إضاءات علی الاستشراق الروسی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إضاءات علی الاستشراق الروسی - نسخه متنی

فاطمة عبد الفتاح

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الدكتورة: فاطمة عبد الفتاح
إضــــاءات على الاسـتشـراق الروسي
* دراســـــة *
المقدمة
إن الاستشراق معرفة ذات جوانب متعددة،
وإن أحد جوانب هذه المعرفة الأساسية كان
الفضول المعرفي الذي هدف إلى دراسة الآداب
العربية الإسلامية، والمجتمعات التي
أنتجت هذه الآداب والحضارة الإسلامية،
وبالتالي فإننا عندما نتحدث عن الاستشراق
فإننا لن نتحدث عن شرق هندي أو شرق صيني،
إننا نتحدث عن الشرق العربي المسلم.
لقد كانت إحدى إشكاليات المعرفة
الأوروبية الغربية، أنها كانت تمتلك
المنهج العلمي الموضوعي في النظر إلى
مشاكل الغرب لكنها لم تكن تمتلك مثل هذا
المنهج الموضوعي في التعامل مع الشرق
العربي الإسلامي وآدابه وحضارته، بل
اعتبر الغرب الأوروبي نفسه وصياً على
العلم والمعرفة والحضارة، وكان يتعامل مع
الشرق المسلم من خلال النظرة التي أنشأها
الاستشراق الأوروبي الغربي عن الشرق
العربي الإسلامي وحينئذٍ انتفت
الديمقراطية، التي تعتبر أساس الحضارة
الغربية ومارس الغرب الطغيان والفوقية في
نظرته إلى الآخر، إلى الشرق المسلم، إن
الحديث عن الاستشراق الروسي، يأتي في جانب
منه لتبيين أن هذا الاستشراق الروسي، لم
يقع في فخ الاستشراق الغربي المسيس، والذي
كان أسبق من الاستشراق الروسي في الظهور
زمنياً، وأنه غالباً، كان الفضول المعرفي
الإنساني هو الذي يحكم هذا الاستشراق، ومع
وجود الفارق الزمني بين الاستعراب الروسي
والاستشراق الأوروبي الغربي، إلا أننا،
لا نجد مبرراً كافياً، لأن يغمط هذا
الاستعراب حقه في تسليط الضوء عليه
ودراسته دراسة وافية، كتلك التي حظي به
الاستشراق الغربي، سواء من قبل الأوربيين
الغربيين أنفسهم أو من قبل الباحثين
العرب. ويبدو أن هذا التجاهل للاستعراب
الروسي، قد انطلق من الجهات الاستشراقية
الأوروبية الغربية، إذ غالباً ما وُصِفَ
هذا الاستعراب بأنه لا قيمة له، وازداد
هذا التجاهل في فترة الاتحاد السوفييتي،
ولاعتبارات أيديولوجية بحته، تم اتهام
هذا الاستعراب بأنه ينفذ سياسة الحكومات
في الوقوف إلى جانب شعوب العالم الثالث،
والمشرق العربي المسلم جزء من شعوب هذا
العالم، كما تم تجاهل الاستعراب الروسي من
قبل الأوساط العلمية العربية الإسلامية
نفسها، ولست أدري هل هي عقدة التفوق
الأوروبي الغربي، والتي كرسها الغرب،
وبأنه وحده الجدير بالاهتمام والدراسة
والأخذ بآرائه وأحكامه العلمية بما فيها
الاستشراقية، أو أن (الإلحاد) الذي كان في
صلب الأيدلوجية السوفياتية كانا من
الأسباب التي جعلت العلماء العرب
المسلمين ينأون عن دراسة هذا الاستعراب
وتسليط الضوء عليه وعلى جهوده العلمية، أم
أن هذا الاستعراب نفسه لم يمارس دعايته كما
فعل نظيره الأوروبي الغربي، عبر المنابر
المختلفة.
في هذه الدراسة أحاول أن ألقي بعض الضوء
على الاستعراب الروسي، وعلى الدور الذي
قام به العلماء والباحثون الروس في فهم
آداب الشعوب العربية الإسلامية ودراسة
حضارتها، وبالتالي الإنسان الشرقي
المسلم، الذي أبدع هذه الحضارة وهذه
الآداب، وكيف تكونت الشخصية العربية
الإسلامية في وعي الإنسان الروسي عبر
استعراب العلماء الروس، آملةً أن أكون قد
فتحت طريقاً يستطيع الباحثون سد الثغرات
التي لم أستطع تداركها.
مفهوم الاستشراق:
لقد تباين مفهوم الاستشراق واختلف بين
المستشرقين الذين لهم باع طويل في هذا
الحقل المعرفي، وبين المفكرين العرب
الذين أبدوا اهتماماً واسعاً بالاستشراق
خاصة بعد صدور كتاب أدوار سعيد (الاستشراق)
بطبعته العربية عام 1981، وإن كان اهتمام
الباحثين العرب بالاستشراق لا يعود في
بداياته إلى كتاب إدوارد سعيد وإنما سبق
ذلك مقالة أنور عبد الملك (الاستشراق في
أزمة)، والتي نشرت في مجلة ديوجين عام 1963،
ومن ثم في (الجدلية الاجتماعية) في باريس
عام 1971 ثم في مجلة الفكر العربي عام 1983،
ودائماً قُدَّمَ الاستشراق، وهنا لم يتم
الحديث إلا عن الاستشراق الأوروبي
الغربي، على أنه انتاج النظرة الأوروبية
العنصرية تجاه الشرق، هذه النظرة التي
تفترض حق الهيمنة والسيطرة على الشرق
بداعي التفوق الأوروبي في الوقت الذي كان
يعاني فيه من العجز نتيجة الاستعمار
الأوروبي الغربي له، فقام المستعمِر
بتوصيف المستعمرَ وإنشائه حسب مايحلو له
ويخدم مصالحه، وكرس هذا الوصف في وعي
الإنسان الأوروبي الغربي لأجيال عديدة.
يرى إدوارد سعيد الاستشراق أنه (أسلوب من
الفكر قائم على تمييز وجودي (أنطولوجي)
ومعرفي (أبستمولوجي) بين الشرق ((وفي معظم

/ 31