أدوات النص نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أدوات النص - نسخه متنی

محمد تحريشي

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عند هذا الرجل أداة طيعة مطواعة لا تستطيع
أن تتمنع حتى لو أرادت. وبذلك فرضت هذه
اللغة سلطانها على العمل الإبداعي فانتصر
النص وتحرر من قيد المبدع. في حين أن هناك
نصوصاً لم تستطع أن تتخلص من التجربة
الأولى فدارت في فلكها، ولم تتملك آليات
التجدد والتحول والاستمرارية وكأنها تقول
إن المبدع لا يكتب إلا عملاً واحداً تصدر
عنه ارتدادات في الأعمال اللاحقة. ويعود
الأمر في الأساس إلى عدم قدرتها على إنتاج
نص جديد يواكب التغيرات بالمشاركة في
إنتاج النص من جديد، وتصبح بذلك كل قراءة
للنص بمثابة إعادة إنتاجه من جديد.
ومن أسئلة الكتابة الملحة، لماذا هذا
الاهتمام بالخطاب الروائي؟ ولماذا يعطي
له كل الحيز وهذا المستوى من التفاعل على
مستوى القراءة والمقاربة والدراسة، فهل
يرجع هذا إلى أن الخطاب الروائي هو أكثر
الأجناس الأدبية ارتباطاً بالواقع؟ أو
لغزارة هذا الإنتاج قياساً إلى الشعر؟ أو
أن يحقق مقروئية معينة؟ وهل هناك أسباب
أخرى؟
لقد استطاع عبد الملك مرتاض أن يوجد
توظيفاً جديداً للشخصية في هذين العملين
الروائيين، فلم تعد تلك الشخصية التي
نعرفها بماضيها وحاضرها ومستقبلها، إنها
مفهوم وليست كائناً حياً، وكل من مر بحدث
أو بتصرف يشبه تصرف شخصية معينة فهو منها،
معتمدة على تدفق لغوي هائل يبعد اللغة عن
أبعادها النمطية الدلالية المعروفة،
ويعطيها لغة متحررة من أي مدلول مسبق، وفي
الوقت ذاته يحافظ على أيديولوجية النص
التي تعكس مستوى من الرؤية والتفكير عند
القارئ ينطلق من الوعي باللغة. إنه علاقة
حميمية تنشأ بين النص والقارئ، الذي يصبح
شريكاً في بناء النص وإبداعه.
في جمالية النص التراثي
لعل أول سؤال يطرح، لماذا هذا التوجه نحو
الأدب الجزائري القديم؟ ولماذا هذه
الخصوصية؟ التي قد تطرح إشكالات منهجية
تعترض الباحث، أو الدارس لهذا الأدب، الذي
ضاعت أغلب نصوصه، والتي وصل إلينا منها
القليل القليل، مع صعوبة تحديد الحقل
الأدبي في هذه الفترة الزمنية، وكذا
الإجراء النقدي المختار للكشف عن
الخصوصية الفنية والجمالية لهذه النصوص،
فهل يكون التوجيه شمولياً؟ أو يختار
مجالاً واحداً ؟.
إنّ الاعتماد على تفاعل هذين التوجهين
كفيل بالوصول إلى نتائج مرضية ترتقي بهذه
النصوص إلى مرتبة تليق بها، خاصة وأنّ
الأدب الجزائري أخذ مساراً تكوينياً
خاصّاً إلى حد بعيد، تشاكل فيه المحلي
بالوافد سلما أو قهرا، مما ولد أنماطاً
تعبيرية ارتبط فيها الكتاب بالتقليد
الفني العربي، وربطوا ذلك بواقعهم المعيش.
ويبدو أنّ هذه الخصوصية أنضجت التجربة
الإبداعية في هذا العصر، فأنتجت نصوصاً
على أقليتها، استطاعت أن تحافظ على وجودها
في التراث الأدبي العربي، على الرغم من
طابعها التسجيلي المرتبط بالأحداث
السياسية والاجتماعية لدولة بني حماد
فحافظت على الذاكرة الحمادية، وسجلت أهم
الوقائع التي مرت بها هذه الدولة، فأوجدت
لها قراءة تسربهم التجربة الأدبية في
الكشف عن غور هذه التجربة.
ومع هذا كله يبقى السؤال مطروحاً بكيفية
أخرى، كيف تفاعل المحلي بالوافد؟ أو كيف
تفاعل سكان الجزائر مع الثقافة العربية
الإسلامية الوافدة؟ ألم يولد فيهم هذا
التفاعل صدمة نتيجة التقاء مستويين
ثقافيين متميزين، الثقافة الوافدة من
جهة، والثقافة البربرية من جهة أخرى.
ويبدو أن الثقافة العربية الإسلامية
تقدمت كثيراً، فأخذت لنفسها مكانها
اللائق، لكون اللغة العربية لغة عالمة
تنقل المعارف والعلوم، لغة مؤسساتية تعكس
السيادة والإبداع والتفكير. لقد كانت
اللغة الرسمية للدولة؛ واللغة الرسمية
"مرتبطة في بعض جوانبها بالدولة سواء من
حيث نشأتها أم من حيث توظيفاتها
الاجتماعية التي تسيطر عليها لغة رسمية"(1).
وهناك سؤال آخر مهم، يطرح نفسه بإلحاح
شديد، فلماذا كان فتح المغرب من أكثر
الفتوحات الإسلامية مشقة، ومن أطولها
زمناً؟ وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا يصب
الأدب هذه الصدمة؟ فمن "المتوقع أن تكون
هذه الخاصة التي اتسم بها الفتح العربي قد
أحدثت نوعاً من عدم الاستقرار بالنسبة
للبربر، وكانت عاملاً من عوامل قبولهم
لحركات الخروج على الدولة الإسلامية، لكن
من المؤكد أن أساليب العرب في الاندماج مع
البربر، سواء بالاشتراك في الحروب ضد
الوثنية الباقية، أو في فتح الأندلس، أو
عن طريق المصاهرة، أو في العادات
الاجتماعية، فضلاً عن وسائل الاندماج
التي تحتمها طبيعة الفاتحين المسلمين،
حيث أحس المسلمون من سكان البلاد الأصليين
أن العرب جاؤوا من أرض النبي (صلى الله عليه
وسلم)، ومن هنا أسلموهم القيادة في كثير من

/ 65