أسرار التخييل الروائي نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أسرار التخييل الروائي - نسخه متنی

نبيل سليمان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ومع التشديد أيضاً على أن تقوم محاولة فض
الأسرار كمحاولة صياغة الأسئلة والأجوبة
ـ في حضور النصّ، وهذا ما ضاعف الحرص على
عرض النصّ. ولعله من فضل القول أن تبويب
النصوص تحت عنوانات الفصول، لا يعني أن
ليس في مدونة فصل ما يتصل بسواه، وإنما هي
الغلبة قد مالت بنص إلى فصل. كما حرصت
القراءة على ألا يحرمها التبويب من تناول
أمر ما في نصٍ ما، لا يؤطره الفصل. وكل ذلك
إنما يشير إلى جماع القراءة في نهاية
الكتاب، إذ تتجدد الأسئلة والأسرار، ولكن
بعدما انعجنت بالنصوص، كما انعجنت النصوص
بها.
نبيل سليمان
اللاذقية /2005

الفصل الأول
الرواية العربية
من شرك المحلية / العالمية إلى الكونية
الفصل الأول
الرواية العربية
من شرك المحلية ـ العالمية إلى الكونية
ينهض بحث محمد برادة (الرواية العربية:
الكونية أفقاً)^(^^) بتشغيل عدد من
المفهومات، أهمها:
العالمية ـ الخصوصية ـ ما بعد
الكولونيالية ـ الأصولية ـ الأدب العالمي
ـ الرواية الكونية.. لكن المفهوم الرئيس
والحاسم هو: الكونية. ويبدو أن الباحث قد
عوّل في درجة جلاء وتشغيل هذا المفهوم في
بحثه، على أبحاث سابقة له. ومن هنا أحسب أن
العودة إلى تلك الأبحاث، فضلاً عن تقليب
القول في (الكونية) هو البداية الأوفى
لمحاورة الباحث في: (الرواية العربية:
الكونية أفقاً).
ففي بحثه (التعددية والكونية
وانعكاساتهما على ثقافة المتوسط) ^(^^) كتب
محمد برادة أن مصطلح (كونية universalisme) قد عرف
تحليلات وتعديدات عديدة بوصفه يؤشر على
مذهب يطمح إلى البحث عن توافق كوني. ومن
المقولات الأساسية لـ (الكونية) يعدد
الباحث: التقدم، العقل، التضامن، وهي
المقولات التي اهتزت جراء التحولات
الكونية، بالترابط مع الأزمة الحادة التي
تعتور علاقة السياسي بالثقافي.
ويذهب الباحث مع رشارد إلى أن الكونية
الأخلاقية هي من ابتكار الشعوب الغنية،
بهدف التستر على الأغراض السياسية. كما
يشدد الباحث على ارتباط طموحات الكونية
بالأهداف السياسية والأيديولوجية.
فالكونية الأحادية والكونية السلبية هي
إمبريالية ثقافية تعتمد ـ بعبارة خوان
غويتسولو التي يستعيرها برادة ـ (أصولية
تكنو ـ علمية). لكن المآل قد أفضى، رغم ذلك
كله، إلى أفق كوني "يتوفر على مسار آخر
قوامه احترام الاختلاف والابتعاد عن
المركزية الأحادية".
وفي بحثه (التعددية وتأثيرها على الحقل
الثقافي العربي)^(^^) يكتب برادة أن المفهوم
"حزمة من الإمكانات والعراقيل وقد انخرط
في عالم معيش". وهذا ما يبدو عليه بحق
المفهوم في بحث (الرواية العربية: الكونية
أفقاً). أما الكونية في البحث السابق
فتقترن بالتعددية التي يراها الباحث "أحد
مكونات الصيرورة، وتضطلع بالتهجين، وتؤشر
على أفق آخر للكونية".
والكونية كأفق هي إذاً شاغل مكين لمحمد
برادة. إنها أفق ـ حلم للثقافة الإنسانية،
كما يضيف.
ولكن ذلك لا يخفي نسبيتها، ما جعل الباحث
يميز بين مستويين متباينين ومتكاملين
للكونية: مستوى القيم الدينية والفلسفية،
ومستوى التاريخ الملموس، حيث يوضح أنه على
الرغم من ارتباط الكونية بالتطلع الطوبوي
إلى نسق من القيم الإنسانية التي تقرب بين
شعوب وثقافات العالم، فإن مضامينها
المختلفة كانت وما تزال تستعمل لتبرير
الاستعمار باسم مبادئ كونية تنشر الحضارة
والتمدين المستمدين من مرجعية كونية
محكوم لها بالتفوق والكمال. وهكذا يتابع
الباحث ما تقدم في بحثه (التعددية
والكونية..) ويعمقه، فالدول الأقوى
والأغنى مُهيمنة على تحديد وتكييف مضامين
الكونية فلسفياً وثقافياً، والنقلة
الإيجابية التي عرفتها الكونية بعد
الاستقلالات ـ الإشارة بادية إلى منتصف
القرن العشرين ـ تقوضت. وبعد انتهاء الحرب
الباردة ـ الإشارة بادية إلى سقوط الاتحاد
السوفييتي ونهاية العقد الثامن من القرن
العشرين ـ لم تتبوأ الكونية مكانة الأفق،
وصار التناقض صارخاً بين التوجهات
الكونية الربحية للدول المتحكمة في ثورة
التكنولوجيا والاتصال، وبين انغلاقها على
امتيازاتها..
إن كل ما تقدم سيحضر في بحث (الرواية
العربية: الكونية أفقاً) سافراً، كما
سيحضر بصياغات أقل أو أكثر تمويهاً. ومن
الأمس القريب إلى اليوم يبدو نشدان الباحث
للحلم (الكونية أفقاً) مغالباً واقع الحال
الذي تفاقم خلال ما انصرم من سنوات

/ 100