه في
المستقبل .
فإن كانت تلك العائلة سليمة ومؤمنة
ومستقيمة وملتزمة بتعاليم الإسلام
السامية ، فإن ذلك سوف يساعد الطفل على أن
يكون فرداً صالحاً وإنساناً طيّباً
وسعيداً .
وإن كانت تلك الأسرة من العوائل
المتحلّلة المنحطة ، فإن ذلك سوف يوفر
الأرضية إلى انحطاط شخصية ذلك الطفل
وخروجه إلى المجتمع فرداً فاسداً مجرماً
شقيّاً .
فلذا جاء في الحديث النبويّ الشريف :

( ما
من مولود يولد إلاّ على هذه الفطرة ،
فأبواه يهوّدانه وينصّرانه ) .
وقد أثبتت التجارب والدراسات العلميّة
التي أجراها الباحثون والمحقّقون في مجال
البحوث التربويّة والنفسيّة ، أن للتربية
أثراً كبيراً ومباشراً في تكوين شخصيّة
الفرد وبلورة أهدافه وميوله ورغباته في
الحياة .
وقد تطابقت هذه البحوث والتحقيقات مع
قواعد الرسالة الإسلاميّة المباركة
وقوانينها التربويّة العلميّة ، فغدت
تأييداً ومصداقاً للتعاليم الإسلاميّة
الحقّة في مجال التربية والتعليم .
فتقول معظم الدراسات التي أجريت في هذا
المجال بأنّ شخصية الطفل تتحد في سِنِي
عمره الأولى ، وفي هذه الفترة تنمو مواهبه
الفرديّة ، وتتكوّن لديه ردود فعل على
الظواهر الخارجيّة ، عن طريق احتكاكه
بالمحيط الذي يترعرع فيه .
وتكتمل هذه الردود وتأخذ قالبها الثابت
في حينه :

( من شبّ على شيء شاب عليه ) .
وفي الحقيقة أنّ للقيم السائدة في
العائلة التي يعيش الطفل فيها ـ سواء كانت
إيجابيّة أم سلبيّة ـ دورا‍ً خطيراً
ومؤثراً في تأطير طريقة تعامله مع الآخرين
.
وقد أثبتت الأبحاث التربويّة أيضاً أنّ
للأجواء المحيطة بالطفل التأثير المباشر
في تكوين نظرته إلى نفسه في هذه الحياة .
فإنه إن لمس الرعاية والمحبّة والعاطفة
السليمة والحنان والاهتمام والتقدير
والتشجيع والمكافأة بين أفراد أسرته ،
تشرق صورته في نفسه و تطيّبها ، وتنمي
قدراته ومواهبه وإبداعاته وابتكاراته ،
وتجعله يشعر بإشراقة مضيئة تشعّ من ذات
شخصيّته فتؤهّله للقيام بدور فعّال في
حياته العائليّة ، ومن ثمّ المدرسية
والمهنيّة فالاجتماعيّة .
وقد أثبتت هذه الدراسات و التجارب أن 50 %
من ذكاء الأولاد البالغين السابعة عشرة من
العمر يتكوّن بين فترة الجنين وسنّه
الرابعة .
وأنّ 50 % من المكتسبات العلميّة لدى
البالغين من العمر ثمانية عشر عاماً
تتكوّن ابتداءً من سنّ التاسعـة .
وأنّ 33 % من استعدادات الولد الذهنيّة
والسلوكيّة والإقداميّة والعاطفيّة يمكن
معرفتها في السن الثانية من عمره ، وتتوضح
أكثر في السنّ الخامسة بنسبة 50 % .
وتضيف دراسة أخرى بأن نوعيّة اللغة التي
يخاطب الأهل أولادهم بها تؤثر إلى حدّ
كبير في فهم هؤلاء وتمييزهم لمعاني الثواب
والعقاب ، وللقيم السلوكيّة ولمفاهيمها ،
ودورهم في البيت والمجتمع .
فلهذا ، نجد أن الإسلام العظيم أبدى
عنايته الفائقة بالطفل منذ لحظات ولادته
الأولى .
فدعا إلى تلقينه الشهادتين ، لكي تُبنى
شخصيّته وفق الأسس الدينية ، والتعامل
الصحيح ، ولكي تترسخ القواعد الفكريّة
الصحيحة في عقله ونفسه .
فقد روي عن الإمام جعفر الصادق ( عليه

/ 15