ادب النکبة فی التراث العربی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ادب النکبة فی التراث العربی - نسخه متنی

محمد حمدان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

محمد حمدان
أدب النكـبة في التراث العربــي
(أدب نكبات المدن ذات الأسباب الداخلية
في المشرق العربي في العصر العباسي)
الإهداء
إلى بيروت وبغداد ومدن عربية أخرى لا
تنساها الذاكرة. إلى المدينة العربية
الجديدة التي ستبنيها الأيدي والعقول
والقلوب بالعدل وحرية العقيدة والتسامح
والتعدد الذي يقوي وحدتها، وستسورها
باليقظة والفداء ورفض العدوان من الآخر أو
عليه.
محمد حمدان
المقدمة
-1-
فتح جيلي عينيه ليرى الوطن ينوس بين الأمل
والخوف. زرع الأمل قيام الوحدة بين سورية
ومصر، ثم مولد المقاومة، والانتصار
البطولي في جنوب لبنان، وظواهر أخرى.
وفرضت الخوف نكبات معاصرة ما تزال تتوالى،
مما جعل أدب النكبة أكثر حضوراً في النفس
مما عداه حتى بات صاحب قصب السبق في دفتر
شعرنا العربي الحديث والمعاصر.
تعود صلتي بموضوع نكبات المدة (والممالك)
في أدبنا ـ قبل عصر النهضة ـ إلى بضع قصائد
درسناها خلال المرحلتين الثانوية
والجامعية، وإلى شذرات من هنا وهناك. وإذا
كانت نكبات حاضرنا تشد إلى تلك النكبات
الغابرة، فإن أدب النكبة الحديث والمعاصر
يشد إلى سلفه ويشير إليه ويذكِّر به. وقد
ساعد على ذلك أن التراث كان يلاحقني منذ
زمن ويدعوني إلى واحاته.
إن في عصرنا بعض سمات عصر التدوين، والبحث
عن حداثة متميزة ـ وهو ما أوليه اهتماماً
خاصاً من خلال ممارستي الكتابة الشعرية ـ
لن يتحقق بعيداً عن دراسة التراث وتمثله.
وعندما تأكد لي أن غرض النكبة واحد من تلك
الأغراض الشعرية التي لم تستوف حقها من
الكشف والتبيان شعرت أنني وقعت على ضالتي
التي أنشدها.
هكذا قررت أن أخوض التجربة بادئاً بأدب
نكبات المدن ذات الأسباب الداخلية، أي أدب
النكبات خلال الحروب الأهلية، وهو ما
عرفته بعض مدن المشرق العربي في العصر
العباسي. على أن يلي هذا البحثَ بحثٌ آخر
يتناول أدب نكبات المدن ذات الأسباب
الخارجية. وعسى أن تساعد الهمة في دراسة
هذا الغرض إلى ما هو أبعد من ذلك.
إن في إعادة فتح الجرح محاولة للشفاء منه
ومن جروح أخرى مماثلة. وأنا ـ بعد ـ لا أنكر
الأثر الذي خلفه على اختياري لهذا المشروع
ميل في النفس إلى الحزن والاشتعال معاً.
-2-
يتألف هذا الكتاب من مقدمة ومدخل وثلاثة
أبواب. ناقشت في المدخل معنى مصطلح النكبة
وبينت الأسباب التي دفعتني إلى الأخذ به
وطرح مصطلحات الفتنة والحرب والرثاء،
واستعرضت الآراء المعاصرة التي تناولت
عرضاً غرض النكبة الشعري.
ودرست في الباب الأول بإيجاز شديد غرض
النكبة قبل العصر العباسي، وهكذا استعرضت
في الفصل الأول منه غرض النكبة في الشعر
الجاهلي، واستعرضت في الفصل الثاني منه
غرض النكبة في الشعر الإسلامي والأموي،
وأفردت الفصل الثالث والأخير من هذا الباب
للشعر الذي تناول نكبة الأمويين.
أما الباب الثاني فتناولت فيه أدب النكبة
في العصر العباسي، وقد تبين لي بعد جمع
مادة البحث أن جل الأدب النكبوي في المشرق
العربي في العصر العباسي كان شعراً، وأن
معظمه تناول نكبات المدن التي ولدتها
الحروب الأهلية، وأن كثيراً منه قد ضاع.
هكذا تحدثت في الفصل الأول من هذا الباب عن
ضياع الشعر النكبوي وأسباب ذلك، وعرجت على
أسماء الشعراء المشهورين وبعض الآخرين
الذين عاشوا في زمن النكبات ولم يصلنا شعر
لهم يتناولها، ثم أفردت لكل نكبة فصلاً مع
مراعاة زمن حدوثها، ولم أتجاوز التسلسل
الزمني إلا مع نكبة بغداد الثالثة إذ آثرت
أن أتحدث عن نكبات هذه المدينة بالتتالي.
وفي كل نكبة كنت أوجز القول في أسبابها
وأحداثها ونتائجها، ثم أفصل القول في
الأشعار التي تناولتها، بعد أن جمعتها
وحققت بعضها وشرحته ذاكراً مطالعها
ومستشهداً بأبيات منها تعينني على توضيح
مضامينها وأفكارها الرئيسية. هكذا تناولت
نكبة بغداد (الأولى) في حرب الأخوين الأمين
والمأمون سنة 197هـ في الفصل الثاني من هذا
الباب، ونكبتها (الثانية) في حرب
الخليفتين المستعين والمعتز سنة 251هـ في
الفصل الثالث، ونكبتها (الثالثة) على يد
البريديين سنة 330هـ في الفصل الرابع،
ونكبة البصرة على يد الزنج سنة 257هـ في
الفصل الخامس، ونكبة المدينة المنورة سنة
271هـ في الفصل السادس، ونكبة دمشق أيام
الفاطميين سنة 411هـ في الفصل السابع،
وتناولت في الفصل الثامن وهو آخر فصول هذا
الباب ما عرفه العصر العباسي من أدب
وَصَفَ ألواناً أخرى من النكبات.
وأما الباب الثالث والأخير من أبواب هذا

/ 178