الشاعر محمد حمدان - ادباء مکرمون نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ادباء مکرمون - نسخه متنی

نزار بریک هنیدی، ابراهیم عباس یاسین، جمال الدین الخضور، خلیل الموسی، درغام سفان، راتب سکر، رضوان القضمانی، سعدالدین کلیب، سلمان حرفوش، فاروق ابراهیم مغربی، فواز حجو، محمد عبدالرحمن یونس، محمد قجه، نبیل سلیمان، یوسف الصمیلی، جمانة طه، حسن حمید، خالد ابوخالد، شوقی بغدادی، عبدالکریم شعبان، وفیق خنسه، فاید إبراهیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الشاعر محمد حمدان

كلمة جمعية الشعر

محمد حمدان: شاعر الهمّ القومي

د. نزار بريك هنيدي

مقرّر جمعية الشعر

مما يثلج الصدر حقاً، أن تكريم الشعراء والأدباء أصبح سنة في جمعيتنا، جمعية الشعر، كما في الجمعيات الأخرى في اتحاد الكتاب العرب. ومن نافل القول، إن الشاعر أو الأديب الحقيقي هو ذلك الإنسان الذي نَذَرَ حياته كلها، أو الذي نذرته الحياة نفسها، كي يكون صوتاً للجوهر الإنساني، في أحواله وتجلياته المختلفة، معايشاً مكابداته وعذاباته، ومتلمساً مباهجه ومسراته، وملتحماً مع آماله وتطلعاته، وساعياً إلى تحقيق المزيد من التناغم بين وجود الإنسان وبين عالمه الخارجي، بغية جعل هذا الوجود أكثر رحابة وحرية وعدلاً وجمالاً. ومن ثمّ فهو لا يسعى إلى تكريم، ولا ينتظر الشكر أو الامتنان، ولا يترقب نيل الجوائز أو شهادات التقدير. ولذلك أعتقد أن أية حفلة تكريم لا يمكن لها أن ترضي الشاعر، أو تقدّم لـه عزاءً، أو تضيف إلى رصيده شيئاً.

إلا أن ذلك، ليس هو الركن الأساسي في مثل هذه الاحتفالات، ولا الغاية المتوخّاة منها. بل يجب أن ننظر إلى حفلات التكريم من زاوية أنها مناسبة للاحتفاء بالشعر، وتعزيز وجوده في حياتنا، كخصيصة رئيسة من خصائص الجوهر الإنساني، الذي تعمل قوى الظلام على طمسه وتدميره. وبهذا المعنى، فإن الاحتفاء بالشعر يشكّل اليوم فعلاً من أفعال المقاومة، وشكلاً من أشكال إرادة الصمود وإرادة الحياة.

وليس أدل على صحّة ما ذهبنا إليه، من اجتماعنا اليوم في رحاب جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب، لنقيم هذا الحفل التكريمي، بينما تحدق المخاطر ببلدنا وأمتنا، وتتربص بنا التحديّات، وتهبّ علينا رياح الدسائس وعواصف المؤامرات من كل حدب وصوب بهدف اقتلاع آخر ما تبقى لنا من عوامل الصمود والدفاع عن حقنا في الوجود.

في هذا المناخ الصعب والمتوتر والمنذر بأعتى المواجهات، فإننا في جمعية الشعر نكرّم اليوم زميلنا الشاعر محمد حمدان. لنكرّم، في المقام الأول فنّه الشعري الذي بقي مخلصاً لـه، منذ أن أصدر مجموعته الأولى في الدار البيضاء في المغرب عام 1979 بعنوان (الفارس والعتمة) وحتى صدور مجموعته الأخيرة (بتغرامو وشرفة الأبجدية) عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق في العام الحالي 2005. فلم يغادره إلى فن آخر من فنون الكتابة سوى في دراسة وحيدة هي كتابه عن (أدب النكبة في التراث العربي)، وهي دراسة لا تبتعد عن مجال اهتمامه كشاعر على كل حال.

أما في المقام الثاني، فإننا نكرّم فيه إخلاصه لفكره ومبادئه ورؤاه، التي بقي قابضاً على جمرها، بالرغم من كل ما طرأ من تحولات وانكسارات وهزائم، وبالرغم من كل ما تكشّف من أضاليل وأوهام وتراجعات. ذلك أن المرء ليس بوسعه أن يجد صفة تنطبق على شاعرنا بقدر ما تنطبق عليه صفة (شاعر الهمّ القومي). فهو يبدو مسكوناً بهذا الهمّ منذ أول كلمة خطها يراعه، وحتى اليوم، إلى درجة أنه يندر لك أن تعثر على قصيدة لـه أو مقطع شعري، لا يشي بفكره القومي، الذي يعتنقه حدّ الإيمان الذي لا يقربه الشك من خلفه ولا من أمامه، حتى ولو كانت هذه القصيدة في التودّد إلى حبيبة، أو في وداع ابنٍ مسافرٍ، أو في وصف مكان، أو في تمثّل إحساس وجداني أو حالة وجودية. وبهذه القصائد بالذات، يقرع محمد حمدان باب مملكة الشعر، بثقة وثبات، مختلفاً بذلك عن كثير ممن اصطلحنا على تسميتهم بـ (شعراء الإيديولوجيا) الذين يعتقدون أن الصراخ والشعارات والمبادئ والأفكار الكبيرة التي يحمّلونها عنوة على كلامهم المنظوم، تكفي وحدها لتحلّق بهم في سماء الشعريّة، فإذا بهم يسقطون في مستنقعات الخطابية والتقريرية والمباشرة خارج أسوار مملكة الشعر العصيّة والعالية.

وفي المقام الثالث، فإن جمعية الشعر تكرّم في الزميل محمد حمدان، مقرّراً سابقاً لها، تميّزت الفترة التي تولّى بها أمور الجمعية، بالنشاط والحيوية والروح الديموقراطية الحقة. فهو لم يألُ جهداً في العمل على وصل ما انقطع من جسور بين الجمعية وبين الحياة الأدبية والشعرية في سوريا، وفي تعزيز حضور نشاطات الجمعية في المشهد الثقافي، وفي تفعيل دور الجمعية في المشهد الثقافي، وفي تفعيل دور الجمعية داخل مؤسسة اتحاد الكتاب العرب. منطلقاً في ذلك كله من شعور عالٍ بالمسؤولية، ومن انفتاح على التيارات والمذاهب والتجارب والأشكال الشعرية المختلفة، ومن نكران للذات سما به فوق كل ما لـه علاقة بالأمور الشخصية أو النفعية، غير آخذ بعين الاعتبار إلا ما يخدم المصلحة العامة لأعضاء الجمعية، وإلا ما يخدم عملية الإبداع ويعزز دور المبدعين.

وأخيراً. لا شكّ عندي أن التكريم الحقيقي لأي شاعر، يتجلى، أولاً وأخيراً، في إعادة قراءة نتاجه، وإخضاعه للدراسة والبحث والتحليل. فذلك أوفى وأبقى بكثير من كل كلمات الإطراء والمديح، وتلك هي المهمة الملقاة اليوم على عاتق عدد من النقاد والدارسين الذين سيتوالون على منبرنا في تكريم زميلنا الشاعر محمد حمدان.

/ 82