أمریکا المستبدة الولایات المتحدة و سیاسة السیطرة على العالم «العولمة» نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أمریکا المستبدة الولایات المتحدة و سیاسة السیطرة على العالم «العولمة» - نسخه متنی

Michel Bugnon-Mordant؛ ترجمة: حامد فرزات

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

Michel Bugnon-Mordant
ترجمة: الدكتور حامد فرزات
أمريكا المســتبدة
الولايات المتحدة وسياسة السيطرة على
العالم «العولمة»
L'AMERIQUE TOTALITAIRE
Les Etats-Unis et la maîtrise du monde
أمريكا الشمولية
الولايات المتحدة وسياسة السيطرة على
العالم «العولمة»
بطاقة شكر
إلى كل من ساهم بالتشجيع وبإعداد وبتصحيح
وبطباعة هذا الكتاب وخاصة اللواء موسى
الزعبي والأستاذ رضوان تللو والدكتور
يوسف الحاج أحمد والآنسة ريدة القنواتي
وابنتي شذا.
مقدمة
قد يستغرب البعض، وخاصة المسحورين
بالنظام الأمريكي، عنوان هذا الكتاب
ويقولون إن مثل هذه الصفة تطلق عادة على
الأنظمة الديكتاتورية. وأمريكا لم تعرف
نظاماً ديكتاتورياً بل ربما كانت دائماً
مثالاً لظاهرة ما يعرف بتداور السلطة. لكن
سرعان ما يزول هذا الاستغراب عندما نعلم
أن من يطلق هذا العنوان هو غربي النـزعة
والانتماء، ونكتشف كيف أن هذا الكتاب يعرض
وقائع تاريخية طالت حريات وحقوق الشعوب لا
يقدم على ممارستها إلا الدول المتمرسة
بالاستبداد.
لقد عملت الولايات المتحدة منذ تأسيسها
كما يعرض الكاتب على فرض سيطرتها وإرادتها
على دول العالم في كل المجالات الاقتصادية
والعسكرية والسياسة والدبلوماسية
والثقافية والفنية غير أبهة بالآخرين
وبالصديق قبل العدو.
علينا ألا ننسى أيضاً أن الولايات
المتحدة كانت الوريث الشرعي للدول
الاستعمارية التي عرفها العالم في
القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، مثل
إنكلترا وفرنسا وأسبانيا والبرتغال
وهولندا، وما كادت الأمم الأوروبية تنجز
انتحارها في حربين عالميتين أدتا إلى
تمزيقها وإنهاكها حتى فرضت أمريكا
سيطرتها العسكرية عبر جيوشها والسيطرة
الاقتصادية السياسية عبر ولاء الحكومات
المنهكة والمهزومة، ثم بالطبع سيطرتها
الاقتصادية عبر مؤسسات دولية تحتل فيها
الموقع الأساسي وشركات متعددة الجنسيات
وهي ما «تفضله» على الاحتلال العسكري حيث
كانت دائماً تظهر أنها لا تلجأ لأي عمل
عسكري إلا تحت شعار «إقامة الديمقراطية
وحماية المواطنين وحماية المصالح
الأمريكية». ولا ترسل أمريكا جيوشها إلا
بعد أن يصبح المتقاتلون في الرمق الأخير،
كما حدث في الحربين العالميتين حيث كانت
بالبدء تحتل مقاعد المتفرجين بل
المستفيدين من جني المنافع فكان
الأمريكيون يرسلون للمقاتلين مقابل الدفع
نقداً المؤن والأسلحة، وكما فعلت بالسابق
في أمريكا اللاتينية تدخلت الولايات
المتحدة باللحظات الأخيرة للحفاظ على
النظام العالمي وعلى التوازن الكوني
وأنجزت هذه السيطرة العسكرية والاقتصادية
في الفصل الأخير من الانتحار عندما سقط
جدار برلين بعد سنوات من التيه والتخبط
وعدم الوضوح في الرؤية، وهكذا ما كان
حلماً أصبح حقيقة.
لقد بدأ الصراع بسبب الشطط والغطرسة لدى
الأمم الاستعمارية التي رفعت شعار فرق تسد
وانتهت بترتيب العالم على الطريقة
الأمريكية التي أضافت لفنون السيطرة
فنّاً آخر أعطي في بدايته اسم بّراق وجذاب
فهو ما كان يعرف بالعولمة تارة أو
بالمثاقفة تارة أخرى.
لقد فهمت الإدارات المتعاقبة على السلطة
في الولايات المتحدة بأن التحكم بالعالم
لا يكفيه فقط امتلاك القوة العسكرية
الضاربة والهيمنة على أسواقه وحكامه بل هو
بحاجة لوسائل أخرى تصل إلى إخضاع جميع
أفراده حتى تنتهي عملية الاستلاب على
وجهها الأكمل فلم تكتف بإخضاع النفوس بل
أرادت إخضاع الرؤوس أيضاً، وذلك عن طريق
محو وإبادة ذاكرة الشعوب، فطالت هيمنتها
عالم الاتصالات والسينما والتلفاز
واللباس والجنس والطعام والشراب
واللغة……، وقد قام الكاتب بعرض هذا
الجانب بأسلوب شيق.
إن تبني الليبرالية المتطرفة كعقيدة
تجارية واقتصادية هو الذي فرض هذه
السياسات التي تهدف إلى محو ذاكرة الشعوب.
كلنا نعلم أن الغاية الأولى والوحيدة لهذه
الليبرالية هو انفتاح الأسواق أمام
البضائع الأمريكة دون أية حواجز دفاعية
لحماية المواطنين المحليين، ونعلم أيضاً
أن أصحاب هذه العقيدة يملكون هدفاً واحداً
فقط ألا وهو جني المنافع والأرباح والمال،
وكل الوسائل يُسمح باستخدامها لتحقيق هذا
الهدف دون أي رادع. وخلال صعود الليبرالية
الجنوني أدركت الولايات المتحدة أن
التنوع السياسي والجغرافي والتاريخي في

/ 108