أغنية الصياد الصغير نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أغنية الصياد الصغير - نسخه متنی

محمد شاكر السبع

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

-أنت لن ترضى بحدوث مذبحة بسبب شرشف عتيق
مليء بالقاذورات.
لانت لهجة الممرض أيضاً:
-لكن هذا الشرشف مسجل بذمتنا.
-لو خرجت من هذا المكان فسترى سيارة
وتابوتاً والكثير من البطانيات.. سنعيد
إلى ذمتكم هذا الشرشف القذر حالما نصل إلى
السيارة.
-في هذه الحالة سأرافقكم.
تقدم الرجال الأربعة الحاملين الشرشف من
طرفيه، يتبعهم أخوتهم الخمسة والممرض
الذي أصر على أن لا يتخلى عن الشرشف.
تقدموا في الممر بسيقان أوهنها حزن يومين
ثقيلين. في الباحة الكبيرة أمام قسم
الطوارئ التي بدت وكأنها كانت حديقة كبيرة
فيما مضى، لكن البنايات الصغيرة المتقاربة
والممرات الإسمنتية التي كونت ما يشبه
شبكة من طرق السابلة ثلّمت هذه الحديقة.
رأى الممرض مثلما رأى الأخوة التسعة سيارة
صغيرة يستقر على سقفها تابوت وحولها يقف
ثلاثة أو أربعة من الرجال. تقدم أطول
الرجال وكان ذا بشرة سوداء داكنة نحو
الأخوة التسعة. سأل بهدوء:
هل مات؟
بكى حاملو الشرشف.. هز رأسه متمتماً:
-ليرحمه الله.
تلك الباحة التي ما زالت تنتصب فيها نخلات
متباعدات امتلأت فجأة برجال ونساء وأطفال
كما لو أنهم سقطوا من الفضاء ممتلئين بحزن
سماوي ثقيل. خلال الدقائق الثلاث أو
الأربع التالية لم يظهر من السيارة سوى
سقفها، فالحزانى أحاطوها من كل جانب. حين
رفع الأخوة التسعة التابوت من الأرض إلى
سقف السيارة ظهر ممرض عملاق ضخم الجسم وذو
وجه يشبه وجه النمر:
-إلى أين؟.. أيها اللصوص، تأخذون الجثة إلى
أين؟
بعد أن وضع الأخوة التسعة التابوت على سقف
السيارة استداروا نحوه، ووقفوا كمتراس
بينه وبين السيارة. تدخل ممرض الردهة
مخاطباً النمر:
-لم يعيدوا شرشف المستشفى.. لفوا الجثة به
ووضعوه في التابوت.
لم يعر النمر لممرض الردهة أي اهتمام. نظر
إلى المتراس البشري الذي تكورت قبضات
أيديه، أيديه التي ما زالت ساكنة برغم
توترها. ما كان بمقدور هذا النمر المتدرع
بملابس المستشفى البيض أن يخيف هؤلاء
الأخوة التسعة، وما كان قطيع من النمور
ليفعل ذلك. لكن هذا النمر الأبيض ما كان
يعرف ذلك، وما كان ليعرف ذلك أبداً، لذلك
قال:
-تأخذون جثة من مستشفى بهذه البساطة؟..
أتعتقدون أنكم في سوق خضروات؟..
أنزلوها..
سأله الرجل الطويل ذو البشرة الداكنة:
-ماذا تريد أن تفعل بها؟
وجد النمر مَنْ يوجه إليه الكلام:
-سآخذها إلى صالة التشريح.. لا بد أن نعرف
أسباب الوفاة.. ربما هناك جريمة…
قاطعه الرجل الطويل:
-إذن، ماذا كانت تفعل في مستشفاكم طوال
يومين؟.. النار شوتها وأنتم سلختم جلدها،
ثم تأتينا أنت لتقطّعها بمناشيرك
وبلطاتك؟.. لن أدع أحداً يمزق ملّوكي..
لم يتزحزح النمر الأبيض، خلال ذلك ظهر
الكثير من الرجال الذين يرتدون الملابس
البيض والذين أحاطوا بالمتجمهرين حول
السيارة مكونين طوقاً متماسكاً. أيقن
الجميع أن معركة على وشك الوقوع. لكن ثلاثة
مفوضي شرطة خرقوا الطوق:
-ماذا؟.. ما الأمر؟
سأل المفوض الأطول قامة خلال ما كان يمر
عبر المتجمهرين. أجاب أحد الإخوة التسعة:
-كدنا نقتل نجرس لنسترد ملّوكي، وهذا
الرجل يريد أن يأخذه إلى غرفة التشريح
ليقطّعه يا وليد.
-لن يأخذ أحد ملّوكي إلى أي مكان.
سقط فك النمر الأبيض. قال للمفوض وليد:
-أنت رجل قانون ومكانك معي و…
قاطعه المفوض وليد:
-لسنا الآن أمام قانون، وإنما أمام شاب
ميت. يجب أن نحترم الموتى يا رجل.
-كيف يخرج ميت من المستشفى من دون شهادة
وفاة؟
وضع المفوض وليد ذراعه على كتف النمر وجره
بعيداً عن المتجمهرين:
-من أين تستخرج هذه الشهادة؟
أجاب النمر الذي فقد أنيابه ومخالبه:
-من موظف الإحصاء .
-لنذهب إلى هذا الموظف.
-لكن..
-لا تعترض كثيراً.. هيا.
اكتشف نمر المستشفى أن المفوضين الآخرين
يسيران وراءهما مباشرة. أيقن أن المفوضين
الثلاثة انتهوا من إلقاء القبض عليه. أيقن
أن هذه البدلات الخضر الثلاث والنجوم
البيض الصغيرة الملتصقة بالياقات حاصرت
روحه الباسلة التي استمدت، خلال فترة
طويلة جداً، عزيمتها من وراء غموض وغرابة

/ 56