ازمه المواطنه فی شعر الجواهری نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ازمه المواطنه فی شعر الجواهری - نسخه متنی

فرحان اليحيى

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فرحان اليحيى
أزمــةُ المواطنَــةِ فـي شــعر
الجواهـريّ
( دراسة تحليلية في ضوء المنهج التكاملي )
دمشق 1421هـ- 2000م
إهــداء
-إلى الذين يعرفون كيف يقرؤون وكيف
يكتبون.
-والذين يبحثون عن وجوههم في وضح النهار..
-والذين يرفعون أغصان الزيتون في وجه
الظلام ويؤدون ديات القاصر والمقصر..
-إلى الجواهري المغني لنور الشمس…
فرحان
مخطط البحث
تقديم
أدبنا العربي الحديث ليس بمعزل عن
المعركة الحضارية، بوصفه عاملاً من عوامل
التحول والارتقاء بالوعي الثقافي
والإنساني، وهو-في المحصلة- جزء من
التجربة العاطفية والذهنية للأمة كلها.
فلم يقف الأدب-والشعر منه- موقف المنفعل
حيال الحوادث والأزمات، بل تجاوز ذلك
ليؤدي دوره الفاعل في مواجهة الأخطار
والتحديات، ويغوص في أعماق الظواهر،
وكأنه يطمح أن يمثل دور المعارضة الحقيقية
والرفض لكل أشكال الهيمنة والتطبيع، سواء
على صعيد الاختراق الإمبريالي والصهيوني،
أم على مستوى الأنظمة الحاكمة والفئات
السلبية من الأمة.
ومن الأدباء الذين انتدبوا أنفسهم لهذه
المهمة الشاعر محمد مهدي الجواهري، فقد
يتلمس الباحث في شعره قضايا خطيرة تجسد
حياته وعصره، ولعل أبرزها "أزمة
المواطنة"، وهي-في جوهرها- قضية مثيرة
وحسّاسة على المستوى الحضاري والفني،
تجدر أن تدخل في أوسع مشروع نقدي لأزمة
الحكم في العراق والبلاد العربية.
ولعل مثل هذه القضية التي تظهر في شعر
الجواهري من أكثر الأزمات تعقيداً في
الدول المتخلفة، لما لها من تأثيرات واسعة
وعميقة على عملية التنمية، وانعكاسات
سلبية على أساليب المواجهة للتحديات
الكبرى، فالشعوب العربية-اليوم- تعيش في
ظل أنظمة حكم قمعية، وتعاني حالة اغتراب،
لأنها مسلوبة من حق المواطنة وحقوق
الإنسان وغياب العدالة والديمقراطية.
وفي خضم هذا التناقض الحاد بين الشعب
العراقي والسلطة تشكل وعي الجواهري،
وأصبح التغيير هاجسه ومصدر قلقه الدائم،
وهو الذي- على الأرجح، صاغه شاعراً
مأزوماً يتمركز في قمة الشعر العربي
الحديث.
وإن هذه الفرضية هي محور هذا البحث
ومداره.
لم يكن العنف من تقاليد الشعر، ولا من
الفكر الإيديولوجي السائد في بدايات
القرن العشرين، في مرحلة مازال المجتمع
العربي لما يتبلور بعد كمجتمع مدني، فقد
نتلمسه في طبع هذا الشاعر وأدبه، إذ لا
نستخلص من قصائده المتمردة إلا السخط على
الواقع والنقمة على الحكام وتحديهم
واستنفار الجماهير طوال حياته، في حين أن
معظم جيل الشعراء الذين عاصروا الجواهري،
لم يجد أيَّ حرج في التعامل مع السلطة
وتأييدها، بل كان التقرب من الحاكم،
امتيازاً لا مثيل له فلماذا تفرد هذا
الشاعر بالعنف؟ وما وراء هذا الرفض
والتحدي؟.
-هلل الجواهري للثورات في العراق، ثم هرب
من بطشها، وخرج من البلاد صفر اليدين، حتى
صار سؤال الحاكمين والمثقفين على السواء،
ماذا يريد الجواهري؟ أيريد الحرية لكل وطن
ومواطن؟ أيريد مملكة تساند رغبته الجامحة
في تغيير الواقع العربي المتكلس بأي ثمن
من دم ونار؟ حتى أن قارئ الجواهري يتساءل
عن منابع هذه الأزمة وتداعياتها، وهل هي
مغلقة أم مفتوحة؟
وهل الأزمة التي يجسدها هذا الشاعر في
شعره إيجابية تدعو إلى التجاوز أم هي مجرد
تعويض عن الإحباط والانكسار العربي؟
وكيف تعامل الجواهري مع هذه الأزمة
وملابساتها؟
فهل ظل على ضفاف الواقع أم توغل في أغواره
وخلفياته؟ وما الأدوات والأساليب التي
وظفها لتوصيل رسالته إلى الشعب العراقي،
بغية تفعيل الشارع العربي ودفعه إلى الفعل
الثوري؟ وبكلمة موجزة: هل "أزمة المواطنة
في شعر الجواهري "قضية مقنعة في عصر
العولمة؟
-حاولت في هذا البحث أن أجيب عن هذه
الأسئلة من خلال شعر هذا الشاعر، فقد
انطلقت في دراسة هذه الإشكالية من تصور
شامل مبني على فكرتين رئيسيتين هما:
1-دواعي ظهور "أزمة المواطنة" على صعيد
الواقع والفن.
2-مظاهر الأزمة وأبعادها الوطنية
والإنسانية.
لقد سرت على خطة واضحة بدأت فيها بتمهيد
مكثف عن الوضع السياسي- الثقافي والأدبي
في العراق، منذ الثورة العراقية ونشوء

/ 191