أدب الکتاب نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أدب الکتاب - نسخه متنی

أبو بکر محمد بن یحیی الصولی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وأنزل الله في ذلك آية الدين وهي أطول آية
في القرآن.
وقد سمعت بعض من حرم فضيلة الكتابة يقول:
لو كانت الكتابة فضيلة، لكانت في رسول
الله صلى الله عليه وسلم. وهو لا يدري أن في
ذلك فضلاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
ونقصاً لغيره، لأن الكفار إدعوا عليه أنه
يحسن الكتابة، وأنه يتعلم ما يأتي به في
القرآن من أهل الكتاب، وكتبه فهو يقرأه،
ويأتي بتفسير شيء منه، ويشرحه بلسانه، وهو
صلى الله عليه وسلم ما قرأ ولا كتب قط، ولا
هيأ الله له طلب ذلك، ولا عرف بتعلمه لما
أراده جل وعز من الاختصاص بالرسالة،
وإيضاح الحجة، على من زعم أنه يكتب. ألا
ترى إلى حكاية الله عز وجل لقول الكفار:
"اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلاً"، ما
كذبهم عز وجل وجعل من أفضل صفاته عليه
الصلاة والسلام قوله: "النبي الأمي"، فقال:
"فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي". وقال:
"الذين يتبعون الرسول النبي الأمي".
وليس هذا الكتاب والفوائد فيه معمولاً
لتابع دون متبوع، ولا خامل دون نبيه، ولا
محروم دون محظوظ. ولا ينبغي لمن رفعته حال،
وساعده جد، وهو يؤنس من نفسه تقصيراً في
الأدب، وتخلقاً عن صناعة الكتابة، أن يغتر
بحظه، وإقبال الأيام عليه في وقت، فإنها
دول منقلبة وأحوال متصرفة، وليتلاف ما
ضيع، ويستدرك ما فرط، ولا يتكل على
كفاءته، مشتغلاً بلذته، ومريحاً قلبه
وجسمه، مستعيراً في كل وقت عليهم، ومتكلاً
على كفاءتهم، ينام ويسهرهم، ويفرغ
ويشغلهم.
فإن هذا الفعل إنما يحسن بالرؤساء إذا
أشرفوا على العلم، واستفلوا بالصناعة،
وعرفوا ما يحتاجون إليه من أمر الكتبة
وحفظوه. فعند ذلك تشرف عندهم أنفسهم،
ويحسن بمن عندهم استقامتهم، حتى تحملوا
عنه ما هو أعلم به منهم، ولا يكونوا أسراء
في أيديهم، ولا مضطرين إلى ما عندهم. وقد
قال بعض الحكماء: "كل شيء يمكن أن يستعار
إلا اللسان" وقال: من خدم السلطان بلا علم
واستقلال، وتجربة وكمال، كان بمنزلة راكب
فيل صعب، وسابح في بحر قد جف". ومع ذلك فإن
الأتباع إذا أحسوا من الرؤساء بتفويض
إليهم، على قلة علم منهم، واضطرار إلى
كفاءتهم، ولم يحس الأتباع منهم حسن مجازاة
على جميل إفادتهم، سوء مكافأة على قبيح
أفعالهم، حتى يستوي عندهم محسنهم،
ومسيئهم وخائنهم وأمنهم، وكافئهم
وعاجزهم؛ انتقل الأمين عن مر الوفاء إلى
حلاوة الخيانة، وازداد الخائن بصيرة فآثر
الإضرار، وقصر الكافي عن إتعاب النفس وكد
الانتصاح؛ فقد يرى الأمين صنيعة فيخون،
ويرى الخائن جرماً فيعف، فيضطرب عند ذلك
الحبل، وينشر الأمر، وتنعكس مساوئ قوم
محاسن آخرين.
قال أبو بكر: وإنما ذكرت هذا الفصل، لأرغب
أهل هذه الصناعة الشريفة، في الإقبال
عليها، وإنفاق بعض العمر في طلبها، فإنها
من أجل ما كد فيه الفكر، وقطعت به الأيام.
وقد استعمل اللفظة التي حكيتها - أعني
إنفاق بعض العمر - شاعر من الأزد فقال:
هزئت عميرة إذ رأت ظهري انحنى * وذؤابي علت
بماء خضاب
لا تهزئي مني عمير فإنني * أنفقت فيكم شرتي
وشبابي
وفيه غناء في طريق الثقيل الثاني. وليس
يجب لمن صفر من هذه العلوم أن يدع التعلم
آيساً من الاستفادة، مولياً عن الاستزادة.
فربما كان الإنسان مهيأ الذهن لحمل العلم،
قريب الخاطر، متقد الذكاء، فيضيع نفسه
فإهمالها ويميت خواطره بترك استعمالها،
فيكون كما قال علي بن الجهم:
والنار في أحجارها مخبوءة * ليست ترى إن لم
يثرها إلا زند
وإنما أخذه من قول الأول:
أنا النار في أحجارها مستكنة * متى ما
يهيجها قادح تتوقد
ومثل قوله:
أنفقت فيكم شرتي وشبابي
ما أنشدناه ابن ذكوان القاسم بن إسماعيل
قال: أنشدنا أبو مجلي السعدي لحضرمي بن
عامر يعاتب عوف بن عبد الله في أبيات:
تجود أسباب المودة بيننا * حديثاً وأسباب
المودة تخلق
لعلك يوماً أن يسؤك أنني * قريب ودوني من
حصى الأرض مخفق
وتنظر في أسرار كفيك هل ترى * لها خلفاً
مما يفيد وينفق
هذا مثل يضرب للنادم قال الأعشى:
فانظر إلى كف وأسرارها * هل أنت إن أوعدتني
ضائري
ومنه قول الله عز وجل: "فأصبح يقلب كفيه
على ما أنفق فيها". وقد روي عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه قال: "قريش أهل الله وهم
الكتبة الحسبة". وروي عن كعب الأحبار، أنه
قال: "إنا لنجد قريشاً في الكتاب الكتبة
الحسبة ملح الأرض". وروي في تفسير قوله
تعالى: "ويعلمهم الكتاب والحكمة" قال: يعني
القرآن لا الخط قال الشاعر:

/ 66