أزرار مقطوعة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أزرار مقطوعة - نسخه متنی

زهیر جبور

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تخليص العالم منها، من أجل السلام، وبدا
السادات بابتسامة استرخصت المثل.
قال له:
ـ أرأيت، وسوف ترون.
حاول أن يستوقفه قليلاً، علّه يفهم ماذا
يجري، لكنه فرّ هارباً، وهو يردد ضاحكاً:
ـ هذا شأنك، شأنهم، ولا شيء يعنيني.
ـ ضغط:
ـ فأطل وجهاً عميقاً، قوياً كالسنديان،
حزيناً كنهر غادر مجراه، وغاب هديره.
ـ صرخ الرجل بلهفة المستغيث:
ـ يا سيد الراية المرفوعة.
قال الأسد:
ـ صمدت حتى النبض الأخير، وقد آن للساعد
أن يرتاح، لم أحن عزيمتكم، ولم أذل أسمكم،
ولم أفاوض عليكم، فتابعوا.
صرخ الرجل:
ـ يا سيدي .. لا سيدي.
لكن حزمة من نور، وهمسات من ملائكة حجبت
عنه السيد، فراح يتنقل من ضغطة إلى أخرى،
ومن ذهول إلى انكسار، ودهشة، وهو يردد:
(مستحيل) (من غير المعقول).
صار دمها لون الأرض، وعرقها جف، والتقطت
جاذبية الكون آهات من عذاب، وسحق، ودموع
ثكالى، وحلقت غربان، وواصلت المشلولة
المصابة بداء الاندحار أنينها، وقد ربطت
بطاقة قفزت فوق كل استطاعات (الميغاواط)
وعليه أن يتحرر من رأسه التي استطالت،
المنخورة حتى القاع، وقد رحل فصل التمر،
والبرتقال إلى النزف الأخير.
دخلوا فندق (فلسطين) وشربوا (الكابتشينو)
وذبحوا، وهي تتفكك، وقد أدخلت سوق
المقايضات، فأصابته عدوى الجمرة الخبيثة،
والهذيان اللانمطي، وحكموا عليه
بالانصهار فوق الانصهار، وكان يتابع سقوط
التمثال، فأدرك أن ثمة موت قد رحل، وحل
مكانه آخر، وهو بين فاصل موت، وموت.
تمتم:
ـ يا إلهي، ماذا يجري؟ وكانت الأفاعي على
كراسيها.
فكر..
هل ينضم إلى جماعة الكهف وينتظر زمن
اليقظة حتى يحل، أم يهندس شكل موته كما
يتطلب هذا الموت.
كان يسمع أنينها، وزعيق تفككها، ويستنشق
غبار جفافها، وجد على ثغرها ابتسامة.
قال:
ـ أتبتسمين؟ يا للحنين، كم هو صاف وجهك
الإلهي هذا.
لا تقل
لا تقل: أنّ سيفك المشرع في وجوههم قد هوى،
وأنّ ساعدك قد وهن، وأنّ غيبوا جوهر الثرى،
وأفقدوك معنى الحروف، وقيدوا أسطورتك
المطلقة، وضيعوا نقاط حضورك الزمني،
وأحرقوا بيادر حلمك اللطيف، وصرت حطباً
سريع الاشتعال.
لا تقل: أنّ الخيانة قد ضللتك فأضعت
الدرب، وشمس ما قبل الشروق، وأنك ابتعدت
عن الحزام، وإنهم قد حرثوا سهول أمانيك،
إنك وحدك فقط تعيد قراءة القصائد، وتتأسف
على طفل مضى أو شهيد، وأنك سوف تبقى رهين
دبابة أو حصار، وأنك من خائن إلى آخر تمضي
العمر، لا تقل ذلك، فروحك ما تزال تحلق في
المدى الواسع كحلم شبابك النضير، روحك
التي تنشد لدمك ينبوع السلسبيل، ومياه
القداسة الوطنية، وللابتسامات الطفولية
التي تبعثرت فغطت الأرض زهوراً،
وتقاذفتها الريح، فتحولت طيوراً بيضاء
على شكل ملائكة.
لا تقل: أنّ حقول شقائق النعمان ليست لك،
وأنّ عصفور حريتك قد قيد في سور من خيانة
لا تقل. فالأغاني لك، والنشيد الوطني،
ومراسم الوداع، والخشوع، وكتاب التاريخ،
ونبض الوطن، الذي دخل فيك، وخرج منك، كنت
جنينه وطفل حجره، وحين دعاك لم تتردد.
لروحك الحمامة دموع الأمهات، وحكايات
الزيتون، لا تقل أن الزمن هو الذي جعل
الأنذال يحكمون الشجعان، وأن الجوقة هي
التي تجمع القاتل، والعميل، والجبان،
والسارق، والموصومين بالعار، وتجار
الضمائر، والأقنعة المزيفة، الذين يعزفون
على وتر الغاصب، الوحشي، السفاح.
لا تقل هو زمانك، فأنت نقي كوجه طفل ولد
للتو، وأنت طاهر كالنجمة، أنت تتوهج في
فضاء روحك، ساطع كالنور، كالنيزك لا تعرف
إلا النار، والإرادة، والانتصار.
قل: حين ينتفض الدم، سيطهر الوطن من أعداء
الداخل والخارج، سينظفه من الأقزام الذين
يسجلون للتاريخ صفحات من عفونة وعهر،
للخيانة جولاتها، وللحق جولته، ولا بد أنه
المنتصر.
إذا عدت للروح من جديد، قل: سأخرج منها
متحدياً ولن أنكسر، أنا الرمح الوسيم،
المتألق، النفاذ، القاهر والعملاق.
أنا ابن الأرض، سأموت وأحيا، أموت،وأحيا.
تلك هي معادلة الشرف، عشها كما أنت، أو مت
من أجلها، وانهض من جديد، انهض فلا الموت
يخيف، ولا الحياة تغري، وكلاهما من أجل
الكرامة سيان.
أحدق بك

/ 20