إیقاعات الزمن الراقص نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إیقاعات الزمن الراقص - نسخه متنی

علی السباعی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

رغم هذا لا يكون ما يفقدونه ضرورة تجعلهم
يخسرون حياتهم. بل يجددونها...
قاطعه زميل آخر قائلاً:
-إن كلامك يا دكتور يقودنا إلى التساؤل
التالي: -ما هي الحياة؟
أوه... الحياة... إن هؤلاء الطلاب وأستاذهم
يعيشون في وهم كبير اسمه: الحياة! إن
الحياة تعني المادة -ثم المكانة المرموقة-
وامرأة حسناء. إنهم يجهدون أنفسهم
بتنظيرات قد دهستها أقدام الزمن، وما فتئت
تطفو على أفواههم من جديد، يرد الدكتور على
زميلي الطالب، وكأنه اكتشف كنز السندباد:
-إن دستوفيسكي يصف الحياة بأنها وقفة مع
كل صورة حلوة ورحلة مع كل صورة معذبة. أليس
كذلك يا أحبائي؟
يا للشيطان! إنني محتاج إلى حفلة راقصة
لأعبر عما يعتلج داخلي من معارك نفسية متى
ستنتهي هذه المحاضرة؟
***
وبانتهائها بدأت الموسيقى تصدح،
اهتزازات، تشنجات، والتواءات أجساد
الفتيات وهن يرقصن على فقاعات الزمن
الجديد، ليبدأ التاريخ يولد من...؟
***
عرس في مقبرة
-كنت أحسب أنني أعيش في عزلة موحشة، كل ما
فيَّ ينتمي إلى الماضي، حتى أنفاسي فإنها
تصدر عن الوحدة المتفردة بداخلي. اكتشفت
من يشاركني وحدتي.
أنظر إلى الشمس الغاربة، كأنها قرص أحمر
ملتهب شرخ حياتي إلى نصفين: -عزلة، وخذلان.
هكذا! عندما أقوم بجولتي في تفتيش المقبرة
خوفاً من عبث السراق، امرأة في عقدها
الرابع. تلف حول وسطها عباءة، بدا جسدها
مترهلاً، تسحب أنفاسها بصعوبة كأنها
قنينة تحشر في الماء عنوة فتطلق فقاقيع
الهواء بعنف، وجدتها تنبش أحد القبور،
نهرتها قائلاًٍ:
-ماذا تفعلين؟
كخفاش مذعور انتفضت، لتقول بصوتها
المخنوق:
-أفزعتني! ألا تراني أتزين لك- في ليلة-
زفافنا..؟
أنظر متلعثماً يميناً وشمالاً لكن ألا
أحد هنا غيري
-أتسرقين قبور الموتى يا امرأة؟
صوبت سلاحي نحوها، وببلاهة قالت:
أصبحت -أنا لا أسرق. فقط! أتزين لك.
مذهولاً بما يجري، تستطرد قائلة بصوتها
الفقاعي الذي يملأ سكون المقبرة ببقبقة
مزعجة:
-تعال شاركني فرحتي في زفافنا، اجلس
بجانبي نشاهد جميع الموتى قد حضروا عرسنا،
وهم يغنون، يرقصون، ويصفقون لنا.
شلَّتني كلماتها، تراخت يدي الممسكة
بالسلاح، لأسمعها تجتزئ بالقول:
-عملت لك سرير الزوجية فوق أحد قبور
أثرياء مدينتنا.
كنت دائماً واقعياً، ولم أحلم قط بأن أكون
خيالياً. جلت نظري متفحصاً، تخترق عيوني
العديد من الهياكل العظمية تصطف على شكل
أزواج، العشرات من الجماجم موزعة على
مواضع منتخبة بإتقان وقد رتبت على شكل
أزواج فوق القبور. علمت ساعتها أن هذه
المرأة تعيش جنوناً يشابه حلقات الخوف
عندما تنداح لتكبر متحولة إلى هوس مدمر،
سحبت حبلاً بجانبها، تراجعتُ مذعوراً إلى
الوراء، أصدرتْ الهياكل العظمية طرطقه
مزعجة بفعل تصادم العظام مع بعضها، قالت
بسذاجة:
-إنها تصفق مرحبة بقدومك.
حاولت استرجاع جرأتي، لم أفلح، نقلت بصري
بينها وبين الهياكل العظمية، الجماجم
التي تحدق بي بمحاجرها الفارغة كأنها صقيع
بارد يجمد الأجساد فلا تبقى سوى النظرات
البليدة، ارتفعت القعقعة تصدر من حولي
تزعزع يقيني بما أشاهد، تحسست وجهي، قرصت
يدي بقوة تأكدت أنني لم أكن أحلم، والشمس
بانحدارها نحو الغروب تترك صبغتها
الحمراء كالدم تعتمر بها قمم القبور، لم
يبق بداخلي جزء إلا وارتجف، راح جسدي
يتصبب عرقاً غزيراً، داهمني شعور بأن نذير
شؤم ستحمله الساعات القادمة، ارتفع صوتها
كالانفجار:
-سنزف خلال لحظات.
أغمض عينيَّ لإراحتهما، أشعر بأن قلبي
السجين يقف أمام فرقة الإعدام منتظراً
موته، أنتفض فزعاً، يداها ذات القبضتين
الوحشيتين تعتصراني بقوة، وددت البكاء
نعم! البكاء لما أنا فيه من تمزق. لعنت
اليوم الذي عملت فيه حارساً للمقبرة، رن
صوتها وسط شعوري بالضعف والوحدة:
-لأول مرة في حياتي أشاهد عريساً غير سعيد
بزواجه؟
رفعتني بعيداً عنها، لتقول:
-لماذا خطبتني؟
أختنق صوتها بداخلها، راحت شفتاها
ترتجفان بشدة، عيناها السوداوان
الوحشيتان تهطلان دموعاً مخضبة بالكحل،
أحسست بأنني كطائر البوم وحيد إلاّ من:

/ 23