إلى أين يتجه عالم اليوم؟ - إلی أین یتجه عالم الیوم؟ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إلی أین یتجه عالم الیوم؟ - نسخه متنی

موسی الزعبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إلى أين يتجه عالم اليوم؟

موسى الزعبي

دراسة

تمهيد

ما من أحد يتجاهل أننا نعيش، في مطلع القرن الحادي والعشرين، حقبة من القطيعة، والتصدع، ومن إعادة تركيب عام للقوى الجيواستراتيجية ـ وكذلك الصور الاجتماعية ـ والقطاعات الاقتصادية، والعلائم الثقافية. حقبة تُخَلِّفُ الإنذارات والاضطرابات في كل مكان، بالأمل الكبير وبـ "نظام دولي جديد". وهذا وكما نعلم، فقد وُلِدَ ميتاً، كما هو عليه الحال في الوقت الحاضر. ويتساءل البعض، فيما إذا كانت مجتمعاتنا تتوجه نحو الفوضى، كما كان عليه الأمر في الحقبات السابقة.

فيمكن لكل واحد أن يقدر أن الريبة، قد أصبحت اليقين الوحيد؛ منذ فجر الألف الثالثة. وبأن نوعاً من الشؤم العالمي يتدفق في جو من التذمر العام، ومن خيبات الأمل.

فبعد أكثر من أربعة عشر عاماً على سقوط جدار برلين، وأكثر من ثلاثة عشر عاماً على حرب الخليج، الثانية، وقريباً من العام من احتلال العراق، وبعد تصدع الاتحاد السوفياتي، فإن التفاؤل بمستقبل جديد يسود فيه العدل والسلام قد انتهى إلى الفشل الذريع. إذ ينظر المواطن في كل مكان، وهو يتفحص المستقبل، ويستشف الأحداث، فلا يجد سوى الرعب، عند رؤية صعود قوى الفوضى والشذوذ في كل مكان إلى مواقع المسؤولية وأخذ عمر كوكبنا الأرضي، حيث نجد أنفسنا في منطلقه، أخذ يبدو كأنه أصبح مجهولاً، ومليئاً بالأخطار وبالتهديدات.

لقد سعى الغرب بإصرار، خلال عقود من الزمن، على العمل إلى انهيار الأنظمة الشيوعية وتدمير الاتحاد السوفياتي. وأصبح من المفروض أن يصبح الجو العام، جو عدل، وفرح بالانتصار المزعوم، بعد أن تحققت تلك الأهداف. لكن لم يتحقق أي شيء من هذا. فقد تحول ذلك الانتصار المفاجئ، إلى درجة ما يشبه القلق؛ "فنحن الآن، أمام عالم، أكثر غموضاً، ومن أي وقت مضى" حسبما اعترف بذلك، روبرت غرافز (ROBERT GRAVES) المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية (CIA).

فكيف تم الوصول إلى ذلك؟ لقد وضعت الاضطرابات في السنوات الأخيرة المجتمعات على مفترق طرق، جوهرية، في المجالات المتعدّدة أو في المجالات الأكثر تنوعاً. وأخذت الفوضى الواسعة تشوش المشهد الجيوسياسي، منذ نهاية الحرب الباردة، وأخذ الكل يتساءل إلى أين يتجه العالم. إنه يريد أن يفهم. ماذا يجري؟ ولماذا وصل العالم إلى هذه المآزق وما هو دور الإنسان الواعي وكيف يكون لمتابعة الحضارة الإنسانية؟

لقد تحقق المواطنون من عجز الحكام السياسيين أمام تحليل وتوضيح أبعاد وطبيعة الأزمة المعاصرة. إذ ما من أحد يبدو أنه على قدرة أن يتحقق من وجود مبدأ يصلح، للعصر الجديد، الذي دخله العالم، بعد انهيار النظام الشيوعي. وبأنه يحقق لهذا العالم أشكالاً جديدة من التفكير لتحقيق السلام والعدل.

فقد جرت أحداث ذات مدى واسع، على المستوى العالمي، منها توحيد ألمانيا، واختفاء الأنظمة الشيوعية في بلدان شرق أوربا، وانهيار الاتحاد السوفياتي "حيث لا تزال الأسباب مُلَغَّزَة"، وأزمات الأمم المتحدة، وتفرّد الولايات المتحدة بالشؤون الدولية، وإلغاء العنصرية في جنوب أفريقيا، وانتهاء "الحروب الضعيفة الشدة" السلفادور، نيكاراغوا، أنجولا، أفغانستان، كامبودجيا، العراق... إلخ". وقيام تبدلات جذرية في بعض المناطق، مثل إثيوبيا، غينيا، الجزائر، والتشيلي، ونهاية نظام موبوتو في الكونغو ـ زائير... كما جرى الاعتراف المتبادل بين الفلسطينيين، والكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، لكن ذلك، لم يتحقق من حيث الواقع، ثم النهضة الصينية، وعودة هونغ كونغ للصين، وبروز الهند كقوة إقليمية ذات أبعاد متزايدة... إلخ. أحداث أخرى. ذات وتيرة أبطأ، لكن ذات أبعاد ضخمة، مثل متابعة بناء أوربا، وممارسة نفوذ حاسم من قبلها، على التدفق العام في الحياة السياسية العالمية، أحداث سلاسل من القلاقل المتزايدة.

/ 204