أفراح ليلة القدر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أفراح ليلة القدر - نسخه متنی

عبدالكريم ناصيف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أفراح ليلة القدر
- روايــــــــــة -
-
عبد الكريم ناصيف
أفراح ليلة القدر
- روايــــــــــة -
من منشورات اتحاد الكتاب العرب
1999
[IMAGE: 0x08 graphic]
البريد الالكتروني:
Enternet : aru@net.sy
Email : unecriv@net.sy
".. وما أدراك ما ليلة القدر؟ ليلة القدر
خير من ألف شهر".. كان أبو ديبو يرتل في سره
وهو يحمل معوله ويمضي إلى حاكورته التي
تتكئ على نهر تورا جنوباً وشارع المالكي
شرقاً.
"تنزّل الملائكة والروح فيها بأمر ربهم من
كل أمر. سلام هي حتى مطلع الفجر" تابع وهو لا
يدري لم أفاق وكل ما في ذهنه سورة ليلة
القدر.. وما كانوا يروونه، وهو طفل، عن ابن
حارتهم الذي طلعت له ليلة القدر فتمنى على
الله "عزاً يدوم ومالاً يعوم ونسلاً إلى
يوم القيامة يقوم "وصار بعد ذلك في أعلى
المراتب، أمواله لا تأكلها النيران...
ذريته في كل مكان..
أهو حلم رآه لكنه لا يستطيع تذكره؟ هو لا
يدري. كل ما يدريه أنه أفاق على صلاة الفجر
وكل شيء من حوله سلام.. عناء الأمس، عذابات
اليوم، هموم الغد كلها بدت وكأنها تلاشت
دفعة واحدة.. صفاء في ذهنه، سلام في نفسه..
سلام من حوله.. هكذا أفاق وكأنما تنفتح
أمامه صفحة جديدة من الحياة، صفحة بيضاء
لا لطخة فيها ولا شائبة.. توضأ، صلى الفجر..
أم ديبو ما زالت نائمة، لم يوقظها... ولماذا
يعكر ذلك السلام؟ ثم خرج يتنسم أنسام الفجر
وقد جاءت عليلة.. تحمل شيئاً من رطوبة
الندى، إنعاش الغوطة وبرودة البادية..
"آه، لو تطلع لي ليلة القدر "تمتم متنهداً
وهو يضرب بمعوله التربة، وحيداً خالي
البال لم يفكر بعد بعذابات اليوم ولا هموم
الغد.. ثم لم يرفع رأسه إلا وقد وقع على
عينه أول شعاع للشمس. نظر إلى الشرق فإذا
به مثلما تنبجس من فوهة البركان حممها
الأولى حمراء لاهبة، كانت الشمس تنبجس من
الأفق حمراء لاهبة أيضاً..
بتوجس وخوف نظر أبو ديبو إلى القرص
المتوهج وهو يعلم كم يحمل من قيظ وحر وكم
عليه أن يتحمل من ذلك القيظ والحر ليوفر
القوت لمن في بيته من أفواه جائعة. "لكن ما
لهم الأولاد لا يفيقون؟ "شرع يتساءل وهو
يرفع رأسه عن الأرض متوقفاً عن الحفر
ناظراً إلى البيت ذي الغرف الطينية
الثلاث. أم ديبو تخرج من غرفة المؤونة يهيب
بها أن أيقظي الأولاد فتسرع إلى الداخل بعد
أن ترمق الشمس بنظرة فاحصة. - ديبو!! فهد!!
شاهة!! أميرة! راحت تنادي وهي تطل برأسها
فاتحة هذا الباب ثم ذاك.. هيا.. انهضوا..
الشمس الضحى وأنتم نيام.. هيا.. أبوكم
يناديكم.. لحظة من لحظات السعادة تعيشها أم
ديبو وهي توقظهم كل صباح ثم لا تتركهم إلا
وهم ينسلون إلى الحاكورة واحداً إثر
الآخر، فاركين أعينهم، متمتمين بكلمات
الاحتجاج والتذمر. "جيل عجيب حقاً! "تمتمت
أم ديبو وهي تتجه إلى الحظيرة هازة رأسها،
ساخرة. "يريد أن يأكل دون أن يعمل!! العطالة
منى نفسه والبطالة قرة عينه أطعمه لا
يشبع، كلمه لا يقنع.. لكأنه من نسل البغال
"لكن أم ديبو أسرعت تكتم ضحكة "كيف ذاك
والبغال لا تتناسل؟ هي وحدها من حيوانات
الأرض كلها عقيمة، لا تحمل ولا تلد؟"
أم ديبو ناقمة على أولادها قليلاً، آسفة
على حظها كثيراً، فهي مذ تزوجت ابن
النايفة، سيف الدين، الذي كان الناس
جميعاً يدعونه سيفو، والفقر لها بالمرصاد.
والده كان غنياً يملك الحواكير والبساتين
وحين تقدم لخطبتها لابنه حسدتها
الكثيرات، لكن ما ان صار على فراش الموت
حتى تبين أنه لم يعد غنياً ولم يعد يملك
الحواكير والبساتين. أقوال كثيرة رددها
الناس عن سبب ذلك، لكن ما الفائدة والفأس
وقعت في الراس؟ ماضي أبي سيفو، مكانته
الاجتماعية، اريحيته، كل ذلك كان قد اخفى
حقيقة ما وصل إليه. بل إن أم ديبو لم تعلم
أنها تزوجت رجلاً فقيراً إلا بعد أن جاءها
ابنها البكر. بعدئذ بدأت الولادات تترى:
صبي، بنت، بنت، صبي إلى أن سجلت الرقم الذي
تنغلق به الدائرة، اثني عشر بطناً خلال
خمسة وعشرين عاماً. لكن الموت كان يقف
بالمرصاد. منجله يحصد ما تلد بطريقة فظة.
واحد يعيش، اثنان يموتان. وهكذا لم يعش من
الاثني عشر إلا أربعة مخلفاً ذلك في الصدر
قلباً مجرحاً ليس فيه مكان لحراب أو نبال،
ورحماً مستنزفة في البطن لم يبق فيها مكان
لبنات أو صبيان. لكن حتى الأربعة الذين
ظلوا لم يشف واحد منهم غلها. ديبو لم يصل
إلى الصف السادس إلا بشق النفس ثم شق عصا
الطاعة وأبى أن يتابع مؤثراً البطالة
والتسكع على تعب الدروس ووجع القلب. فهد
وصل إلى الصف الثامن لكن المراهقة جاءته

/ 161