أسطورة العشق، قصص نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أسطورة العشق، قصص - نسخه متنی

زهرا زواريان؛ مترجم: ندى حسون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

-((هنيئاً!)).
إنني في دهشة، رأس يدور، ترى عيناي لكل
شيء ظلاً مضيئاً، في ذاك الركن، تهز الريح
الستارة، تطلق إحدى السيارات زموراً،
وتمر عجلة على الإسفلت. أضع يدي على أذني،
أخفض رأسي، أغمض عينيّ أتمنى لو أغفو..
أخاف.. ممّ؟ لا أعرف.
لقد انتظرتك ليال طويلة، لكن الليلة، لا
أعرف لماذا أحسّ بالتعب، إن داخلي في
اضطراب.. شيء ما يغلي في أعماقي. لقد فقدت
شهيتي. هل أتيت حقاً؟
أنا في انتظارك منذ ثمان سنوات، والآن..
أقول: ((كم الجو بارد!)).
تمكث قليلاً، تنزع معطفك، تلقيه على
كتفيّ، تقول: ((ما أسرع ما تجمد الماء!))
وتلقي نظرةً على ماء الحوض. أقول: ((لو كان
الربيع دائماً!)) وآخذ يدك في يدي: ((كم
الجوّ بارد)).
تقول: ((ليكن قلبك دافئاً!))، وتنظر في
عينيّ، شيء ما مثل النسيم يداعب شعري،
أقفز من مكاني أنظر خلفي فلا أرى شيئاً.
يتطاير شعري على وجهي، تسألني مهتاب:
((ماذا حصل يا أمي؟)) وتنهض من مكانها.
آخذ يدها بيدي: ((لا شيء.. لا شيء..)) أجلس في
مكاني، وأحسّ بهواء ثقيل يجري في الغرفة.
أتنفّس بصعوبة، تظلم الغرفة وتضيء، الرعد
والبرق ينيران الفضاء. يتقدّم رجلان
عجوزان يسيران على الأقدام.. ويجلس في
مواجهتنا غراب.
أقول: ((إنني أتشاءم من الغراب))، تقول:
((أنا لا أتشاءم من شيء أبداً))، أقول:
((عندما كنت طفلة خطف الغراب سمكتي
الحمراء))، ولا أعرف لِمَ تجتمع الدموع في
عينيّ.
تقول: ((في النهاية لكل منا يوم..)).
أقول: ((يومها كانت السمكة كل حياتي)).
تأخذ يدي في يدك: ((هذه سنة الحياة)). وتلمس
بيدك قطرة مطر علقت في الهواء.
أقول: ((أن يُسْلبَ الإنسان ما يحبّ؟))
((وأن يمتَحَنَ الإنسان)).
أدور في ساحة المتنزّه، أنواره ساكتة،
يسود سكوت.. نتبادل نظرات.. أحسّ أنّي أريد
أن أصبح جزءاً من وجودك، إن لم أكن كذلك.
أسأل نفسي: ((ألسنا روحاً في جسدين؟)).
أحدّق في العصافير المحلّقة حول الأغصان
داخل أوراق الشجر اليابسة.. والمغرّدة
جماعات.
أقول: ((ليتك استطعت ألا تذهب! أو ليتك
تأخّرت قليلاً. دع طفلنا يرى النور، بعد
ذلك..)) وأسكت.. تصرخ العصافير، يدوّي صوت
النشيد الذي يسير عليه الجنود في فضاء
المتنزّه، تهرب جماعة العصافير، يتعثّر
أحدها في أطراف المرج ينعب الغراب، ويصوّب
نظره إليه، أركض نحوه.. أتمدد على المرج،
ينبض قلبه الصغير داخل أصابعي.. أضع يدي
على رأسه، أدفئه بعباءتي، تسري رعشة مبهمة
في داخلي.. جسده يرتعش.. يضرب الجنين
بقدميه، أحسّ قلبي يضعف.. يعلو صوت صفّارة
الإنذار، أضع العصفور في جيبي دون تفكير.
يقول الطبيب: ((يجب أن تخفّفي من ضغط العمل
يا سيدتي! تجري ورائي، تمسك يدي.. تصرخ:
((أين تذهبين؟)). تخاطبني معاتباً: ((يجب أن
تكوني هادئة الأعصاب قليلاً)).
أقف متكئة على جذع إحدى الأشجار.. ألهث..
تغرد العصافير فوق رأسي.. يتحرك الجنين في
داخلي.. أحس قلبي يضعف. كأن شيئاً يُقْتَلع
من وجودي.. تقول: ((تعالي لنجلس بجانب ذاك
الجدار)).
أقول: ((إني متعبة.. أريد الجلوس)).
ونجلس على المقعد.. أحس ساحة المتنزّه
تدور حول رأسي.. يضيء الجو، يمتزج نور
برتقالي مع آخر رماديّ. صوت المدافع
المضادة للطائرات يصيب رأسي بالدوار،
رائحة البارود تدخل في مشامّي وصوت
الانفجار يجعلني أصرخ، أسقط منهكة على
الأرض، يغدو الجو قاتماً من الغبار
والتراب.. أرى كل شيء داكناً.
أقول: ((إلهي! ساعدني!)).
تأخذ يدي، ترفعني، أحسّ بجفاف في حلقي..
وقلبي يضرب بشدّة، تنقبض عضلات بطني ويضغط
الجنين بشدّة على إحدى الجوانب. تضع عباءتي
على رأسي ((لا تخافي هانيه! لا تخافي!)).
يندفع الناس بجهة الباب الغربي للمتنزّه،
ينهالون، يصيحون، وتعلو صفارة الإنذار،
أضع رأسي على مسند المقعد، أقول: ((أحسّ
بالعطش)) وأحرّك لساني الجاف داخل فمي.
تفتح حقيبتي.. تسألني: ((ألديك كأس؟))،
وتحضر لي الماء، تضع الكأس في ملامسة فمي،
تقول مهتاب: ((أريد ماءً يا أبي..)).
تحدق النظر فيّ، تسألني: ((ألا تتناولين
طعامك؟)) أنظر إليها، أقول: ((أتريدين
طعاماً؟)).
-((لا! أشعر بالعطش)).
((تناولي طعامك، بعد ذلك!)).
-((أريد ماءً)).
أنهض.. تأتي ورائي، أو لا تأتي.. أحسّ
نسيماً يمر فوق شعري.. وعندما أخرج من
المطبخ أحس نوراً خفيفاً يمر أمامي.. أريد
أن أصرخ لكن لا أفعل.. أحس ماءً يرش على
النار. أفتح عيني وأغمضهما.. أأستطيع

/ 26