• عدد المراجعات :
  • 1521
  • 9/1/2009
  • تاريخ :

و للشهادة ركنان

الورد

للشهادة رکنان ،

- الأول : قدسية الهدف ، و الموت على طريق تحقيق هذا الهدف المقدس ، أي أن يكون " في سبيل الله ".

- الثاني : أن تكون الشهادة قد تمت عن علم و وعي .

 

و للشهادة و جهان :

- و جه مقدس في انتسابها للمقتول  ..

- و وجهه بشع إجرامي في انتسابها للقاتل ..

الشهادة - بما تحمله من صفات سامية كالوعي و الإختيار وقدسية الهدف و خلوها من الميول الذاتية - عمل بطولي يبعث على الإعجاب و الإفتخار . هذا النوع من ( الموت ) هو وحده الذي يفوق ( الحياة ) عظمة و قدسية و أهمية .

و هنا ينبغي أن نشير إلى ظاهرة مؤسفة تطغي على مجالس ذكر الحسين بن علي _عليه السلام _ هذه المجالس تضفي على مقتل الحسين طابع النوع الثالث من الموت ، أي موت الإنسان البريء الذي ذهب دمه هدرا ، مع أن هذه المجالس تذكر الحسين على أنه " شهيد " بل " سيد الشهداء " . كثير من الموالين لآل البيت ، يذرفون الدموع على مظلومية سيد الشهداء ، و كأنهم يبكون على طفل برئ ذهب ضحية أهواء طاغية من الطغاة ( هذه الظاهره السلبيه التي يذكرها المؤلف الشهيد ، هي إنعكاس طبيعي لما يسود المجتمع الإيراني من روح هابطه . أما حين سمت هذه الروح و تكاملت أبان أحداث الثورة الإسلامية ، و بلغت مستوى فهم الشهادة و الشهيد ، فقد تغير وجه أكثر المجالس الحسينيه بشكل واضح ، و زالت منها تقريبا هذه الظاهرة السلبيه التي يذكرها المؤلف ).

لو كان الحسين كذلك .. لو كان مظلوما عديم الدور في حادث مقتله ، كسائر المقتولين ظلما و عدوانا .. لما كان شهيدا ، فما بالك بكونه سيد الشهداء !! ، ليس من الصحيح أن نحصر الحسين في إطار الإنسان الذي ذهب ضحية أهواء الطواغيت .

نعم ، الوجه الآخر لفاجعة كربلاء تمثل بشاعة القاتلين و إجرامهم و استفحال أهوائهم الدنيئة . لكن الوجه الآخر الذي يرتبط بالحسين هو الشهادة .. أي المقاومة الواعية الذكية على طريق الهدف المقدس . فمع علم الحسين بالمصير الذي سيواجهه نتيجة مواقفه المتصلبة رفض البيعة مع الطغاة رفضا باتا .. و أبى السكوت و أعتبر المداهنة معصية ما بعدها معصية . تاريخ الحسين و ما سجله في التاريخ من كلمة و عمل ، أوضح دليل على ما نقول . الشهادة تكسب _ إذن_ قداستها من صفتها التضحوية الواعية على طريق الهدف المقدس .


مكانة الشهيد

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)