أوقفنی الورق، وقال لی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أوقفنی الورق، وقال لی - نسخه متنی

عبدالقادر الحصنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عبد القادر الحصني
أوقفني الورق، وقال لي:
كتابات
تقديم
وقبل... هذه أوراق فيها شيء مما كتبت من
النثر، وقد جاء بين الخاطرة والمقالة
والنصّ، يحمل بعضاً من أفكاري في الحياة
في ترامياتها المختلفة في المجتمع
والسياسة والأدب والشعر.
هذه الأوراق رأيت جمعها في كتاب لأن
الموضوعات والأفكار التي حملتها تتقاطع،
وتتداخل، وتتشابك، ويتناسج من مجملها ما
يشي بالرؤية التي أراها في مناحي متعدّدة.
وإنّني إذ أقدّمها للقارئ لأرجو أن يجد
فيها بعض ما لم تستطع تجربتي الشعريّة أن
تقوله... وأن يجد فيها ما يستحقّ النظر
والتأمُّل، وربما الحوار أيضاً..
عبد القادر
دمشق ـ أيار 2005
.. حلمت بالشمس
الحياة أقوى
"يريدون ضمن الأبجدية حصـرنا
ونحن الحياتيين لا نعرف الحصرا".
بهذا البيت من الشعر للشاعر وصفي قرنفلي
أفتتح معجباً بروحه المتمرِّد على
المستقرِّ الساكن والشاطئ إلى القلق
المضرِب المضطرِم المتجدِّد، منحيِّاً
معنى قريباً أول؛ يرى إلى مشكلة بين
الشاعر واللغة. فما اختار الشاعر
الأبجديّة، هنا، محطاً لبرمه وضيقه إلا
لأنها المنظومة الأمسُّ به كونها مادة
شعر، فما بالك بغيرها مما هو أبعد؟
الأبجديَّة، إذاً، لم تكن مقصودةً
لذاتها، بل كان مُعَبَّراً بها عن كلّ ما
استقرّ، واستتبَّ، واعترى التعامل معه
الحرفيّة والتقليد والجمودُ حتى ترسّب،
وتكلُّس.
ولا أظنّ أن شاعرنا كانت تغرب عنه حكاية
أبي العلاء المعرّي مع الطفل حين قال:
"وإنّي وإن كنت الأخيرَ زمانه
لآتٍ بما لم تستطعه الأوائلُ".
وعلى مثل هذا المحمل أحمل أيضاً قول وصفي
قرنفلي:
أٍسعد الناسِ مهمِلٌ
مهمَلٌ، ماله أحدْ
أبيض النفس كالضحى
لم يلوِّثه معتقَدْ"
فالمهملُ المهمَلُ الأبيضُ، هنا،
مُعَبَّرٌ به عن المستقلِّ الحرْ الطليق
المسرَّح، ولكنَّنا نعرف أن شاعرنا كان
ملتزماً ومنافحاً ضدّ الظلم والاستغلال
وصاحب العقيدة أيضاً.
ألقى الشاعر وصفي قرنفلي عليّ بظلاله
عشية عودتي إلى الجريدة التي أحبّ
(الأسبوع الأدبيّ)، وانتابتني ثنائيات من
مفارقات: (النص، الشخص)، (الكتاب، المكتب)،
(القصيدة، المؤسّسة)، تمتزج همومها بحنين
إلى الورق الذي يسكب عليه الكتّاب
والأدباء نور عقولهم ورعشات وجدانهم،
وإلى اللقاء الدائم بهم (اعتراني إحساس أن
أقول "بكم" على الرغم من سياق النصّ),... هذا
إلى رغبة في أداء أفضل جوهره الحيويّة
والتجدّد، مجاراة لوردة الحياة التي لا
تكفّ عن التفتح، وتوسُّماً لأفق واعد يرى
ثراء الاختلاف وغنى التناقض الصاعد،
ويتوخى (تابعاً) رياضياً للفعل الثقافي
ينداح على (مجال تعريف) أوسع.
* *
حلمتُ بأنني عصفور ذهبيّ، وأنّ ملكاً
شاباً طيّباً يشكو إليَّ سوراً ضخماً بناه
أسلافه لتحصين بلده، ولكنهم بالغوا في
إحكامه وإغلاقه حتى صار يصدّ الأعداء
والأصدقاء، وبالغوا في إعلاء مداميكه حتى
صار يحجب الشمس، ويمنع الهواء...
طلب إليّ ذلك الملك أن أعينه على خلخلة
هذا السور الضخم.
قلت: نحن معشر العصافير الذهبية لا قبل
لنا بهدم الحصون ونقض الأسوار، ثم ما الذي
جعلك يا مولاي تختارني لمهمة كهذه لا
تتناسب وحجمي الضئيل وقوتي المحدودة..
وعندك في المملكة رجال أشدّاء وآلات
جبّارة؟
قال: أولئك الرجال بآلاتهم الجبارة صاروا
جزءاً من ذلك السور، فهم بناته وسدنة
استمراريته.
قلت: ولماذا لا يخطر في بالك أني قَدْ صرت
واحداً منهم؟
قال: جناحاك اللذان يرفرفان في الأعالي،
وحبك الحرية.
قلت: ولماذا لا تحافظ أنت على هذا السور
كما فعل أسلافك؟
قال: دعني من أسلافي.
أنا ابن الناس، ولدت كما يولدون، وتعلّمت
كما يتعلّمون، وعملت كما يعملون..
أريد أن أعيش كواحد منهم، وأريد أن أموت
كواحدٍ منهم أيضاً.. ثم إن هذا السور يسجن
ولا يحمي.
قلت: إذا كانت الأسوار لا تحمي، فبأي شيء
يحتمي الناس؟ وكيف يمتنعون على عدّوهم؟
قال: الناس من الآن فصاعداً أقوياء بما

/ 54