الشاعر السيد مصطفى جمال الدين ( رحمه الله )
( 1346 هـ ـ 1416 هـ )
اسمه و نسبه :
السيد مصطفى بن جعفر بن عناية الله ، من عشيرة آل حسن ، ولُقبت أسرة السيد مصطفى بـ ( آل جمال الدين ) نسبة إلى جدهم الأعلى السيد ( محمد ) الذي كان يلقب بـ ( جمال الدين ) لتبحره بالعلوم الدينية .
و تعتبر أسرة جمال الدين من الأسر العلمية الدينية المعروفة التي تخرّج منها الكثير من العلماء و الأدباء ، و يتصل نسب هذه الأسرة الشريفة بالإمام علي ( عليه السلام ) عن طريق السيد موسى المبرقع ابن الإمام محمد الجواد ( عليه السلام ) .
ولادته :
ولد السيد مصطفى عام 1346 هـ بقرية المؤمنين ، و هي إحدى قرى مدينة سوق الشيوخ التابعة لمحافظة الناصرية في العراق .
دراسته و أساتذته :
درس في كتاتيب قرية المؤمنين ، ثم انتقل إلى ناحية كرمة بني سعيد لمواصلة الدراسة الابتدائية ، فأكمل منها مرحلة الصف الرابع الابتدائي ، ثم هاجر إلى النجف الأشرف لدراسة العلوم الدينية ، فأكمل مرحلتي المقدمات و السطوح ، ثم انتقل بعد ذلك إلى مرحلة البحث الخارج ، و أخذ يحضر حلقات آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي ( قدس سره ) .
فعرف بين زملائه بالنبوغ المبكر و الذكاء الحاد ، حيث كتب تقريرات أستاذه في الفقه و الأصول ، و عُيِّن معيداً في كلية الفقه في النجف الأشرف لحيازته على المركز الأعلى بين طلبتها الناجحين ، و ذلك في سنة ( 1962 م ) .
ثم سجَّل في مرحلة الماجستير بجامعة بغداد سنة ( 1969 م ) ، و بعد ثلاث سنوات من البحث و الدراسة حاز على شهادة الماجستير بدرجة ( جيد جداً ) .
و بعد عام ( 1972 م ) عُين أستاذاً في كلية الآداب بجامعة بغداد ، فذاع صيته و أصبح معروفاً على مستوى العراق و العالم العربي ، و بعد ذلك حاز على شهادة الدكتوراه بدرجة ( ممتاز ) من قسم اللغة العربية ، و ذلك في عام ( 1974 م ) .
نشاطاته الأدبية :
أولاً : شارك في مهرجان مؤتمر الأدباء الكبير ببغداد سنة ( 1965 م ) ، و شارك فيه لمَرَّته الأولى .
ثانياً : شارك في مهرجان مؤتمر الأدباء الكبير أيضاً ببغداد سنة ( 1967 م ) للمَرَّة الثانية .
ثالثاً : شارك أيضاً في نفس المهرجان سنة ( 1969 م ) و للمَرَّة الثالثة ، فألقى قصيدته الرائعة حول نكسة حزيران ، و التي مطلعها :
َمْلِم جِراحَكَ و اعْصِفْ أَيَّهَا الثَّارُ |
َابَعدَ عَار حُزَيْرَانٍ لَنا عَارُ |
ميِّزات شعره :
كان السيد جمال الدين شاعراً مطبوعاً ، تعلَّم في أحضان أسرة دينية معروفة ، و كتب شعره منذ أن كان في مرحلة الدراسة المتوسطة ، و عندما دخل الجامعة كانت القصيدة تنطلق منه بسهولة .
إلا أن دراسته الحوزوية مع شغفه بالشعر دفعا به للتعرف على شعراء العراق المعاصرين ، أمثال : السيَّاب ، و السباتي ، و الجواهري ، لكنه كان للجواهري أقرب .
أما عن شعره فإنه يمتاز بميزة و هي المزج بين الشعور الوطني و الغزل ، و له مبادرات إنسانية معروفة يتفاعل فيها مع الحدث الحياتي ، و يعلِّق عليه بطريقة الشعر .
خروجه من العراق :
هاجر من العراق عام ( 1981 م ) إلى الكويت بسبب ضغط النظام الحاكم في العراق ، و من الكويت سافر إلى لندن ، ثم عاد إليها مرة أخرى .
و اعتقل في الكويت عام ( 1984 م ) من قِبل السلطات الكويتية ، و أُودع في السجن ، و بسبب مساندة الكويت لنظام صدام ، و تأييدها له في حربه ضد إيران ، وت خوفها من كل متعاطف مع إيران ، قامت بإخراجه ، و خيَّرتْه بين الإقامة في قبرص أو سورية فاختار الأخيرة .
مؤلفاته :
ذكر منها ما يلي :
1 - القياس حقيقته و حجيته ـ رسالة ماجستير .
2 – البحث النحوي عند الأصوليين ـ رسالة دكتوراه .
3 – الانتفاع بالعين المرهونة ـ بحث فقهي .
4 - الإيقاع في الشعر العربي من البيت إلى التفعيلة .
5 - ديوان شعر كبير ومطبوع .
وفاته :
توفّي الشاعر السيد مصطفى ( رحمه الله ) عام 1416 هـ في سورية إثر مرض عضال أَلمَّ به ، و دفن بمقبرة السيّدة زينب ( عليها السلام ) .
الشاعر السيد رضا الهندي ( رحمه الله )