إعجاز قرآنی علمی أم مجرد ملاحظات ساذجة یعرفها کل أحد؟ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إعجاز قرآنی علمی أم مجرد ملاحظات ساذجة یعرفها کل أحد؟ - نسخه متنی

إبراهیم عوض

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فيه بأنه تبيان وتفصيل لكل شىء، وأنه ما من
شىء إلا وهو موجود فى آياته.
إن القرآن إنما يتحدث عن ماء عذب سائغ
شرابه، لكن هذا القول شىء، والقول بوجود
بحار عذبة شىء آخر! ذلك أنه من الخطورة
بمكان على البشر أن يعتقدوا فى مثل هذه
الأشياء، فشرب الماء المالح فى الواقع من
شأنه أن يجعل الشخص عرضة للجنون... ومما لا
ريب فيه أن البحث فى القرآن عن الحقائق
العلمية هو أمر ليس فى صالحه، وبخاصة إذا
وضعنا فى الاعتبار ما قلناه قبلا من أنه
إذا استمر البعض فى الزعم مع ذلك بوجود
إشارات علمية فى القرآن، فينبغى أن نقف
ذات الموقف من الأسطورة البابلية، وهو ما
يترتب عليه أن القرآن لم يُوحِ فى هذا
المجال بشىء، وأنه لم يزد على أن ردّد ما
قالته تلك الأسطورة قبله بما يزيد على
ثلاثة آلاف عام! وهكذا نجد أنفسنا قد وصلنا
إلى نفس النتيجة، ألا وهى أن الآيات
القرآنية لا تقدم لنا شيئا آخر غير
الملاحظة البسيطة لإحدى الظواهر
الطبيعية.
وفى الختام نحب أن نؤكد أنه خلافا لما
يؤكده بعض المفسرين المسلمين فإن قراءة
تلك الآيات يترتب عليها جهل وتخليط من
شأنه، إذا نظرنا إليه على أنه معجزة
علمية، الإضرار حتى بحياة الإنسان (جرّاء
الاعتقاد بوجود بحار ذات ماء عذب). ولكن
إذا أصر البعض مع ذلك على أن يَرَوْا فى
هذه الآيات كشفا علميا، فعليهم فى هذه
الحالة أن ينظروا إلى الحكاية البابلية
بنفس العين... وهكذا تُخْتَزَل المعجزة
القرآنية الوحيدة فلا تعدو أن تكون تكرارا
لما سبق أن قاله الآخرون من قبل...".
* * *
وأول كل شىء نفعله بعد أن ترجمنا ما قاله
الكاتب هو أن نبين الأخطاء المعرفية
والمنهجية التى وقع فيها:

فقد ذكر أن فى
كتاب الله ثلاثة مواضع تتحدث عن حاجز يفصل
بين بحرين عذبٍ وملحٍ يلتقيان دون أن يقع
بينهما مع ذلك أى تمازج، وهى:

الفرقان/ 53،
وفاطر/ 12، والرحمن/ 19-21. ونظرة سريعة إلى
الآيات التى استشهد بها تدلنا على أنه لا
توجد فى سورة "فاطر" أية إشارة إلى الحاجز
المذكور، إذ الكلام فيها مقصور على
الاختلاف الملاحَظ بين ماء البحر وماء
النهر. ومع ذلك فهناك فعلا نص ثالث فى
القرآن الكريم يشير إلى وجود مثل هذا
الحاجز لم يذكره الكاتب، ألا وهو قوله
تعالى فى الآية 61 من سورة "النمل":

"أَمْ
مَنْ جعل الأرضَ قرارا، وجعل خلالها
أنهارا، وجعل لها رواسىَ، وجعل بين
البحرين حاجزا؟ أأله مع الله؟بل أكثرهم لا
يعلمون"، فهذه واحدة.
أما الثانية فهى مقارنة الكاتب بين ما جاء
فى الأسطورة البابلية وما ذكرته النصوص
القرآنية، والخروج من ذلك بأن القرآن لم
يأت بشىء جديد، فها هى ذى الأسطورة
البابلية قد سبقته منذ بضعة آلاف من
الأعوام إلى هذا الذى قال. والواقع أنه لا
وجه للمقارنة بين النصين، فالحكاية
الخرافية تتحدث عن خلاف بين الماء المالح
والماء العذب استتبع رفع الماء العذب إلى
طبقات الجو العليا وتحويله إلى أمطار.
فأين فى القرآن ما يمكن أن نقارن به هذا
الكلام؟ إن القرآن يتحدث عن إجرائه تعالى
البحر والنهر بما يؤدى إلى التقائهما،
ولكن دون أن يطغى أحدهما على الآخر. وهذا
شىء مغاير تماما لما جاء فى الخرافة
البابلية، وهو من الوضوح بمكان، ولا أدرى
كيف سقط الكاتب الهمام فى هذه الغلطة! ثم
هل الماء العذب مقصور على طبقات الجو
العليا؟ فماذا نقول فى الأنهار والجداول
والآبار والعيون إذن؟
وهنا نأتى إلى الخطإ الثالث الذى ارتكبه
المؤلف، وهو ما فهمه من أن الآيات
القرآنية تتحدث عن التقاء بين النهر
والبحر دون أن يتم بينهما امتزاج، وهذا
الزعم أيضا لا وجود له فى القرآن. القرآن
يقول إنه قد جعل بين البحرين (أى البحر
والنهر) حاجزا أو برزخا يمنعهما من طغيان
أى منهما على الآخر، لكنه لم يقل إنه لا
يحدث بينهما امتزاج عند اللقاء. وسوف أوضح
هذا المعنى فيما بعد، لكنى أحب أن أركز هنا
على أن الكاتب قد نسب للقرآن ما لم يقله
القرآن! لقد فهم النصَّ القرآنىَّ خطأً أو
اعتمد على ترجمةٍ فهم صاحبُها ذلك النصّ
فهمًا خاطئًا، فكان أَنْ خطّأ القرآن
الكريم، والقرآن من الخطإ براء! وقد يكون
تعمَّد هذا تعمُّدا!
وهناك خطأ رابع وقع فيه الكاتب أيضا، وهو
محاسبة النص القرآنى على أساسٍ من فهم بعض
المفسِّرين المسلمين كما قال. ولعله يقصد
د. موريس بوكاى الطبيب الفرنسى المسلم
الذى فسّر الآيات القرآنية المذكورة على
أساس أن المقصود بالبحرين هما دجلة
والفرات من جهة، والخليج العربى من جهة
أخرى، وسوف أعود إلى هذه النقطة لاحقًا
(انظر موريس بوكاى/ القرآن الكريم
والتوراة والإنجيل والعلم/ دار

/ 12