• عدد المراجعات :
  • 1855
  • 9/2/2009
  • تاريخ :

البكاء على الشهيد

الورد

" حمزة بن عبدالمطلب  " عم النبي الكريم ، أستشهد في أحد ، و لمع اسمه بين شهداء صدر الإسلام ، و حاز لقب " سيد الشهداء " ، و قبره الآن بين شهداء أحد مزار لكل الذين يقصد زيارة المدينة المنورة. كان حمزة قد هاجر من مكة إلى المدينة ، حيث مكث وحيدا ، ليس معه فيها من ذويه أحد ، حتى استشهد .حين رجع النبي - ص- بعد معركة أحد إلى المدينة ، وجد أصوات البكاء ، تتصاعد من بيوت الشهداء إلاّ بيت حمزة .. ، فقال عبارته المعروفة : " أما حمزة فلا بواكي له ".

سرعان ما انتشرت هذه الكلمة في أرجاء المدينة ، فأسرعت النساء الثكلى و الأيامى إلى بيت حمزة ، ليبكينه احتراما لمقولة النبي و لحمزة عمه .ف أصبحت العادة منذ ذلك الوقت ، أن يذهب كل من يريد أن يبكي على شهيد ، إلى بيت حمزة ليبكيه أولا . و هذه الحادثة دلت على أن الإسلام - و ان لم يشجع على بكاء الموتى - يميل إلى أن يبكي الناس على الشهيد .. لأن البكاء على الشهيد اشتراك معه فيما سجله من ملاحم ، و تعاطف مع روحه ، و انسياق مع نشاطه ، و تحركه و تياره . بعد حادثة عاشوراء ، احتلت شهادة الحسين ( ع ) مركز الذروة على مسرح الشهادة . و انتقل لقب " سيد الشهداء " إلى الحسين - ع - ، و بقى حمزة سيدا للشهداء ، لكن عبارة " سيد الشهداء " ، إنطلقت دون ذكر اسم فلاتنصرف إلاّ إلى الحسين . كان حمزة سيد شهداء زمانه ، و حاز الحسين على لقب سيد شهداء جميع الأعصر و الدهور ، كمريم العذراء التي كانت سيدة نساء زمانها ، ثم أضحت فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين . كان حمزة - قبل استشهاد الحسين - رمزا للبكاء على الشهيد ، و كان البكاء عليه مظهرا منمظاهر الإنشداد بطريق الشهادة ، ثم انتقلت هذه المكانة إلى الحسين بعد موقعة كربلاء .

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)