أضواء مشرقة من السيرة الذاتية والجهادية للحوراء زينب(عليها السلام) - أضواء مشرقة على حياة السيدة زينب (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أضواء مشرقة على حياة السيدة زينب (ع) - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أضواء مشرقة
من السيرة الذاتية والجهادية للحوراء
زينب(عليها السلام)

المقدمة

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام
على خير البريّة المصطفى محمّد وعلى آل
بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين.
لقد سجَّل التاريخ في صفحات من نور أسماءً
لرجال عظام ونساء عظيمات، فلم يخل عصر من
العصور من النساء اللاتي وقفن الى جانب
الرجال في المواقف العصيبة، وساهمن
مساهمات فعَّالة في دعم الحركات الجهادية
والفكرية، كما لم تخل الحركات السياسية
على امتداد التاريخ من مواقف لنساء صعدن
الى المشانق وهنَّ يزغردن من أجل نصرة
الحقِّ والمبادئ.
ولقد إمتازت بعض النساء دون غيرهنَّ
بمميّزاتٍ خصَّهُنَّ بها الله سبحانه
وتعالى، ومنحَهنَّ من الفضائل والخصائص
والمواهب دون سائر البشر. حيث كانت تلك
المواهب علامةً لهنَّ من الباري عزَّ
وجلَّ، وآيةً منه على تفوّقهنَّ
ورفعتهنَّ، على سواهنَّ من النَّاس.
الحوراء زينب(عليها السلام)، هي إحدى تلك
العظيمات في التاريخ، فقد بانت جوانب
حياتها مشرقة بعد أن رضعت من ثدي الوحي،
وترعرعت في أحضان النبوَّة، وخُصَّت
بتلكم التربية الروحانيّة، ونشأت نشأةً
قدسيّة، فتجلببت جلابيب الجلال والعظمة
وتألّقت في سماء الإنسانية، فهيمنت على
دنيا العقيدة والجهاد.
ولقد سجَّل لها قلم الحياة صفحاتٍ غرّاء
باهرة في جميع الآفاق، في: نسبها
وشخصيّتها، وخصالها ومواقفها، ومكارمها
وآثارها المباركة على الحياة الإسلاميّة
إلى يومنا هذا، وإلى ما يشاء الله عزَّ
شأنه.
ولقد جسَّدت الحوراء زينب(عليها السلام)
أروع مواقف الصمود، ورباطة الجأش وقوة
الشكيمة وأعلى درجات الصبر والجلد في أكثر
الظروف العصيبة، وأثبتت عن حقّ كيف يمكن أن
تكون المرأة قائدة ً وراعيةً وكافلةً
ومجاهدة ًبكل ما لكلمة الجهاد من مدلول
ومعنى.
فكل ما قامت به دروس وعبر يليق بالمرأة
المسلمة أن تحتذي وتحتفي بها وتجعلها
نبراساً ومنهاجاً لها في كل مناحي حياتها
وتوجهاتها خصوصاً في أعمالها الإجتماعيّة
وأنشطتها السياسيّة والفكرية.
وبالرغم من أنَّ أرباب التاريخ قد كتبوا
العديد من كتب السيرة وأخبار الرجال
وتعرضُّوا أيضاً لأخبار النساء، ؛ فإنَّ
التاريخ لم يغبن رمزاً كبيراً وإسماً
ساطعاً في التاريخ العربي والإسلامي
مثلما غبن الحوراء زينب(عليها السلام)،
حيث ذكرها المؤرخين بأسطر قليلة أو بصفحات
لا تفي بالغرض المطلوب، لولا التفاتة بعض
العلماء الأعلام كالعلامة السيد عبد
الحسين شرف الدين العاملي والشيخ محمد
جواد مغنية في كتابه >مع بطلة كربلاء<،
والسيدة بنت الشاطئ >عائشة عبد الرحمن< في
كتابها >بطلة كربلاء< الذي يعد من أجمل
المراجع التاريخية وأكثرها ثراء ووصفاً
لحياة الحوراء زينب(عليها السلام)،
بالإضافة الى آخرون من الكتَّاب
المعاصرون الذين ذكروا الحوراء(عليها
السلام) هنا وهناك، مع أننا لم نزل نطمح
لكتاب تاريخي شامل يؤرخ بحق جميع جوانب
الحوراء زينب(عليها السلام).
ولقد
أحببت أن أسلط الضوء في كتابي هذا على بعض
الجوانب المهمَّة من حياة هذه المرأة
الشجاعة، التي نذرت نفسها لإحياء النهضة
الحسينية بكلّ ما أوتيت من قوة ورباطة
جأش، وبكلّ ما تمتلك من بلاغة وبيان،
لتأسس أرقى مدرسة فكرية وسياسية وتبليغية
في تاريخ الإنسانية؛ ولهذا فقد جعلت هذا
الكتاب خلاصة لدورها البطولي والجهادي
ونهضتها الفكرية والتبليغية في واقعة
الطف الأليمة مع تسليط الضوء على جوانب من
حياتها الشخصية، وضمَّنته فصولاً أربعة:

الفصل الأول: الحياة الشخصية..

الفصل الثاني: الخصائص المعنوية..

الفصل الثالث: المواقف البطولية
والجهادية..

الفصل الرابع: الحركة الإعلامية
الزينبية..

أسأل الباري تعالى أن يوفقني لخدمة أهل
البيت (عليهم السلام) وإحياء تراثهم
الثري، من خلال إبراز أدوارهم التاريخية
العظيمة، الغنية بجميع درجات الكمال،
والمتضمنَّة لكلّ معاني التضحية والفداء،
كما سنلاحظ ذلك من خلال تسليط هذه الأضواء
المشرقة على حياة بطلة كربلاء الخالدة
عقيلة الطالبيين الحوراء زينب(عليها
السلام).
آملاً أن ينتفع القارئ الكريم مما جاء في
طيات هذا الكتاب، وأن يكون هذا العمل
المتواضع ذخراً لي في يوم لا ينفع فيه مال
ولا بنون ...
?وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ

/ 32