إضاءات علی جدار الذ کری نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إضاءات علی جدار الذ کری - نسخه متنی

عوض سعود عوض

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

[IMAGE: 0x08 graphic] إضاءات عَلى جِدار الذ
ِّكْرَى
عَوض سعود عَوض
إضاءات عَلى جِدار الذ ِّكْرَى
* قصص *
من منشورات اتحاد الكتاب العرب
[IMAGE: 0x08 graphic] دمشق - 2001
في وداع مدينة حبلى
الطائرات تعبر الأجواء، رائحة القصف تملأ
رئتيَ، يردد الصدى الألحان الجنائزية.
يطلق النهار زفيره. يغلق بوابات النور،
تتحول الأبنية إلى ركام. ترقد المدينة على
جراحها، تتخبط بدمائها. أتجه إلى البحر
ملاذي الأخير، موعدي مع من أحب هناك حيث
الصخرتان المتجمدتان وسط مياهه.
هبطتِ تجرين جدائلك، البحر يدفع أملاحه.
آه ما أجملك وأنت تنشدين! ما أجملك وأنت
تلونين شفتي! سأحتوي نيرانك وخصبك، فأية
قصيدة لاتبرعم لعناقنا، نثر رخيص. لن أدعك
تبحثين عن يد ملوثة تشدك، تكتب بدمك رسائل
عشق.
أمد يدي، تمدين، غير قادرين على المصافحة.
كيف أغادر بلا وداع؟ ماذا نقول للعشاق الذي
حلموا بحب كحبنا؟!
- - -
لا أعرف ما الذي دفعني إلى حب يضج بالحياة
والموت معاً. الذكريات تكشف أصالة ماضينا.
يمطر الحاضر أكواماً من الغبار والدخان
والكتل الإسمنتية. تقضم الوحوش ما تبقى من
شعاع.. صمت بارد، بدأتِ تعيدين ترتيب
أفكارك. انشقت الجدران، فإذا الشمس
تتهاوى، إضاءات تتلوها انفجارات. أهذه
ليلة القدر أم الغدر؟! يرهق السهر أجفاني.
أصلي وأفتح يديّ بالدعاء!
ألملم ملفاتي. أذرو رماد الكلمات في
شوارعك الحبلى، أبحث عنك، أراك في كل
جميل، سمعتُ صراخك. تتنازعك الأفكار.
حاولتِ الخروج من جحيم الموت. ضج جسدك
بصرخات الوجد، وفردت شعرك خيمة ترد
الضباع.
- - -
حزنت العصافير وكفت عن الطيران والتغريد.
ثمة من يشاركها فضاءها. نسيت السماء
أحباءها، تخلت عن نجومها ومجراتها. نسي
البحر حضاراته. يلملم قوته، ينهض شاحباً
غير قادر على الصمود، ينام على وسادة من
الماء.
استل الفجر أنواره، بكى جداول من تراب
وطين.. حلمتُ أن أرى قوامك. عينيك ومض جراح
وتناويح ترتلها للريح. الضبع قذف ماءه في
الهواء. غسلوا وجوههم وساروا خلفه. حملوا
نعوشهم وهم يستنشقون الروائح الواخزة.
- - -
لقاؤنا في الزمان والمكان الذي اخترته،
لا تخلفين الموعد. انتظرتك ربع ساعة أخرى،
يوماً آخر علك تأتين، فأنا بأشد الحاجة
إلى حنانك وأنفاسك الطيبة.. مشغولة بتعداد
هزائمنا، تضيفين واحدة إلى هزائمنا
المبكرة. تتمنين أن تكون الأخيرة. لن
تستسلمي ما زلت تؤكدين أنك الأجمل، البتول
العصية.. الشمس وحدها تعرف كم ذرفت من دموع!
وكم جففتْ مناديلك فيضانات!
مع الغروب يرتسم التحدي. تحتضنين الهدير،
كيف ينعمون بالشمس ومصباحك بلا زيت. كتلة
دخان خرجت من رحم جهنم. تدفع من يقف تحتها
إلى سرير الموت.
عند الصباح تغيب البرتقالة وسط الخراب،
كل شيء إلى انطفاء، الدخان، الغبار،
الضباب، في الذاكرة عشرات الخرائط
والشوارع. الهوية المثقوبة الضائعة، من
يلتقطها وسط النزف والانتحار؟!
- - -
جئت إلى الموعد، شعرت بآلام في بطنك، باتت
حركتك بطيئة. الطرق مغلقة، صرخت من الوجع،
وضعت يدك على بطنك ولذت برمال الساحل.
توشحت بالأحزان، تمضين الدقائق. تعدّين
الزمن ثانية ثانية. يتوزع الغمام في صدرك
وفي ثنايا دماغك، تقتربين من المياه
الزرقاء. الكتل تتشكل سوداء. يتسع الغضب،
تتالى الاستغاثات.. نظرت إلى الأعلى،
الشمس غطت جفونها، فركتِ عينيك لتزيلي
الأتربة. الكتل المنطلقة إلى السماء تصيبك
بالرمد وتحجب الرؤية والنور. ارتفع المد.
مسحت بيدك على بطنك. السماء تمطر. التقطت
بقايا ملابسك ومضيت إلى بيتك. وجدته يضحك
فاتحاً قلبه وذراعيه للصواريخ.. فتشت عن
صندوق ثيابك، بحثت بين الأنقاض، لم تبارحي
البقايا حتى عثرت على ثوب طويل، كان لأمك
ذات يوم، لبسته وسترت جسدك.
- - -
كانت الحياة عادية، أيام تتوالد، نهارات
متشابهة، وليال تمضي سهر ونوم. طلعت بوجهك
الصبوح، وحبك الذي أعاد تشكيل ذاتي. رميتُ
خلف ظهري عفونة الماضي. صرت إنساناً
جديداً. عاشقاً، عصفوراً مغرداً. سرت
الرعشة، الأيدي تلتهب، تتشابك الأنامل،
عيوننا تضيء، نبني الأحلام. كل ما حولنا
يحسّ بالأمان، البحر طفل يحبو، يرشنا
بالرذاذ وهو يبتسم.
أغلقت ذاكرتك، الماضي تجسد في كيانك

/ 29