آلة الکلام (النقدیة..) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آلة الکلام (النقدیة..) - نسخه متنی

محمد الجزائری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ولكون أوسع المناهج وأكثرها انتشاراً في تحليل النصوص هي (تلك التي تعنى بدراسة إطار الأدب ومحيطه وأسبابه الخارجية، غير أن (الدراسة الخارجية) في سعيها إلى تفسير النصوص الأدبية في ضوء سياقها الاجتماعي والتاريخي وقعت في شرك الشرح التعليلي، أي شرح الأصول التي انبثق منها الأدب ووقفت حائرة أمام وصف الأثر الأدبي بالذات وتحليل بنياته وتقويم مدلولاته، ولا شك أن التاريخي كله وعوامل المحيط كلها مجتمعة لتصوغ الأثر الأدبي، لكن المشكلات الفعلية في تحليل النصوص تبدأ حين نقوّم ونقارن ونعزل العوامل الفردية التي يفترض فيها تحديد العمل الفني عن العوامل التي تحدد أطره الخارجية.

إن دارسي النصوص الذين يستخدمون المناهج الخارجية في دراسة الأدب يسعون إلى تأسيس نوع من العلاقة السببية والحتمية بين الأثر الأدبي وكاتبه وبيئته وإسلافه.. ولكن حين بزغ تاريخ الأدب الحديث، وهو على علاقة وثيقة بالحركة الرومانسية، التي لم تستطع أن تهدم (النظام النقدي) الكلاسيكي (أو: النظام النقدي للكلاسيكية) إلاّ بالحجة القائلة أن الأزمنة المختلفة تتطلب مقاييس مختلفة، غدا في القرن التاسع عشر، الشرح عبر الأسباب (كلمة السر السحرية)، وبخاصة في السعي لمضاهاة العلوم الطبيعية، أضف إلى ذلك إن انهيار النظريات (الشعرية) القديمة، وما رافق ذلك من تحول الاهتمام إلى الذوق الفردي للقارئ، عزز الاقتناع بأن (الفن) لكونه من حيث الأساس غير عقلاني، يجب أن يترك للتذوق.

-(وفي مطلع القرن العشرين حدثت ردات فعل على المناهج السابقة تجلت في التحريض على دراسة الأدب من الداخل والتركيز، أولاً، وقبل كل شيء على الآثار الأدبية ذاتها.. وهكذا بدأ الاتجاه (الألسني) في تحليل النصوص مع (الشكلانيين الروس) الذين رفضوا -كما هو معلوم- اعتبار الأدب نقلاً لحياة الأدباء وتصويراً للبيئات والعصور، وصدىً للنظريات الفلسفية والدينية، ودعوا إلى البحث عن (الخصائص) التي تجعل من الأثر الأدبي (أدبياً)، أو بكلمة أخرى: البحث عن (البنى الحكائية) (والأسلوبية) و(الإيقاعية) في الأثر الأدبي من خلال البحث عن (تطور) (الأشكال) البدائية وتحولها إلى أشكالها الأولى في الأدب الحديث.

وسار هذا الاتجاه على الخطى نفسها مع (الشكلانيين الألمان) الذين اهتموا بوصف الأنواع البدائية: (حالة الضمير/ الحكاية/ المثل..) ووصف (سجلات الكلام) والتركيب (البنيوي) للحكايات، وتوطد هذا الاتجاه في البلاد الانكلوسكسونية مع النقاد الجدد أتباع (أي. أ. ريتشارد) الذين ركزوا على دراسة (النصوص الشعرية) وعلى عمل (المعنى) و(الصورة) فيها.

واشتهر، كما هو معروف، اتجاه الأدب من الداخل في فرنسا مع عالم الأنثروبولوجيا (كلود ليفي شتراوس) وعالم المعنى (غريمس) اللذين وجها جهدهما باتجاه دراسة (النُظم) في (الشعر) و(البنية النصية) في (النثر).

وإذا كانت دراسة الأدب من الخارج تركز أساساً على دراسة (الظروف) المكيّفة للأثر الأدبي، وإذا كانت دراسة الأدب من الداخل تركز على (وصف) (البنية) (الخاصة) فإن (الألسنية) عنت بوصف (اللغة) وتفسير سيرورتها على كل المستويات: (الصوتية/ التركيبية/ الدلالية)، فأوجدت تقنيات خاصة، وخلصت الأدب والتحليل الأدبي من الاتكال على مبادئ علم النفس والاجتماع والأيديولوجيات الدينية والسياسية، فأعطته شيئاً من الاستقلال الذاتي على أساس أن قوام الأدب، أولاً، وقبل كل شيء، هو (اللغة الإنسانية)،... و(الألسنية) في الأساس، هي: (الدراسة العلمية لهذه اللغة وتمظهرها الحسي من خلال الكلام العام).

وهكذا تعامل (الألسنيون) مع النص الأدبي- ومع الجملة- بمستويات يتداخل بعضها في بعض ويترابط، وهي بذلك تكشف عن وظيفة كل مستوى، ودلالته منفرداً ومجتمعاً، مع غيره من المستويات:

(إن نظرية المستويات هذه تتمظهر على كل صعيد النص من خلال:

مستوى الوظائف /مستوى الأعمال/ مستوى السرد/ مستوى المعنى.. في نسق متكامل)(5).

وهكذا، وإزاء ذلك، لا بد أن يتحرك النقاد (الستينيون)، لاحقاً، خارج مناهج "الوصفية"، و"الانطباعية"، و"التفسير المادي/ التاريخي".. التي سادت نقد الخمسينيات متمثلاً بنماذج كتابات (د. محمد مندور) و(د. محمود أمين العالم) و(د. عبد العظيم أنيس)، و(رئيف خوري) و(د. حسين مروة) عربياً، و(د. علي جواد الطاهر) و(حسين العلاق) و(عبد المجيد الراضي) و(علي الشوك) وومضات (ناظم توفيق) وآخرون.. (عراقياً)، التي امتدت إلى السبعينيات حيث إشتق الستينيون لأنفسهم طرائق بحث لتعميق منهجهم (السوسيولوجي).

كما أصبحت كتابات الرعيل الأول: (حسين الرحال، ومحمود أحمد السيد) بالنسبة لهم، ذكرى بعيدة، ليطلعوا شيئاً، فشيئاً على ما قدمته الترجمات في المكتبة العربية، منذ مطلع السبعينات، من كتب تضيء المناهج الحديثة في الغرب، كالبنيوية والألسنية، فازداد اهتمام بعضهم بها درساً ومتابعة أواسط الثمانينات، وحتى وقتنا الراهن، حيث إلتحق نقاد شباب بهذه المناهج الحديثة، سعياً وتطبيقاً، في محاولة لخلق "المشروع" النقدي الحداثوي العراقي الجديد، جوار الدراسات التي أولت النظرة المقارنة بين المناهج الحداثوية وشتات النقد العربي القديم، مكانة في البحث والتقصي والإضاءة والإفادة، في محاولة لخلق مقارب نقدي عربي يمازج بين التراث والمعاصرة في الخطاب النقدي.. في حين استمر استاذنا الجليل د. علي جواد الطاهر (حتى رحيله الأبدي) يعمق في منهجه (الإنطباعي) على وفق (ذائقته).

وتوجه علي الشوك إلى آماد أخرى في البحث والتقصي (اللغوي/ الميثولوجي)، وصمت آخرون من الرعيل الخمسيني غياباً أو وفاةً..

وهكذا تحمل (الجيل الستيني) الممتد إلى حاضرنا الراهن، مع شباب النقاد، الذين تأكدت لديهم رغبة (الدرس النقدي) أكاديمياً، في الحقول المعرفية، جامعياً، على وفق المناهج الحديثة، ليتوصلوا مع المعطى النقدي (الجديد) درساً وبحثاً وتطبيقاً، استطاع المثابرون منهم التوفر على (أسلوبية) تجلت فيها (النقدية) في محاولة للارتقاء بالأثر النقدي إلى مرتبة (نص إبداعي) دون مصادرة جهد الرواد، والاتجاهات التالية، أو الاستخفاف بهما، وإن تشابكت، أحياناً، المناهج، أو احتدم النقاش تحيزاً لها ودفاعاً عنها، حتى تتأكد "المنهجيات" وتتأصل في التطبيق، على وفق آلية واضحة، وإجرائيات ملموسة.

2- يذكّرنا د. إحسان عباس بأن (النقد لا يقاس دائماً بمقياس الصحة أو الملاءمة للتطبيق، وإنما يقاس بمدى التكامل في منهج صاحبه) مستشهداً بمنهج مثل الذي وضعه (ابن طبطبا) أو (قدامه): (قد يكون مؤسساً على الخطأ في تقييم الشعر، حسب نظرتنا اليوم، ولكنه جدير بالتقدير لأنه يرسم أبعاد موقف فكري غير مختل).

وعن (هذا الموقف) يبحث دارس النقد (ليدرك الجدية والجدة لدى صاحبه في تاريخ الأفكار) إذاً:

1-موقف

2-جدة أو جدية

3-أفكار

هل يصلح هذا المثلث، في سياق أسلوبية الناقد، لغةً وتناولاً وطرائق نظر ومعالجات، جوهر وشكلَ و(آلية) النقدية: نزوعاً واتجاهاً؟ كتأصيل خصوصية ذاتية لدى هذا الناقد الأدبي أو ذاك في اتجاه الحداثة؟

أم نعتمد (الضدية) للإطروحات والمناهج السابقة، أساساً؟

على قبر (مارتن هيدجر) كتابة، إكتسبت معنى (الضدية) تقول:

"السير باتجاه النجمة.. ولا شيء غير ذلك"

بمعنى: (تخطي المصالحة مع المحيط)، فالمصالحة -حسب هيدجر- "بداية إختيار النهاية". لقد بنى هذا الفيلسوف موقفه على وفق (التخطي) الغريب، الخالص، اللامحدود، نحو (الأعلى) و(اللامحدود) في آن، مؤسساً خطابه الفلسفي على ثلاثية:

-إن الفكر- أولاً- لا يأتي بالمعرفة مثل العلوم!

-وإن الفكر -ثانياً- لا يأتي بالحكمة العلمية!

-وإن الفكر -ثالثاً- لا يمنحنا القدرة على الفعل مباشرة!

/ 214