اعلام و اعمال في الفكر و الثقافة و الأدب نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

اعلام و اعمال في الفكر و الثقافة و الأدب - نسخه متنی

عمر بن قينة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

للإغارة على (صنهاجة) بأشكال مختلفة من
الإغراء، تسهيلاً، في الرحلة وتلويحاً
بالمغانم، فكانت من آثار الحملة الهلالية
الخراب الذي لحق (القيروان) عاصمة (صنهاجة
الشرقية) سنة (449هـ/ 1057م) فنزح منها سكانها،
وفرّ (المعز) نفسه إلى (المهدية) شرق
القيروان على الساحل التي كانت تحت ولاية
ابنه (تميم). وهو المحيط المتأزم الذي عاشه
(ابن رشيق) بكل آلامه، وانتهى به أخيراً
إلى الهجرة نحو (صقلية) وهي التي استقبلت
(ابن رشيق) فاراً في أثر صديقه الشاعر
الناقد (ابن شرف) فوجدا نفسيهما في وضع لا
يقل سوءاً عن سابقه، فاقترح (ابن شرف) على
(ابن رشيق) الهجرة إلى (أندلس) حيث ملوك
(الطوائف) التي أضاعته، فأجابه:
ممّا يبغضني في أرض أندلس
سماع مقتدر فيها ومعتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها
كالهر يحكي صولة الأسد
وهذا "مما يعكس طبيعة التمزق التي عمت،
فملأت النفوس يأساً وضيقاً، وفرضت حذراً
وحيطة، كما ترجم ذلك كلام (ابن شرف) في
حديثه لابن رشيق.
إن ترمك الغربة في معشر
قد جبل الطبع على بغضهم
فدارهم ما دمت في دارهم
وأرضهم ما دمت في أرضهم
وهو الإحساس نفسه الذي مارس ضغوطه بعد ذلك
على (الشريف الإدريسي) صاحب (نزهة المشتاق)
في (صقلية) التي خرجت من يد المسلمين، فقال
في حيرة وألم وحسرة:
ليت شعري أين قبري
ضاع في الغربة عمري
... أما (ابن رشيق) فقد عثر على قبره في
(صقلية) فمات في قرية (مازرة) بعيداً عن
الأرض التي أنجبته وأحبها وكتب فيها آثاره
المختلفة"(4).
ولد في (المسيلة) ونشأ، واشتهر وألف
في(القيروان) ولقي ربه في (صقلية) سنة
(456هـ/1063م) تاركاً عدة آثار، في اللغة
والأدب والنقد والتراجم أهمها أربعة
أعمال مجموعة:
1-"قراضة الذهب"(5)، كتيب صغير الحجم، عني
فيه بالسرقات الأدبية.
2-"أنموذج الزمان في شعراء القيروان"(6)..
3-"العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده"(7).
4-"ديوان ابن رشيق"(8).
وإن كان (قراضة الذهب) مجاراة سريعة لما
بات متداولاً في (نقد الشعراء) فإن
(الأنموذج) استمرار لتقليد علمي فكري سليم
في حضارتنا العربية الإسلامية، ضمنّه
تعاريف برجال شعر ممن عرفوا في (القيروان)
على أيامه، بينهم النازحون إليها من مدينة
(المسيلة) ذاتها، مع نماذج مختارة لهم،
فكانوا (مئة شخصية) واسمه هو تمام المئة في
نهاية الكتاب، بالصفحة: (439).
ولم يرد من بين قائمة الشعراء سوى امرأة
واحدة هي (خديجة بنت أحمد بن كلثوم
المعافري) المسماة (خدوج الرصفية) قال عنها
يومئذ "هي شاعرة حاذقة مشهورة بذلك في
شبيبتها، وقد أسنّت الآن وكفت عن كثير من
ذلك"(9).
أما "العمدة" فهو عمل رزين غني بالأفكار،
والآراء، والنظريات والنماذج النقدية
الأدبية، عليه قامت شهرة (ابن رشيق)، فوصفه
(ابن خلدون نفسه في مجال النقد بالانفراد
بهذه الصناعة التي "أعطاها حقها ولم يكتب
فيها أحد قبله ولا بعده مثله".
والكتاب يقع في مجلدين اثنين، حظي بتأني
المؤلف، في تصديه لقضايا الشعر بما فيها
(السرقات) التي لامسها في (القراضة) وإلى
جانبها قضايا النثر، وأخبار الكتاب
والشعراء، ووظيفة الشعر وأركانه، وألفاظه
ومعانيه، وعيوبه، فضلاً عن الأبواب
المعروفة: كأنواع البديع، والإيجاز،
وحدود التشبيه، والرمز وسواه، زيادة عن
موضوعات الشعر: وأعلامها: مثل النسيب،
والرثاء، والفخر، والوعيد والاعتذار،
فيتوقف عند أسماء معينة كثيراً، وعند أخرى
قليلاً.
فهو كتاب نقدي بلاغي، تاريخي أدبي يبقى
أهم ما أنجز في النقد بالمغرب العربي
القديم، لا تزال له أهميته وحيويته في
النظرية الشعرية، خصوصاً، وفي الدراسات
النقدية والأدبية عموماً في الوطن العربي.
في مجال الشعر كتب (ابن رشيق) في أهم
(الأغراض) الشعرية، وقد شجعته حياة
(البلاط) لدى (المعز بن باديس) الذي قربه
إليه، وكان ثالث ثلاثة لهم صيتهم الشعري
والنقدي في بلاط (المعز) إلى جانب (ابن شرف)
و(عبد الكريم النهشلي)(10). كتب في أهم
الأغراض وفي مقدمتها: المديح، والرثاء
بشكل متميز، أهم ممدوحه (المعز بن باديس):
معزّ الهدى لازال عهدك دانياً
وزينت الدنيا لنا بحياتكا
وحين توفي (المعزّ) في (المهدية) سنة (454هـ/
1062م) بعد فراره إليها من الاجتياح الهلالي
للقيروان (449هـ/1057م) رثاه بقصيدة يقول فيها
عنها:
ما كان إلا حساماً سلّه قدر

/ 50