تاريخ مقام صاحب العصر والزمان عليه السلام في النجف - تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان (عليه السلام) في النجف نسخه متنی

تاريخ مقام صاحب العصر والزمان عليه السلام في النجف

تأليف احمد علي مجيد الحلي تقديم وتحقيق مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام

المقدّمة

إنَّ في مدينة النجف الأشرف آثاراً ذات غورٌ عميق ونور ساطع، فمن جسد نبينا آدم عليه السلام إلى جسد نبي الله نوح عليه السلام ثم إلى جسد الإمام علي عليه السلام.

تكون هنا قدم لمعز الأولياء.(1) ففي قلب وادي السلام، وفي الجانب الغربي من النجف.

هذا الوادي العريق، اختار طاووس أهل الجنة(2) موطأً له.

فزاد المحل شرفاً على شرف.

هذا الوادي الذي رُفع عن أهله عذاب البرزخ.

كأن إمامهم أراد أن يشعر أهلهُ بالأمان.

فلسان حاله يقول نحن معكم أينما تولوا.

في الحياة وبعد الممات فمتى كان هذا المقام موطأً لإمامنا؟....متى؟ نحاول هُنا جمع ما لقطناه من درر الأخبار، وكلام الأخيار ليشفي غليلاً، ويروي ظمآناً.

إذ الشيء لأيثمنّ الاّ بمعرفته فتعال أخي القارئ.

لنرى ما ترك لنا التاريخ من لؤلؤ بحاره.

فبحثنا هذا يتكون من ثمانية أبواب، كل باب يحتوي على عدة من التواريخ.

علماً أنني سوف أورد الأدلة التاريخية حسب قدمها.

أو حسب وفيات الأعلام الذين ذكروا المقام.

فلنشرع بالبحث عن تاريخ مقام الإمام المهدي عليه السلام في وادي السلام.

(1) معز الأولياء: من ألقابه عليه السلام ورد في دعاء الندبة.

(2) عن ابن عباس قال: قال رسول الله: «المهدي طاووس أهل الجنة». (البيان في أخبار صاحب الزمان - الشافعي).